خبر بعد الارنب والقبعة -يديعوت

الساعة 10:16 ص|14 فبراير 2010

بي. بي يمكنه ان يكون بي. جي

بقلم: ايتان هابر

مدير مكتب رابين سابقا

 (المضمون: نتنياهو يلعب على الزمن المستقطع. في الزمن القريب سيتعين عليه على ما يبدو ان يتخذ قرارات بن غوريونية، ستقرر لاجيال مصير اسرائيل - المصدر).

مررتم على العنوان؟ الان السؤال هو اذا كان ينبغي ان نضع في ختامه علامة استفهام أم علامة تعجب، وكل شيء حسب الناظر. في السنة الثانية من ولايته يمكن لبنيامين نتنياهو أن يدخل التاريخ بصفته رئيس الوزراء الثاني الهام في تاريخ اسرائيل، بعد دافيد بن غوريون، او أن يتجول في مكان ما هناك في تخوم النسيان. الكثير، وربما كل شيء، منوط به.

       يخيل ان لا خلاف الان عن أنه بالفعل "ساحر". والدليل: خصومه السياسيون، من رئيس الدولة ومن دونه، وبالتأكيد ايهود باراك وقسم كبير من وزراء الحكومة، مستعدون لان يقسموا بالغالي عليهم بان رئيس الليكود غير رأيه السياسي. فها هو: خطاب بار ايلان، الذي تحدث فيه عن "دولتين للشعبين"، والقرار بتجميد المستوطنات، وهناك امور اخرى.

       مؤيدوه مستعدون لان يقسموا بالغالي عليهم، بان الرجل لم يغير ذوقه السياسي وهو يواصل الطريق التقليدية لليمين. وها هو: الغرس في غوش عصيون، الحيل بمواصلة البناء في المستوطنات رغم التجميد، وهناك امور اخرى.

       إذن ما الذي يحصل هنا؟ كيف حصل أن ايفات ليبرمان وبوجي هيرتسوغ على حد سواء راضيان، وكل واحد منهما مقتنع بان بيبي معه. فهل نتنياهو هو الاول في العالم الذي نجح في أن يأكل الكعكة وان يبقيها كاملة؟

       حاييم رامون، من كبار الفاهمين في السياسة وفي السياسيين، يدعي بان نتنياهو يؤمن عن حق وحقيق بما يقول – في ذات اللحظة التي يقول فيها لمن يقول له. بتعبير آخر: حين يتحدث مع ليبرمان عن استمرار البناء في المستوطنات فانه يؤمن بان هذا ما سيكون، ولكن ايضا كما أسلفنا حين يتحدث مع هيرتسوغ وامثاله عن العكس التام بالضبط. وكلاهما يخرجان من المحادثات معه وهما يصدقانه ومقتنعان بارائه. في وقت لاحق يسألان نفسيهما: ولكننا نعرف بان حتى الساحر لا يمكنه أن يخرج أرنبا من قبعة. إذ لا يوجد شيء كهذا. إذن بحق الجحيم، اين هنا الحماسة؟

       خصوم نتنياهو يقولون ان مشكلته الحالية هو أنه كل الوقت ينبغي له أن يقنع الناس بامور متضاربة: مرة سلفيو برلسكوني ومرة اخرى ايلي يشاي. مرة جورج ميتشيل ومرة اخرى زئيف (زمبيش) حفير. مرة شمعون بيرس ايهود باراك مثل دانييل فايس وبنحاس فلرشتاين او من يحل محله في رئاسة مجلس "يشع".

       من ولايته السابقة كرئيس للوزراء جلب نتنياهو معه درسا تعلمه على جلدته في حينه: البقاء، بكل ثمن. وهو مقتنع بان الجميع يريدون اسقاطه، بمن فيهم المؤيدين خائبو الامل، ويريد – وهو ينجح حاليا – ان يرضي الجميع. الدفع، العطاء، تجميد المستوطنات، ايجاد كل شق في قراره والسماح بغمزة بناء، وكل ذلك من أجل المواصلة. الدليل: شاس، مثلا، لم تكن ابدا قوية سياسيا بهذا القدر، و مدارس "ال معيان" (الى النبع) اصبحت نهرا غامرا.

       بالطبع لا يمكن مواصلة طريقة العمل هذه دون نهاية. نتنياهو يلعب على الزمن المستقطع. في الزمن القريب سيتعين عليه على ما يبدو ان يتخذ قرارات بن غوريونية، ستقرر لاجيال مصير اسرائيل. عندها سينتهي السحر (الحقيقي) لنتنياهو: سيتعين عليه أن يختار وان يقرر اذا كان سيواصل الطريق الذي سار فيه منذ عهد بيت أبيه، ذاك الذي يتلاءم بهذا القدر او ذاك مع طريق ليبرمان، او ان يتمسك بقوله التاريخي من على منصة بار ايلان، عن دولتين للشعبين.