خبر شليت آخذ في الاختفاء -هآرتس

الساعة 10:59 ص|04 فبراير 2010

بقلم: أسرة التحرير

حماس أعلنت هذا الاسبوع بان المفاوضات لتحرير جلعاد شليت "انهارت" واتهمت بالفشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي "سار خطوة الى الوراء". فرد نتنياهو: "إن شاءت حماس فستكون صفقة – واذا لم تشأ – فلن تكون، القرار في يدها". القاء المسؤولية عن تحرير شليت نحو بوابة حماس غريب ومثير للحفيظة. المفاوضات عالقة بسبب تمترس الطرفين خلف مواقف متصلبة بالنسبة لعدد قليل من السجناء الفلسطينيين الذين لا توافق اسرائيل على تحريرهم، وحماس لا تريد التخلي عنهم، وكذا بالنسبة لعدد السجناء الذين سيبعدون الى غزة او الى خارج البلاد.

للوهلة الاولى يوجد منطق في طلب اسرائيل الابقاء في السجن أو النفي لسجناء ارتكبوا اعمال قتل بشعة على نحو خاص، او كانوا مسؤولين عن تنفيذها. ولكن هذا المنطق يتحطم على خلفية استعداد اسرائيلي لتحرير عدد هائل من السجناء، بمن فيهم كثيرون مع "دم على الايدي"، من شأنهم ان يكونوا خطرين بقدر لا يقل عن ذلك. كما أن الافتراض بان "السجناء الثقيلين"، سيعودون لتنفيذ عمليات ارهابية بعيد عن ان يكون مؤكدا. في الماضي حررت اسرائيل الاف السجناء الفلسطينيين سواء لان فترة محكومياتهم انتهت ام في صفقات تبادل. بعضهم عادوا الى الاعمال الارهابية، ولكن معظمهم عادوا الى الحياة العادية. ما الذي وجدته اسرائيل كي تصر على اولئك السجناء القليلين، بعد أن قامت بالتقديم التنازل المبدئي وذي المغزى؟

        يبدو أن موقف نتنياهو يعتمد على اعتبارات المكانة، التي برأيه من شأنها ان تتحطم اذا ما استجاب لكل مطالب حماس. نتنياهو أسير مواقفه في الماضي، معارضة تحرير ارهابيين وخشية أن يبدو كمسؤول عن عمليات في المستقبل. المكانة هي بالفعل اعتبار اساس في كل فعل سياسي، ولكن صفقة شليت ليست "فعلا سياسيا". هذه حاجة انسانية ضرورية، الامتناع عن تنفيذها سيؤثر على مكانة الدولة في نظر مواطنيها. عندما يدحرج نتنياهو الكرة الى ملعب حماس، فان ما تبقى من مكانة يختفي هو ايضا. فنتنياهو أدار مفاوضات مع حماس وكذا قدم تنازلات واسعة، ولم يجد الجرأة لاستكمال الصفقة.

        محظور أن يختفي شليت داخل الهذر المخلول. الجندي الاسير منذ ثلاث سنوات ونصف لا يمكنه أن يشكل نصبا تذكاريا حيا للعزة الوطنية الاسرائيلية. "انتصار" الصورة المزعومة على حماس من شأنه ان يكون اغلى من ان يحتمل.