خبر البردويل: الحديث عن فشل الوسيط المصري في إنهاء الانقسام لا يزال مبكراً

الساعة 02:16 م|15 فبراير 2010

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

أثنت حركة "حماس" على نتائج الاجتماع الذي دعت له الجبهة الشعبية أمس الأحد في غزة وضم 13 فصيلا فلسطينيا، واعتبرت ذلك جزءا من الوسائل التي يمكن التعويل عليها في إزالة كثير من الحواجز النفسية التي حالت دون التفاهم الفلسطيني ـ الفلسطيني، لكنها أكدت أن ذلك لن يكون بأية حال بديلا عن الدور المصري لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.

 

وشدد القيادي في حركة "حماس" الدكتور صلاح البردويل في تصريحات صحفية على أن أهمية دور الوسيط المصري تكمن في أنه يمكن أن يكون ضامنا لاي اتفاق بين حركتي "فتح" و"حماس"، وقال: "لا شك أن الاجتماع الذي دعت له الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عقب عودة عضو مكتبها السياسي جميل مجدلاوي من القاهرة، وضم 13 فصيلا فلسطينيا، هو عمل جيد ينشط لغة التفاهم ويزيل كثيرا من الحواجز النفسية، لكنه لا يستطيع أن يكون بديلا عن الدور المصري، ولا يقوى أي فصيل فلسطيني أن يكون ضامنا لاتفاق بين "فتح" و"حماس"، لأن هناك فرقا شاسعا بينهما، أحدهما يعتمد المقاومة والآخر يعتمد المساومة أو المفاوضات بلا حدود وينسق أمنيا مع الاحتلال".

 

وأكد البردويل أن شرط نجاح مصر في أن تكون ضامنا هو أن تعود لشرط الوساطة الأساسي وهو الحياد، وقال "طالما أن مصر لم تلتفت إلى ملاحظات "حماس" سيظل وضع الجمود على حاله. ونحن في "حماس" نعتقد أنه من المبكر جدا الحديث عن فشل الوسيط المصري في المصالحة، فالقاهرة مازالت جادة في البحث عن المصالحة الفلسطينية، ولذلك فالقضية تحتاج إلى إزالة بعض الحواجز النفسية التي خلفتها ملاحظات "حماس" على الورقة المصرية وبناء الجدار الفولاذي على حدود مصر مع غزة، نحن بحاجة إلى إزالة هذه الحواجز النفسية بين مصر و"حماس". إذا لم يتم ذلك فلا بديل عن حوار وطني فلسطيني، فمصر وسيط لكنها للأسف تحولت إلى طرف يحمل على "حماس" ويشوه صورتها في وسائل الإعلام في هجمات فيها كثير من التزوير والتشويه لحركة"حماس"، ولذلك إذا لم تعد مصر إلى الدور الذي بدأته وهو الوساطة فلا بديل عن الحوار الفلسطيني الداخلي".

 

وعما إذا كان من الوارد أن تطالب "حماس" بحضور القمة العربية في طرابلس لعرض وجهة نظرها على الزعماء العرب بشأن ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، قال البردويل "نحن نعتقد أن الأصل في الأمر أن توجه ليبيا دعوة لحركة "حماس" لحضور القمة، طالما أن الجميع يعتقد أن المصالحة الفلسطينية ضمانة حقيقية لمواجهة الاحتلال، ونأمل أن تتمكن ليبيا من إقناع مصر بذلك، وأن ذلك لا يمثل ازدواجية في الشرعية وإنما هذا هومدخل المصالحة المطلوبة لتكون بحضور العرب جميعا".

 

وأكد البردويل أن المصالحة الوطنية تمثل خيارا استراتيجيا لدى "حماس" وحث "فتح" على أن تكون جدية في التعاطي مع جهود المصالحة، وقال "نحن من مصلحتنا إنهاء الانقسام وتوحيد الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الذي يخطط للعوان على الشعب الفلسطيني باستمرار، ونعتقد أن عين "فتح" حتى هذه اللحظة كبيرة على المفاوضات كليلة على المصالحة، وهي بذلك بحاجة لشحذ الهمة وتصليب الإرادة الداخلية، وما لم تفرض مصر على "فتح" التوجه نحو المصالحة، فإنها لن تفعل ذلك"، على حد تعبيره.