خبر افتتاحية القدس العربي: عجلة المصالحة الفلسطينية بدأت في الدوران

الساعة 06:19 ص|04 فبراير 2010

فلسطين اليوم-القدس العربي

قالت صحيفة القدس العربي اللندنية في إفتتاحيتها اليوم أن الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' لا يحتاج الى تأشيرة دخول الى قطاع غزة، كما يجب ان لا يحتاجها اي مواطن فلسطيني او عربي آخر، كبر مقامه او صغر. فقطاع غزة ارض عربية فلسطينية تشكل امتدادا طبيعيا متميزا للوطن العربي الكبير.

تضيف الصحيفة أن زيارة الدكتور شعث للقطاع التي بدأت امس على درجة كبيرة من الاهمية، لانها تشكل اول بادرة مصالحة بين قطبي المعادلة الفلسطينية اي حركتي 'فتح' و'حماس'، خاصة انها جاءت بتكليف من اللجنة المركزية لحزب السلطة الحاكم في رام الله، اي انها ليست مبادرة فردية او زيارة عائلية.

وترى أن اختيار الدكتور شعث لهذه المهمة، اي فتح قنوات للحوار للمصالحة، اختيار موفق بكل المقاييس، فالرجل يتمتع بشخصية هادئة بعيدة كل البعد عن 'الصدامية' ولم يتورط، وهو ابن القطاع، في اي مهاترات او اعمال عنف، وفوق كل هذا وذاك انه ترأس العمل الدبلوماسي في السلطة وقبل ذلك في منظمة التحرير الفلسطينية لسنوات عديدة.

وتشير إلى أن توقيت الزيارة ينطوي على درجة كبيرة من الاهمية، فحركة المقاومة الاسلامية 'حماس' باتت اكثر ليونة تجاه ورقة المصالحة الفلسطينية التي اعدتها الحكومة المصرية، فقد ناشد السيد خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي هذه الحكومة باستئناف مساعيها للمصالحة، واحتضان الفلسطينيين مجددا، واعرب السيد محمود الزهار احد ابرز قياديي حماس في غزة عن استعداد الحركة للتوقيع على وثيقة المصالحة فورا دون شروط، غير التأكد من تقديم ضمانات بسرعة تطبيق ما ورد فيها من بنود.

 

وترى الصحيفة أن هذه لهجة تصالحية من قبل حركة 'حماس' تعكس حدوث تغيير في مواقفها السابقة، حيث كانت تصر على حدوث تعديلات على بعض بنودها كشرط لتوقيعها، وهو مطلب رفضته الحكومة المصرية، كما تردد ايضا انها طالبت بتوقيع وثيقة المصالحة في عاصمة عربية غير القاهرة.

 

وتخلص الصحيفة إلى أن الدكتور شعث الذي يقيم علاقات طيبة مع السلطات المصرية بحكم اقامته في القاهرة، سيلتقي حتما بالمسؤولين في سلطة 'حماس' في غزة، وسيستمع اليهم باصغاء، وسيبادر بنقل وجهة نظرهم هذه الى القاهرة، خاصة ان هؤلاء رحبوا بالردود الايجابية لنداءاتهم باستئناف جهود المصالحة المصرية، التي وردت على لسان السيد حسام زكي الناطق باسم الخارجية المصرية.

 

من المأمول ان تؤدي زيارة الدكتور شعث هذه، الى خلق مناخ افضل لتشجيع المسؤولين في حركة حماس للذهاب الى القاهرة وتوقيع وثيقة المصالحة المصرية، والانتقال بعدها الى مرحلة التطبيق العملي لانهاء حالة الانقسام الفلسطينية الراهنة، وما يترتب عليها من معاناة للفلسطينيين وابناء قطاع غزة على وجه التحديد الذين يعيشون تحت حصار ظالم.

 

وتختم بأن الشعب الفلسطيني دفع ثمنا غاليا من دمائه وقوت اطفاله من جراء حالة الانقسام الحالي المؤسفة، والتدخلات الخارجية التي ادت الى تفاقمها وخلق حالة من القطيعة بين جناحي الوطن الفلسطيني في الضفة والقطاع المحتلين. ولذلك لا بد من طي صفحة الانقسامات هذه، بعد ان ادرك الطرفان المتخاصمان انهما يعيشان المأزق نفسه، وان احدهما لا يمكن ان يلغي الطرف الآخر.

 

وحسب الصحيفة أخيرا فإن المفاوضات 'العبثية' انهارت والصواريخ 'العبثية' لم تعد تضرب سديروت، وهذا في حد ذاته ارضية قوية للقاء والمصالحة والانطلاق نحو مستقبل افضل.