خبر صبيح: القدس وملفات فلسطين الخاصة بمقدمة أعمال القمة العربية

الساعة 08:35 ص|09 فبراير 2010

فلسطين اليوم – وكالات

أعلن الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح، اليوم، أن القضية الفلسطينية بمختلف ملفاتها وأبعادها ستتصدر أهم بنود أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية المقرر عقده في الثالث من الشهر المقبل، وكذلك أعمال القمة العربية الدورية العادية المقررة نهاية شهر آذار المقبل في ليبيا.

ولفت السفير صبيح، في حوار مع وكالة 'وفا' الفلسطينية، الانتباه إلى وجود قرارات خاصة ومنفردة ستخرج عن القمة العربية في طرابلس الغرب تخص ما يجري في القدس المحتلة، وأن الأمانة العامة للجامعة العربية ستقدم مذكرة شارحة تعرض حقيقة ما يجري من انتهاكات إسرائيلية في عموم الأرض الفلسطينية.

وشدد على أن الوضع في غاية الخطورة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأنه بات واضحا كم تستفيد إسرائيل من الصمت الدولي، ومن الحماية الدولية، لضرب بعرض الحائط كل الأحاديث عن السلام، والمرجعيات الدولية والقانون الدولي.

وقال صبيح: هناك سياسة إسرائيلية ثابتة تستهدف تهويد القدس، وتهجير أهلها الأصليين، وتغيير معالمها الديمغرافية، ومؤخرا تلقى عدد هائل من الأسر الفلسطينية إخطارات لهدم بيوتها، وكل هذا يستدعي التفكير جديا بإيجاد آليات جديدة تضمن دعم أهالي القدس.

وتطرق إلى وجود محاولات إسرائيلية مستميتة في حي البستان لتجريفه بكامله، لإقامة تجمع استعماري مكانه.

وأضاف: الإجراءات الخطيرة انتقلت الآن إلى منطقة رأس العمود، ورأس العمود هو بقلب مدينة القدس، وأصبح هناك خطورة شديدة على هذه المنطقة بما فيها المسجد الأقصى، من الإنهيار.

وأشار إلى أن إسرائيل تعتقد بأنها تستطيع بـ'هذه المرحلة من الزمن الرديء' أن تمرر مخططها في بناء الهيكل المزعوم، وتقسيم الحرم القدسي كمرحلة أولى للانقضاض عليه.

وقال: إسرائيل أصبحت لا تتعض بأي قانون أو أي سلوك، وما نراه يستدعي وقفة عربية-إسلامية، ووقفة جادة من المجتمع الدولي، ومن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لأنها مسؤولة مسؤولية مباشرة كون مجلس الأمن هو الجهة المنوط بها إحلال السلام والأمن الدوليين.

وتابع: يجب ألا تظن إسرائيل ولو لدقيقة بأن هذه الإجراءات ستمر بسهولة، ونذكر بأن بنيامين نتنياهو كان له تجربة في هبة النفق عام 1996، وقد تراجع في حينه عن مخططاته، وإن كان يظن أن الأمور ستمر بسلام فهو واهم، وهو سيرى النار تشتعل في كل مكان، إذا لا سمح الله أصيب المسجد الأقصى بسوء.

ونبه السفير صبيح باسم الجامعة العربية سلطات الاحتلال الإسرائيلي  لخطورة سياساتها الخطيرة، وكذلك العالمين العربي والاسلامي لضرورة مواجهة الخطر الداهم على القدس.

وبشأن الاجتماع المرتقب لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، بداية الشهر القادم، والذي سيُحضر للقمة العربية الدورية المقررة في ليبيا قريبا، أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين بالجامعة العربية أن القدس هي البند الأول في جدول الأعمال والمواضيع العملية.

وأوضح أن بحث هذا الموضوع وكل القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية ستأتي بعد تقرير رئيس القمة وتقرير أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى.

وأشار إلى أمين عام الجامعة العربية التقى خلال الأسابيع القليلة الماضية عددا من كبار الشخصيات الدينية الفلسطينية والمقدسية في مقدمتها قاضي القضاة الشيخ تيسير التميمي، ومفتي القدس الشيخ محمد حسين، ورئيس الهيئة الاسلامية في القدس د.عكرمة صبري، ومحافظ القدس عدنان الحسني، وأنه استمع مفصلا منهم للمشاكل التي تواجهها المدينة المقدسة.

