خبر نقابة ليست للصحفيين .. فتحي صباح

الساعة 06:05 م|07 فبراير 2010

بقلم: فتحي صباح

إن نتائج العملية الانتخابية غير الشرعية وغير القانونية التي تمت في مدينة رام الله خلال اليومين الماضيين تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الهدف لم يكن إصلاح نقابة الصحفيين الفلسطينيين وإعادة بناء هياكلها، بما يتناسب مع التطور الذي طرأ على الإعلام الفلسطيني وتوسعه وزيادة أعداد العاملين في وسائل الإعلام.

وأثبتت العملية المزورة، من ألفها إلى يائها، أن الهدف هو تشكيل نقابة للسياسيين وغير الصحفيين لاستخدامها في المستقبل لإصدار مواقف تتساوق وخطاب سياسي وإعلامي هابط.

إن تقييف وتفصيل نقابة الصحفيين على مقاس عدد من صغار السياسيين وصغار الصحفيين والصحفيات فيه إهانة بالغة لعدد كبير من الصحفيين المهنيين الحزبيين والمستقلين وغير المنتمين لفصائل لم يعد مبرراً أصلاً لوجود كثير منها، ولم تجد لها حيزاً في الوجود سوى في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأخيراً على مقاعد نقابة ليست لهم.

إن استلاب النقابة بهذه الطريقة الفجة والمفجعة من قبل فصائل المنظمة، خصوصاً فصائل اليسار، التي تساوقت مع المخطط الشيطاني، يدعونا إلى إعادة النظر بكل الخطاب الدعوي لممارسة الديمقراطية على الطريقة الفصائلية المخزية.

لقد فُجع عشرات بل مئات الأعضاء السابقين والحاليين في الجبهة الشعبية والصحفيين الذين رأوا فيها مثالاً للطهر والنقاء الثوري، ونموذجاً يُحتذى في التمسك بالمبادىء مهما كلف الثمن، بموقفها الأخير ومشاركتها في خطف نقابة الصحفيين، وحصولها على قطعة من الكعكة الآثمة.

إن محبي الجبهة الشعبية والمعجبين بمواقفها السياسية والأخلاقية حزينون اليوم لوقوفها في صف واحد مع الذين سطوا على نقابة الصحفيين.

إن تشدق الفصائل باستمرار برغبتها في تعزيز الديمقراطية وخيار الانتخابات والتداول السلمي للسلطة والتمثيل النسبي ورفض الكوتا ثبت زيفه من خلال تقسيم كعكة نقابة الصحفيين فيما بينها.

فليهنأ الفصائليون ويستمتعوا بمقعد نقابة ليست لهم قبل أن يكتشفوا أن طعم الكعكة مر ولا تصلح للأكل، لكن أخشى أن يأتي هذا الاكتشاف متأخراً وبعد فوات الأوان.