خبر ما قول الشرع في الزواج السري ؟

الساعة 11:07 ص|30 يناير 2010

فلسطين اليوم-وكالات    

 السؤال: ما رأيكم في الزواج السري والزواج العرفي؟

 

** يجيب الشيخ اسماعيل نصار وكيل وزارة الأوقاف السابق بالجيزة: نقول ان الزواج السري والزواج العرفي بينهما عموم وخصوص مطلق فكل زواج يكون سريا وربما لا يكون الزواج السري عرفيا في بعض الأحيان والسبب في هذا أن الزواج السري والزواج العرفي حسبما نسمع ونشاهد تحيط بهما رغبة الكتمان وعدم الظهور وكل ما بينهما من فرق في سرية هذا وسرية ذاك أن الزواج العرفي حسبما نسمع تكتب به ورقة عرفية تطوي وتكتم وتنكر عند اللزوم وفي أغلب الأحيان توجد السرية تقريبا في الصنفين. وعقد الزواج عقد ديني له مكانته وجلالته ولذلك أحاطته الشريعة بشروط وقيود أكثر من أي عقد آخر لأن استهلاك الفروج المحرمة أعظم أمر في نظر الاسلام فالمرأة الأجنبية تصبح بالزواج حلالا لزوجها الذي كان أجنبيا عنها قبل العقد يعاشرها ويضاجعها وتصبح مقصورة عليه ويترتب علي هذا العقد ارتباط وذرية ونفقة وميراث وحقوق أخري ولذلك أحاط الاسلام هذا العقد بقيود وضوابط أكثر من أي عقد آخر ومن الضوابط والقيود التي وضعها الدين لهذا العقد اشتراط الظهور عند العقد ويروي في ذلك أكثر من حديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل" وحديث يقول "كل نكاح لم يحضره أربعة فهو سفاح: خاطب وولي وشاهدان" ويقصد من وجود الشهود علي الزواج معنيان معني الاشهار والاعلان ومعني التوثيق والاثبات في المستقبل عند اللزوم فالشهادة لا يراد منها الاعلان فقط وإنما يراد منها الاعلان مضافا إليه إثبات هذا العقد عند محاولة انكاره ولعل هذا هو السبب في ذهاب جمهرة من الفقهاء إلي اشتراك العدالة في الشاهدين حتي لا يكونا فاسقين أو مجرحين بسبب من الأسباب فيميلان إلي الانكار بمؤثر من المؤثرات فاشترط الدين ظهور عقد الزواج في صورة واضحة للعيان يشهد عليها الشهود وهو المراد من قولهم إنه عقد شكلي أي لابد من استيفاء أركانه الباطنية والظاهرية إذا صح هذا التعبير ثم أنهم ينسبون إلي مذهب الامام مالك أنه لا يشترط وجود الشهود عند العقد ويفهم بعض الناس هذا فهما خاطئا فيجوزون به عدم اعلان العقد ويصلون به إلي حل الزواج السري أو العرفي الشائع في العصر الحاضر ولكن يجب علينا أن نتذكر أنه إذا كان مذهب الامام مالك لا يشترط الاشهار عند عقد الزواج فمعناه حسب تعبير الفقهاء أنه ليس شرطا لانشاء عقد الزواج ابتداء وإن كان يشترط فيه انتهاء عند الدخول.

 

وينبغي أن نتذكر أن الهدف الأساسي من الزواج هوما تعبر عنه الآية الكريمة "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" وفي حالة الزواج السري أو العرفي لا يتصور العاقل وجود مودة أو وجود سكينة أو وجود اطمئنان لأن كلا من الزوجين يبدو كالمتلصص السارق الذي يختلس خطواته إلي مباشرة الحقوق الزوجية ويخطفها خطفا بعيدا عن الأعين و هذا يوجد كثيرا من الريب والشبهات وخصوصا وأن ثقل هذه الريبة لن يقع علي الزوجين وحدهما فقد يستطيعان التكتم ولكنه سيقع علي كواهل الذرية البريئة المسكينة التي تخرج إلي الحياة.