خبر مقاهي رام الله والبيرة تحولت من أماكن للتسلية الى مواقع لانجاز الاعمال

الساعة 08:06 ص|28 يناير 2010

فلسطين اليوم-رام الله

 أصبحت المقاهي الشعبية في محافظات الوطن وبخاصة في محافظة رام الله والبيرة مكانا لعقد الصفقات التجارية واللقاءات السياسية والاجتماعية ومكانا لحل وفض النزاعات االعائلية ولم تعد مجرد مكانا لقتل وقت الفراغ عند الناس. وفي مدينتي رام الله والبيرة المتجاورتين توجد العديد من المقاهي الشعبية العريقة والتي يعود تاريخها الى ما قبل عام 1948 وبقيت تلك المقاهي تحافظ على طابعها الشعبي ولكن اصبح لكل منها روادها، فعلى سبيل المثال هناك مقاه يرتادها تجار الماشية وتجار العقارات وبعض المقاهي اصبحت مكانا لحل الخلافات العائلية والشخصية والتي يتواجد فيها رجال الاصلاح العشائري بشكل مستمر ودائم وبعض المقاهي زبائنها من كافة قطاعات الشعب والمهن منهم العاطلون عن العمل والمتقاعدين وعابري السبيل من المحافظات الاخرى. وفي مقهى البرازيل القريب من مقهى دوريش قال عبد احمد راضي احد رواده : هذا المقهى من المقاهي العريقة والمشهورة في محافظة رام الله والبيرة ويمكن القول انه متخصص لرجال العشائر والاصلاح ومعروف للعامة الذين يقصدونه للاصلاح او لفض النزاعات بين تجار المدينة والزبائن او العائلات او حتى سائقي الشاحنات والتكسيات ويتواجد في هذا المقهى بشكل دائم عدد لا بأس به من رجال الاصلاح والجاه المعروفين على مستوى الوطن والذين يقبل المتخاصمون بحكمهم وبقراراتهم مهما كانت.

ويقول شعبان محمود احد اصحاب مقهى دوريش بمدينة رام الله والمحاذي لمركز المدينة :" ان المقولة القديمة ان المقاهي هي المكان الدائم والانسب لقتل وقت الفراغ ومضيعة الوقت ومراقبة المارة انتهت الان فقد اصبحت المقاهي مكانا لعقد الصفقات التجارية والعمل وتبادل الافكار فعلى سبيل المثال معظم روادي هم من مربي الماشية وتجارها والذين يلتقون للبيع والشراء وبخاصة وان معظم مربي الماشية من البدو الذين يسكنون مناطق اريحا والاغوار والمحافظات الاخرى البعيدة، كذلك قسم اخر من رواد المقهى هم تجار عقارات".

ويضيف محمود: ايضا بعض الرواد هم من كبار السن والمتقاعدين ويأتون للعب الورق " الشدة" والتسلية وتبادل الافكار وان كانوا قلائل.

وقدر محمود عدد رواد المقهى بشكل يومي من 60-80 شخصا. مشيرا الى ان تردي الاوضاع الاقتصادية مؤخرا اثر بشكل ملفت على عمل المقهى بحيث قل عدد الرواد. واضاف: الى ان ثمن طلب فنجان القهوة او الشاي يصل الى اقل من دولار ولكن هذا المبلغ يبقى مرتفعا في نظر الاشخاص الذين لا يعملون وبعضهم يحتج على السعر ولا يعجبه علما ان اسعار المقاهي الشعبية تبقى عادية مقارنة مع المقاهي الحديثة.

مقاهي عريقة

وقال احد الصحفيين المتقاعدين واحد رواد مقهى ابوخديجة العريق: معظم اصحاب هذه المقاهي ينتمون الى اسر مناضلة ووطنية وفقدت هذه الاسر الشهداء.

وحول نظرة المجتمع للمقاهي قال : المقهى قبل 40 سنة كان يضم شيوخا وكبار السن والذين يقضون اوقات فراغهم وكذلك بعض المتقاعدين بهدف التسلية بيمنا الآن تحول المقهى الى مكانا لعقد الصفقات التجارية، بالاضافة الى العمال الذين يأتون من القرى والمناطق البعيد بانتظار المقاولين وكذلك اصحاب الشاحنات مشيرا : الى ان المجتمع يعتز بهذه المقاهي الشعبية كونها لها علاقة بالتراث وبالماضي العريق ومن بين المقاهي مقهى الشرق والبرازيل والمقهى العربي ومقهى دوريش وغيرها من المقاهي التي يعود تاريخها الى الاربعينيات وبقيت تحافظ على اصالتها حتى الان, وخلص الصحفي الى القول : اكثر ما يزعجني وانا جالس في المقهى قدوم بعض الشبان الفوضوين الذين يثيرون الفوضى داخل المقهى والازعاج ما يجعلني اغادره على الفور.

للمقاهي علاقة بالاخلاق

اما احمد عامر (53 عاما) من احدى قرى رام الله فيقول: ان سبب وجود المقاهي في المدينة له علاقة بالاخلاق فمثلا كان الناس في الماضي يرفضون تناول الطعام او شرب القهوة والشاي في الشوارع او حتى الوقوف في ميادين المدينة لانتظار اشخاص اخرين وبالتالي وجدت المقاهي لايواء هؤلاء الذين يأتون من خارج المدينة للعمل او التجارة او تنفيذ مهمة كذلك كانوا يفضلون الالتقاء باصدقائهم او زملائهم لتنفيذ صفقة تجارية في المقهى.

وفي الاونة الاخيرة بدأت تنشر مقاهي للحكواتية وتقديم العروض المسرحية السريعة والهادفة ففي مدينة رام الله يقدم صاحب مقهى عروضا مسرحيا سريعة مجانيا للزبائن بهدف جلب الناس الى المقهى وهي وسيلة ايضا للترويج.

ومثلما للمقاهي الشعبية روادها فان للمقاهي المختلطة للذكور والاناث روادها الذين هم من فئات الشباب والشابات وشرائح المجتمع المثقفة وبخاصة طلبة الجامعات وموظفي الشركات والمؤسسات التجارية وما يميزها عن غيرها من المقاهي انها تقدم النرجلية لمختلف فئات الاعمار دون رقابة وبعضها يقدم الكحول بانواعها بالاضافة الى توفير الجو المناسب لتلك الفئات,بالاضافة الى وجود مقاهي للانترنت والتي اصبحت منتشرة في القرى ايضا وروادها من الاطفال والمراهقين بشكل عام.