خبر شاب بريطاني محاصر في غزة: الحياة جميلة جداً رغم المشقة

الساعة 07:56 ص|01 فبراير 2010

فلسطين اليوم : غزة

مازالت كلمات الشاب البريطاني الأشقر الملتحي ترن في أذن كل فلسطيني محاصر، حينما كان يصدح باللغة العربية الفصحة مخاطباً قوات الأمن المصري التي حاصرتهم في مدينة العريش المصرية ضمن قافلة "شريان الحياة 3"؛ السماح لهم بدخول غزة لإيصال المساعدات التي كانت معهم لسكانها المحاصرين.

كانت كلمات معبرة وقوية تلك التي قالها الشاب إبراهيم المجريسي (26 عاما)، وهو بريطاني الجنسية من أصل ليبي، قبل السماح لقافلة "شريان الحياة 3" في (6/1)، دخول قطاع غزة وذلك حينما قال: "لماذا انتم هنا، لماذا انتم واقفون هكذا، نحن نريد أن نرسل الغذاء والزيت، فهم لا يأكلون .. لا يشربون، هم يناموا في خيم .. حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .. أتحرم أمك من الدواء .. ابنتك تحرمها من الدواء .. نحن نريد أن ندخل لهم الدواء الغذاء".

هذه الكلمات، لا يزال إبراهيم، الذي ظل محاصراً مع سكان قطاع غزة حيث لم يغادر القطاع مع بقية أفراد القافلة قبل حوالي شهر؛ يتذكرها جيدا وكأنه قالها أمس ليدرك حقيقتها في ظل الحصار المشدد دون غذاء ووقود ويشعر بالظلم الذي يقع على السكان المحاصرين.

ويروي إبراهيم المجريسي كيف جاءت له هذه الكلمات قائلاً: "لم أكن حضرت لقول هذه الكلمات التي خرجت بشكل عفوي، خرجت من القلب لتصل إلى قلوب الجنود المصريين، وكل من شاهدنا ولم أدري بمدى هذه الكلمات إلا بعدما شاهدت نفسي عبر التلفاز بعدما دخلت إلى قطاع غزة".

وأضاف: "انه جاء في قافلة "شريان الحياة 2" إلى غزة قبل ذلك، ولكن رحلته الأخيرة في قافلة "شريان الحياة 3" كانت تختلف بسبب العقبات التي وضعتها السلطات المصرية في طريقهم بل واعتدت عليهم بالضرب".

وأشار إلى أنه حينما غادرت القافلة في (8/1) قطاع غزة لم يتمكن من المغادرة بسبب مكوثه إلى جانب صديقه البريطاني مصطفى الدين (26 عاما) حيث كان مريضاً جداً وبقي معه ليخفف عنه، ليبقى محتجزاً في قطاع غزة.

وشرح المجريسي، والذي يحضر رسالة دكتوراه حول التنمية البشرية في جامعة مانشستر البريطانية، الحياة في غزة بأنها جميلة جداً، رغم المتاعب والمشقة والحصار ووصف غزة بأنها أجمل مكان في العالم.

وأشار إلى أنه يقطن وصديقه مصطفى الدين عند أحد الأصدقاء في مدينة غزة، ويعيشان معا حقيقة الإسلام من خلال أدائهم كافة الصلوات في المساجد، وكذلك إعطاء ندوات ومحاضرات في المساجد حول الإسلام وتعاليم الإسلام، ويشارك الناس أفراحهم وأتراحهم، ويمارس حياته الطبيعية.

وأوضح المجريسي أنه أجرى اتصالات مع القنصلية البريطانية من أجل مغادرة قطاع غزة، وأبلغوه أن الخارجية المصرية لم ترد على اتصالات القنصلية البريطانية بخصوص عودتهما إلى بريطانيا عبر مصر.

وقال: "إنهما يستعدان لمغادرة قطاع غزة في أول فتحة لمعبر رفح"، واصفا الأيام الخمسة والعشرين التي عاشها في غزة من أفضل أيام حياته وانه لن ينساها أبداً.

وعن سبب عدم تنسيق القنصلية البريطانية له ليغادر قطاع غزة عن طريق معبر بيت حانون الإسرائيلي، قال المتضامن البريطاني: "أنا لا اعترف بشيء اسمه إسرائيل فكيف سأستخدم معبرهم لمغادرة قطاع غزة".

وبشأن كيفية معيشته في غزة التي تعاني من قطع التيار الكهربائي ونقص في المواد الغذائية، قال: "أنها معاناة كبيرة ولا يمكن أن توصف"، وأضاف: "أن هذه المعاناة لا تصل إلى الغرب ولا يعرفون ماذا يعني العيش بدون كهرباء أو بدون انترنت رغم توفره".

وأعرب عن حزنه وأسفه ما رآه في مستشفيات غزة من آثار الحرب وكذلك في المناطق الحدودية من دمار للمنازل والمزارع وقتل لكل معاني الحياة.

وأكد المجريسي أنه سيعمل بعد مغادرته قطاع غزة لشرح حقيقة الوضع في قطاع غزة من حصار مشدد وسيواصل العمل من اجل رفع الحصار عن قطاع غزة.