خبر توتر يشوب العلاقة بين « الديمقراطية » و« الشعبية » بسبب برنامج بثته الجزيرة

الساعة 05:15 ص|15 فبراير 2010

فلسطين اليوم : دمشق والوكالات

كشفت مصادر مطلعة النقاب عن أن خلافات تعصف بوحدة تحالف القوى الديمقراطية - الذي يضم (الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني) - يوشك أن يفرط بشكل علني، جراء الضغوط القاعدية التي تتواصل داخل الجبهة الشعبية باتجاه الانسحاب من هذا التحالف، إن لم يتم التمكن من إخراج الجبهة الديمقراطية منه.

وكانت الجبهتان عضوين في التحالف الذي كان يحمل اسم تحالف الفصائل العشر، قبل أن تنسحب الجبهتان منه قبل عدة سنوات، تحت وطأة اشتداد الخلاف أساسا بين حركتي "حماس" و"فتح"، ورغبة الجبهة الشعبية الاحتفاظ بحياديتها إزاء هذا الصراع، وانحياز الجبهة الديمقراطية إلى جانب حركة "فتح".

وتكشف المصادر أن الخلاف الحالي بين الجبهتين الشعبية والديمقراطية يتمركز حول رفض الجبهة الشعبية لمشروع "خارطة الطريق"، فيما تتمسك الجبهة الديمقراطية بموافقتها على الخارطة، مشترطةً أن يتم التعامل معها كرزمة واحدة، بمعنى التزام إسرائيل بالاستحقاقات التي تفرضها الخارطة عليها.

كما ترى قاعدة الجبهة الشعبية أنه لا يجوز أن تتحمل جبهتهم "عواقب مواقف وعلاقات، وتحالفات" يقيمها نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية مع جهات من طراز محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، وجلال الطالباني رئيس العراق، الذي رشَّح مؤخراً الجبهة الديمقراطية لعضوية الاشتراكية الدولية.

وفي ضوء هذا الوضع، وفي خطوة استباقية من الجبهة الديمقراطية، تحسباً من انسحاب الجبهة الشعبية من تحالف القوى الديمقراطية، تقدمت الجبهة في خطوة مفاجئة، بطلب للعودة إلى عضوية تحالف الفصائل الثماني.

غير أن المصادر التي تكشف عن سرور الجبهة الشعبية بهذا الطلب، كونه يحررها من تعهد سابق للجبهة الديمقراطية بعدم العودة منفردة للفصائل العشر، تشك في إمكانية الموافقة على عودة الجبهة الديمقراطية للتحالف العشري، رغم تحسن علاقاتها مؤخراً مع حركة "حماس".

وينقل عن لسان حواتمة أنه مستاء من الدكتور ماهر الطاهر، مسؤول قيادة الخارج في الجبهة الشعبية، لأنه لم يجسد تحالف الجبهتين خلال مشاركتهما في برنامج تلفزيوني لقناة الجزيرة الجمعة الماضي، حيث تركه وحيداً يواجه أسئلة مقدم البرنامج، الذي بدا وكأنه يستهدف التحريض عليه، ومنذ السؤال الأول الذي وجهه له حول سبب إمساكه بموقع الأمين العام للجبهة طوال 42 عاماً، وما إذا كانت الجبهة الديمقراطية تخلو من قادة مؤهلين غيره لتولي قيادتها، ارتبك حواتمة أمام مشاهدي القناة، فيما أبدى الطاهر لا مبالاة إزاء ما جرى لحواتمة، ولم يشارك في محاولة تبرير الأوضاع الداخلية للجبهة الديمقراطية.