خبر لماذا سقط الدوليون في الدوري المصري..؟

الساعة 03:24 م|11 فبراير 2010

 

ماذا أصاب اللاعبين الدوليين المصريين عقب عودتهم من بطولة الأمم السابعة والعشرين التي أقيمت مؤخرا في انجولا واحتفظوا بلقبها للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخهم.. ؟

 

سؤال فرضته الأحداث الغريبة التي شابت أداء نجوم المنتخب الوطني عند مشاركتهم مع فرقهم في منافسات الأسبوع السادس عشر في الدوري الممتاز، حيث تم طرد وائل جمعه صخرة دفاع الفراعنة والنادي الأهلي في الدقيقة 40 أمام غزل المحلة في المباراة التي خسر فيها فريقه للمرة الأولى هذا الموسم 0/2، ورغم اجتهاده المعهود إلا أن احمد فتحي وضح عليه الإرهاق في هذه المباراة وبدا بعيدا عن حالته.. وتسبب عبد الواحد السيد حارس الزمالك في ركلة جزاء أمام انبي ولكن لحسن حظه أن الذي سددها زميله الدولي احمد المحمدي ظهير الفريق البترولي وأضاعها، أما جدو هداف افريقيا فقد صام عن التهديف في أول مباراة يلعبها مع فريقه الاتحاد السكندري والغريب انه خرج في التوقيت الذي كان ينزل فيه مع المنتخب ويسجل، اما الأغرب فتمثل في ان بديله محمد المرسي كان هو صاحب هدف الفوز للاتحاد.

 

ومن الواضح ان الدوليين الذين شاركوا في الدوري من دون الحصول على راحة تأثروا كثيرا بالمجهود الذي بذلوه في بطولة الأمم الافريقية وكانوا يحتاجون الى بضعة أيام للاستشفاء وهو ما لم يحدث لمعظم اللاعبين الذين احتاج اليهم مدربو الاندية واضطروا لإشراكهم، في وقت انشغلوا فيه ذهنيا بحفلات التكريم التي توالت من جهات عدة.

 

ولعل ما ذكره احمد فتحي لاعب الاهلي وصاحب جائزة اللعب النظيف في انجولا حول الخسارة من غزل المحلة بهدفين نظيفين كان دليلا قاطعا على حالة اللاعبين الدوليين الذين انغمسوا فجأة في الدوري المحلي وصراع النقاط، حيث اكد على ان هذه المباراة جاءت في توقيت صعب بالنسبة للاعبين الدوليين الذين لايزالون يعيشون في نشوة الفوز بكأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة على التوالي، وكانوا يحتاجون الى فترة راحة سلبية.

 

ولم يختلف وائل جمعه عن زميله احمد فتحي في التعبير عن ذلك حيث اعلن انه لا يستطيع الامتناع عن المشاركة مع الأحمر لان الفريق كان في حاجة الى تواجده في ظل النقص الشديد في الصفوف بسبب الاصابات أو التأهيل للعناصر الأساسية.

 

ولانه لاعب خلوق فقد اعتذر لجماهير الأهلي عن واقعة طرده، مؤكدا انه لم يتعمد ضرب عبدالحميد شبانة لاعب المحلة لكنه كان يحاول استخلاص الكرة بقوة وليس بخشونة، وقال انه يشعر بالإحباط بسبب ما حدث، مشيرا الى انه لعب في بطولة الأمم امام أفضل مهاجمي القارة، وحصل على لقب أفضل مدافع في البطولة لكنه فوجئ باحتساب أخطاء في الدوري المحلي لا تحتسب إطلاقا في المباريات الدولية.

 

واذا كان عبد الواحد السيد قد نجح في تصحيح خطئه الذي تسبب في ركلة جزاء امام فريق انبي وتصدى لتسديدة احمد المحمدي، فان الأخير وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه عندما فشل في تقليد حسني عبد ربه واستخدام نفس الطريقة التي احرز منها الهدف الأول في مرمى فوزي الشاوشي حارس مرمى الجزائر خلال لقاء الفريقين في امم انجولا، وامام هذا لم يجد المحمدي سوى الاعتذار لزملائه في الفريق والجهاز الفني، وأبدى حزنه على ضياع فرصة التعادل بعد ان كان الزمالك متقدما بهدف وحيد، ومن العجيب ان المحمدي برر اخفاقه في ركلة الجزاء الى نجاح عبد الواحد السيد في التصدي لجميع الركلات التي سددها عليه في التدريبات خلال تواجدهما معاً بأنجولا، وانه كان يأمل في التسجيل لتأكيد قدراته، لكن يبدو ان العامل النفسي لعب دوره في تفوق عبد الواحد ودفع فريق انبي الثمن، خاصة ان مهاجمه الدولي احمد رؤوف عجز عن هز شباك الزمالك خلال هذه المباراة وضاعت كل محاولاته سدى.

 

ويبقى محمد ناجي جدو مهاجم الاتحاد السكندري الذي قدم من انجولا حاملا معه لقب هداف البطولة برصيد خمسة أهداف سجلها في 173 دقيقة فقط، ليجد نفسه محاطا بوابل من الاحتفالات المتتالية، ويبدو انه لم يكن مؤهلا لها، سيما بعد ان استثمر نجاحه محمد مصيلحي رئيس نادي الاتحاد بشكل واضح واصطحبه في العديد من البرامج الرياضة، غير ان فرحة اللاعب لم تلبث كثيرا حتى أدركها الخطر بعد ان أعلن الزمالك عن توقيعه على موافقة ورغبة للعب للفريق الأبيض، مما جعله يسقط في فخ جديد لم يكن في حسبانه او حساباته مطلقا، خاصة ان توقيعه هذا قد يؤدي إلى الإيقاف بعد إعلانه انه سبق ومدد تعاقده مع الاتحاد السكندري حتى نهاية موسم 2010/2011، وبدلا من ان يركز في الملعب لاستمرار صحوته التهديفية أصبح جدو يعاني من مشكلة تؤرقه ويسعى لحلها مع الزمالك، ورغم انه أكد على توصله للحل بعد جلسة ودية مع ممدوح عباس رئيس الزمالك الا ان الدلائل تشير الى ان الموضوع لن يمر بسهولة بسبب إصرار المدير الفني حسام حسن على ضم اللاعب بناء على توقيعه الذي جاء بمحض إرادته.

 

كل هذه الأحداث جعلت جدو يلعب مباراة فريقه امام بتروجيت وعقله في تلك الورطة، لاسيما بعد ان دخل الأهلي بثقله على الخط بما له من علاقات وطيدة بمحمد مصيلحي رئيس نادي الاتحاد السكندري وقد وضح ذلك تماما عندما اعلن جدو على الملأ ان عائلته كلها اهلاوية، وكان طبيعيا ان يضل هداف افريقيا طريقه لمرمى بتروجيت، ليسحبه البرازيلي كابرال المدير الفني للاتحاد في الدقيقة 66 ويدفع بالبديل محمد المرسي المعار من الزمالك ليتمكن الاخير – على طريقة جدو الافريقية- من تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 81 ومن الواضح ان جدو سيجد صعوبة بالغة في الفترة المقبلة في هز الشباك بسبب الرقابة التي من المنتظر ان تفرض عليه من لاعبي الفرق المنافسة، ويبدو ان الحل الوحيد له هو ان يلعب "بديل" كما كان في بطولة الامم الافريقية .

 

موقع سوبر