خبر حزب التحرير: مشعل يتحدث بلغة الحكام حول السلام

الساعة 02:47 م|12 فبراير 2010

حزب التحرير: مشعل يتحدث بلغة الحكام حول السلام

فلسطين اليوم- غزة

انتقد المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين التصريحات التي أدلى بها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في اللقاء الخاص الذي أجرته معه قناة "روسيا اليوم"، ونشرته على موقعها على الانترنت.

 

واعتبر حزب التحرير في بيان وصل "فلسطين اليوم نسخة عنه ان استخدام مشعل لمصطلحات "الصراع العربي الإسرائيلي"، والإفصاح عن قبوله للتسوية النهائية على أساس حدود 67، والحديث عن سلام الأقوياء، تؤكد أن مشعل قد أتقن تماما لغة الزعماء العرب، وقال الحزب أن تلك التصريحات جاءت في "جمل معبئة بالمفاهيم التي يقوم عليها حراك الأنظمة العربية العميلة في تآمرها على قضية فلسطين، وفي استجابتها للمشروع الأمريكي، ومتناقضة مع المفاهيم التي تقوم عليها الأمة في عملها لخلع كيان يهود من جذوره بجهاد الجيوش الإسلامية".

 

وأضاف حزب التحرير أن مشعل ناقض الأحكام الشرعية الصريحة التي تحرم قبول التسوية مع كيان يهود الغاصب، في قوله: "نحن موافقون على التسوية حتى حدود عام 1967، ولكن هذه التسوية تحتاج إلى نضال شديد والى أوراق قوة وعلى رأسها المقاومة".

 

ورفض الحزب اعتبار المقاومة ورقة قوة تلزم للمفاوضات، وعلّق على مطالبة مشعل "أن يعيد العرب والفلسطينيون ترتيب أوراقهم التفاوضية، وأن يملكوا أوراق القوة، في مقدمتها المقاومة". واعتبر الحزب أن المقاومة بهذا المفهوم لا يمكن أن تلتقي مع المفهوم الشرعي لجهاد الدفع الذي يحرّك المخلصون من أبناء المسلمين، بل تكون عندها طريقا للباطل.

 

واستنكر تأسّف مشعل على ضياع فرصة التسوية في قوله "اعتقد التسوية اليوم لا فرصة لها للأسف، والسبب هو الموقف الإسرائيلي". وأضاف حزب التحرير أن مشعل الذي قال: "الذي يصنع السلام هم الأقوياء"، يستخدم المعاني نفسها التي كان يتحدث بها الرئيس الفلسطيني السابق حول سلام الشجعان، ومن ثم تساءل الحزب: "إذا كان الحال هو الحال والمقال هو المقال، فما هي المسافة التي تفصل حركة حماس عن حركة فتح؟ وخصوصا في ظل مطالبة مشعل بأن تتشكل إرادة دولية تجبر إسرائيل أن تحترم القانون الدولي وان تنصاع لمتطلبات السلام العادل والحقيقي في المنطقة"، وهي مطالبة تتطابق مع ما تطالب به سلطة رام الله".

 

وأنكر حزب التحرير على مشعل ترحيبه بالدور الروسي من خلال عقد مؤتمر موسكو، وكان مشعل قد بيّن خلال اللقاء أن اقتراح ذلك المؤتمر جاء بعد مؤتمر أنابوليس، وأن "إسرائيل" هي التي تعطّل عقده، بينما يصفه حزب التحرير بالمؤتمر التطبيعي مع كيان يهود، وكان الحزب قد سيّر مسيرة ضخمة في الضفة الغربية في خريف 2007 ضد عقد ذلك المؤتمر. وتساءل الحزب في معرض ذلك: إذا كان مشعل يرحب بالمؤتمرات الدولية التي تقوم على تقسيم فلسطين، فما الذي تبقّى من المشروع الإسلامي الذي يرفع شعاره لتحرير فلسطين؟

 

واعتبر الحزب أن طرح قضايا الانتخابات ولجانها على صعيد السلطة وعلى صعيد منظمة التحرير في بحث المصالحة مجرد "إجراءات تتعلق بالتنافس على التمثيل في مشروع يصب في التسوية النهائية مع كيان يهود كما يصرّح طرفا السلطة بلا مواربة".  وقال حزب التحرير "إنه لمن المؤسف أن تتحول الفصائل الفلسطينية التي رفعت شعار المقاومة إلى مؤسسات متنافسة على سلطة هزيلة تعمل بشقيها على تهيئة الظروف "للتسوية النهائية" بعدما أسالت دماء المسلمين في تنافسها السلطوي ذاك". وأكّد حزب التحرير أنه "بيّن مرارا أن التنافس الجاري هو على مكاسب السلطة، بينما يسير الطرفان نحو الهدف نفسه".

 

وختم الحزب بدعوة "المخلصين من أبناء فلسطين أن يواجهوا الحقيقة المرة، وأن ينظروا بعين الحقيقة المبصرة لتوجهات شقي السلطة نحو "السلام" مع كيان يهود، وأن لا يسمحوا لأحد أن يختفي خلف شعارات مضللة، ومن ثم أن يتوجهوا للأمة لإعادة القضية إلى حضنها، كمخرج واحد ووحيد لحل القضية".