خبر ليفني اسمعي صوتك .. هآرتس

الساعة 09:54 ص|16 فبراير 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

في آيار 2007 اختارت المجلة الاسبوعية الامريكية "تايم" تسيبي لفني واحدة من الاشخاص المائة الاكثر تأثيرا في العالم. لكنها ما تزال ليست واحدة من الاشخاص المائة الاكثر تأثيرا في اسرائيل. جازت لفني طريقا طويلا من توقعات المجلة الاسبوعية العظيمة التأثير ومن الآمال التي علقها بها مواطنو اسرائيل الطامحون الى السلام حتى مكانتها اليوم.

كان مناحيم بيغن سبع ولايات في المعارضة، واعتقد الكثيرون انه لن يبلغ الحكم ابدا. لكنه فضلا عن انه لم ييأس، سمعوه في كل موضوع وفي المظاهرات الجمعية وفي الكنيست. كان بيغن حاضرا في حياتنا السياسية برغم انه لم يكن لرئيس المعارضة في ايامه مكانة رسمية. وليس عرضا انه عندما تولى السلطة آخر الامر قال فيه احد قدماء مباي "الصديق يقع سبعا وينهض". لم يرحم بيغن الحكومة اذ كان زعيما بارزا في المعارضة. عندما صدرت عن شمعون بيرس ذات مرة صرخة في وسط خطبة بيغن في الكنيست قاطعه بيغن قائلا: "اجلس! سأقول لك متى تصرخ صرخة في الوسط".

مضت أيام العظماء، لكن الشوق الى قيادة جديدة طرية، تقودنا الى السلام والامن بقي على حاله. كاديما هو الذي اعطانا هذا الامل، عندما خفض الليكود الى اثني عشر نائبا وعندما احدثت سلسلة من المآسي، انصراف شارون وصرف اولمرت، وضعا بلغت فيه لفني مكانة كانت تستطيع فيها ان تكون رئيسة حكومة بغير انتخابات.لكن خضوعها لتسويف باراك واحجامها عن الخضوع لابتزاز شاس هما اللذان منحا بيبي الفرصة لرفع الليكود من اثني عشر نائبا الى سبعة وعشرين. من هنا فصاعدا جرت الى سلسلة من الاخطاء، برغم انها كانت تزيد على الليكود بنائب واحد؛ في ضمن ذلك رفض اقتراح بيبي اقامة حكومة وحدة، باشتراط ان تكون هذه حكومة تناوب. لفني مسؤولة عن الخطوات التي بدأت بالرجل اليسرى، والنتيجة ان افيغدور ليبرمان تبوء محلها وزيرا للخارجية، وان التفاوض مع الفلسطينيين انقطع تماما. ضعف كاديما في المعارضة في حين يقوى بيبي. في استطلاع البروفيسور اسحاق كاتس الاخير يرتفع الليكود الى 32 نائبا وينخفض كاديما الى 23 نائبا.

أرى كمن أجللت لفني جدا عندما دخلت المنافسة، وتأثرت بقدرتها على التحليل وبشجاعتها، أرى بأسى كيف دفعت الى وضع لا تكاد تكون موجودة فيه كرئيسة للمعارضة. حتى اننا لا نسمع ردها ولا نراها تقدم اقتراح حجب ثقة في اقتراح قانون مشاركة المهاجرين من اسرائيل في الانتخابات. ولا نسمع لفني في قضية اغلاق بيت يونتان ومحاولة ايلي يشاي احلال الحرام. يصعب على المشاهد من الطرف ان يخمن ما الذي تفكر فيه لفني، او انها ربما لا تعلم ببساطة كيف تلي عملها.

يجب على رئيس المعارضة خاصة ان يعرف كيف يؤدي عمله. أعطى القانون رئيس المعارضة مكانة رسمية، وأجرة أعلى، ومكتبا أكبر وسيارة أكبر وحراسا – لان هذا العمل جزء مهم في جهاز السلطة الديمقراطي. ان لفني، برغم قدرتها على التعبير، لا تعرف كيف تحدث ضجيج زعيم بديل.

من حسن حظ لفني، قال مراقب سياسي انه لا يمكن التعبير عن حجب ثقة عن رئيس المعارضة. تبين، وكأنما فقدت اتجاهها، لماذا ترفض  الان الاقتراح الحقيقي او المزيد لبيبي ان تنضم الان الى حكومته. اين تقف ازاء كتلة ليبرمان؟ وما هي شروطها الاجتماعية والاقتصادية للانضمام لحكومة وحدة.

لفني في وضع غير عادي. ليس شاؤول موفاز وحده يهدد ويضايقها، فالمشكلة الداخلية في كاديما أشد مما نعتقد. توجد هناك طائفة من الاشخاص تولوا الوزارة في الماضي ولا يشتهون تزجية حياتهم شاعرين بالمرارة في مطعم الكنيست. يقول اصدقاؤها انها تحافظ على برودة اعصابها. لكن برودة الاعصاب  وحدها لا تبني سورا. يسهل على موفاز ان يهددها، لكن لا يوجد يقين من انه سيكون رابحا من قانون موفاز وان الجمهور سيسامحه لمغادرته الحزب.

المشكلة هي ان لفني بلغت نقطة لم تعد فيها تهدد حكومة بيبي – ليبرمان ولا تعرض على الجمهور بديلا في أي موضوع. ان مزية تسيبي، في انها متزوجة من نفتالي لا من سارة – ليست قاعدة للوصول الى رئاسة الحكومة.