خبر لرفضه اللعب مع إسرائيل.. الفلسطينيون يمطرون شحاتة بالثناء

الساعة 02:27 م|04 فبراير 2010

     

ثمن الشارع الفلسطيني، بمختلف أطيافه وتوجهاته، الموقف العروبي الأصيل والمتقدم، الذي رسخه الكابتن حسن شحاتة، المدير الفني لمنتخب مصر القومي، الحائز على كأس أمم أفريقيا للمرة الثالثة على التوالي والسابع في تاريخه عندما أعلن على الملأ: أن مجرد تفكير الإسرائيليين بدعوة المنتخب المصري للعب مع منتخبهم الكروي مرفوض وغير مقبول، البتة، لأن الشعب المصري لا تروق له مثل هذه الخطوة، وهو جزء من هذا الشعب، ويرى أن إسرائيل تهضم حقوق الفلسطينيين، ولا يجوز إقامة أي نشاطات رياضية مع الإسرائيليين.

واجمع الفلسطينيون الذين ساندوا المنتخب المصري بقوة أمام غانا في نهائي البطولة انهم معتادون على المواقف المصرية الثابتة والتي تصب في قنوات دعم القضية الفلسطينية في مختلف المجالات، بما فيها الشق الرياضي.

 

وعبروا عن فخرهم وزهوهم بمواقف مصر، قيادة وحكومة وشعباً، مشيرين الى انهم يتهيأون، منذ الان، لاجراء استقبال حاشد لبعثة المنتخب الاولمبي المصري، الذي سيلعب في فلسطين في الثلاثين من شهر مارس المقبل، وهو التاريخ، الذي يتزامن مع يوم الأرض، في إشارة واضحة الأبعاد، وتتمثل بالتأكيد على عروبة الأرض الفلسطينية، واستحضر الفلسطينيون لفتة اللاعب محمد ابو تريكه في البطولة الماضية، التي احتضنتها غانا، عندما انتصر لقطاع غزة، الذي يعاني من حصار خانق، بسبب الإجراءات والممارسات الاحتلالية الإسرائيلية.

 

انعكاس لرغبة شعبية

 

واعتبر نزار بصلات، ماجستير دراسات إسلامية، ان موقف حسن شحاتة، انما يعكس طبيعة الشعب المصري العظيم، الذي قدم وما زال يقدم، من اجل القضية الفلسطينية، وهذا الحس عهدناه من كافة القيادات المصرية، التي تعكس نبض الشارع، واعتقد ان الكابتن حسن شحاتة تحدث باسم كافة لاعبي المنتخب المصري، وهذا ليس غريبا عليهم فحادثة محمد أبو تريكه ما زالت حاضرة في الأذهان، وستبقى خالدة في الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني، وهي إشارة واضحة الأبعاد تجسد عمق الوعي الوطني القومي لدى كافة شرائح المجتمع المصري.

دعني أقول لك: إن استجابة المنتخب الاولمبي المصري للدعوة الفلسطينية، من دون تردد، إنما تنطوي على تأكيد بدعم الأشقاء في مصر للشعب الفلسطيني، في كافة الأطر والمحاور، وتعتبر الزيارة المرتقبة تاريخية في مجال الرياضة الفلسطينية وهي استمرار للدعم المصري للفرق والمنتخبات الفلسطينية، وهي دعم للصمود الفلسطيني على هذه الأرض، عبر السناد الكروي.

 

محاولة لكسر الحواجز

 

وأكد مفيد عبدالله، بكالوريوس تربية رياضية، أن دافع الكابتن حسن شحاتة واضح، وهو يكشف عن انتماء وطني حقيقي نقي وتضامن فعلي مع الشعب الفلسطيني، يستحق عليه التقدير والثناء والاحترام، وقد اثبت انه مربٍ فاضل قبل ان يكون مدرباً بارعاً.

ولفت إلى أن موقف حسن شحاتة الرافض للعب مع منتخب إسرائيل ما هو الا عبارة عن دعوة لكل العرب بعدم التعامل مع منتخبات الاحتلال، وخاصة الشارع الرياضي الفلسطيني، من خلال رفض التعامل المطلق مع ما يسمى بمركز بيرس للسلام، والذي يستخدم الرياضة من اجل الوصول إلى أهداف سياسية.

وذهب الى حد القول: ان هدف اسرائيل من الخطوة فتح علاقات جديدة مع الشارع العربي، ومحاولة كسر الحاجز من خلال الرياضيين لدخول منافسات آسيا وإقناع الشارع العربي بأن الإسرائيليين اهل للسلام وهي لن يكونوا ذلك أبداً.

 

لا للتطبيع

 

وقال سامي مكاوي، المتحدث الرسمي باسم اتحاد الكرة الفلسطيني: من الطبيعي ان أؤيد وبقوة مواقف الكابتن حسن شحاتة، لأنها مواقف عربية قومية أصيلة تعاضد وتشد من ازر القضية الفلسطينية.

وتساءل: على أي أساس يلعب المنتخب المصري مع إسرائيل؟ هل في ظل السلام المزعوم والهش والمتعثر بفعل غطرسة الاحتلال؟

ومضى يقول: لقد اعتدنا من مصر، ارض الكنانة، والشقيقة الكبرى، أن تدعم القضية الفلسطينية، ونحن نثمن لها، كما لأبنائها، الغُر الميامين، مواقفهم المخلصة، ونأمل باستمرار عدم التعاطي مع التطبيع الرياضي مع الإسرائيليين.

 

مجرد الدعوة وقاحة!

 

بسام أبو عرة، رئيس الدائرة الرياضية في جريدة الحياة الجديدة قال: اعتقد إن الكابتن حسن شحاتة اراد القول: ان مجرد الدعوة الإسرائيلية ما هي إلا وقاحة بكل ما تعني الكلمة, وكان رد "المعلم" كما يحلو للبعض ان يصفه، على الطلب الإسرائيلي في محله لعدة اسباب اهمها: ان الشعب المصري يرفض التطبيع بكل أشكاله، بل انه لا يؤمن حتى بمعاهدة السلام الموقعة بين البلدين, والشعب المصري من أكثر الشعوب العربية تأثرا وحبا بفلسطين وقضيتها العادلة, واعود واؤكد ان طلب اللعب مع مصر هو وقاحة سافرة، في ظل وجود احتلال غاصب لفلسطين وحصار لقطاع غزة وقتل يومي تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين ونهب أراضيهم، وتهويد القدس وعدم إيمانهم بالسلام المزعوم.

وتساءل: على اي أساس سيكون اللعب مع اكبر واهم دولة عربية؟ وما المقابل الذي يتوخاه العرب من مثل هكذا لقاءات لا تسمن ولا تغني من جوع, لا سيما في ظل تنكر كامل للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، الذي يعاني الأمرين من اخر احتلال موجود في التاريخ.

حسن شحاتة عمل خيرا من خلال هذا الرد الذي هو رد طبيعي لدعوة غير طبيعية ويشتم منها رائحة كريهة.

 

سوبر