وبين أن الجامعة على اتصال مع المؤسسات الفلسطينية والدولية العاملة بالقدس، وحتى داخل أراضي الـ1948، لتتابع ما يجري في المدينة المقدسة أولا بأول وللاطلاع على مختلف التقارير الصادرة بخصوص تعديات الاحتلال.

وبين صبيح أن مدينة القدس تتعرض لأخطر هجمة استعمارية عبر التاريخ، وأن كل هذا يترافق مع محاولات إسرائيلية لفرض سياسة الأمر الواقع ولإخراجها من مفاوضات الحل الدائم.

وشدد على أن مدينة القدس بحاجة لدعم مادي سريع لا يقل عن 500 مليون دولار كخطوة أولى لتثبيت صمود أهالي القدس ودعم مؤسساتها الخدمية والأهلية، مع مراعاة يتزامن ذلك مع دعم إعلامي وسياسي ودبلوماسي.

وقال: في كل قمة عربية تتقدم الجامعة العربية بمشاريع قرارات لدعم المدينة المقدسة، ودعم صندوق القدس، وفي ضوء ما سمعناه من الشخصيات المعنية بملف القدس سنقدم مذكرة شارحة للقادة العرب المشاركين بالقمة العربية، لإظهار ما تحتاجه القدس وما يريده أهلها، واعتقد أن القمة ستقر هذه المشاريع بما يضمن دعم أهالي القدس بشكل مباشر.

وبخصوص الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، لفت السفير صبيح الانتباه إلى ان هذا الموضوع من أبرز القضايا التي تأخذ اهتماما كبيرا في القمة، وأن القمة ستطلع على تقارير متخصصة تتناول هذا الموضوع من مختلف جوانبه وأبعاده.

وذّكر بأن جامعة الدول العربية وزعت خلال شهر نوفمبر الماضي تقريرا مفصلا عن دور الجمعيات الأميركية المعفية من الضرائب في دعم الاستيطان الإسرائيلي، وقال: نحن وضعنا العرب بصورة ما يجري والأمانة لديهم الآن، ونحن كجامعة عربية ما زلنا نتابع هذا الموضوع بالتفصيل، وكل كافة المستويات.

وبخصوص العجز المالي الكبير الذي تعانيه وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الاونروا'، وزيارة مفوض عام 'الأونروا' أمس الأول للجامعة العربية، أشار صبيح إلى فيلبو جراندي المفوض العام لـ'الأونروا' قد 'جاء بزيارة مجاملة مع أمين عام الجامعة العربية'.

وأضاف صبيح: جراندي شرح الأوضاع الصعبة التي تواجهها الوكالة، وظهر بأن 'الأونروا' بحاجة إلى 140 مليون دولار حتى تستمر في مستوى خدماتها، ولذلك السيد عمرو موسى بلغ المفوض العام بأنه سيطرح الموضوع في تقريره على القادة العرب بالقمة العربية.

وأوضح أن الامين العام وجه رسائل سابقا لوزراء الخارجية العرب لحثهم على إيفاء الدول العرب بما هو مقرر من القمم العربية للمساهمة في موازنة 'الأونراوا'، لافتا إلى أن مساهمة الدول العربية في موازنة الوكالة تصل لحول 8% وأن الدول العربية تدفع أكثر من ذلك ولكن تدفع للبرامج الطارئة والمشاريع الطارئة.

وتابع: نحن نريد الآن أن نضبط إيقاع التبرع العربي للوكالة، حتى نوفي الموازنة حقها، حتى لا يتهم العرب بأنهم لا يدفعون، وبعد ذلك ندفع للمشاريع الطارئة.

وأكد أن الدول العربية تدفع أضعاف ما تساهم به الدول المانحة في دعم وكالة الغوث، وأن هذا يكون من خلال تقديم خدمات مباشرة للاجئين من خلال التعليم والصحة والسكن.

وذّكر الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين بالجامعة العربية بأن مسؤولية المجتمع الدولي تجاه اللاجئين الفلسطينيين، مسؤولية دولية وفق القرار 194، الذي نص على تقديم الدعم للاجئين حتى يتم عودتهم إلى ديارهم، وبالقرار 302 الصادر عن الجمعية العامة بشان تشكيل وكالة 'الأونروا'.