خبر « الطاقة » تؤكد استمرار أزمة الكهرباء رغم ضخ كميات محدودة من الوقود

الساعة 06:25 ص|28 يناير 2010

 فلسطين اليوم-غزة

أكد نائب رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية كنعان عبيد تواصل أزمة الكهرباء في قطاع غزة، مشيراً إلى أن كميات السولار الصناعي اللازمة لتشغيل المحطة أُدخلت بكميات محدودة لا تكفي إلا لتشغيل مولد واحد من المحطة يومي الجمعة والسبت.

 

وقال عبيد في تصريح خاص لصحيفة "فلسطين" المحلية:" ما قامت به وزارة المالية في رام الله بتغطيته عن شهر يناير 2010 هو فقط 14.4 مليون شيقل، وليس ما ادعته بتغطية 36 مليون شيقل حيث إن فارق المبلغ يؤخذ كعوائد ضريبية لخزينتها".

 

وذكر رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع رائد فتوح لـ "فلسطين" أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي سمحت أمس، بضخ 200 ألف لتر من السولار الصناعي لمحطة توليد الكهرباء في قطاع غزة، وسط وعود بضخ ما يقارب نصف مليون لتر من السولار الصناعي اليوم.

 

وفي ذات السياق، نفت سلطة الطاقة والموارد الطبيعة صحة ما تردد في بعض وسائل الإعلام حول تدخل رئيس "حكومة رام الله" سلام فياض من أجل ضخ السولار الصناعي لمحطة توليد غزة. وكشفت أن وزارة المالية في رام الله فرضت ضرائب على منحة السولار الصناعي الممول من الاتحاد الأوروبي بما يزيد عن 50% من ثمن السولار، مشيرة إلى أن ما تم تحصيله من عوائد هذه الضرائب يكفي لتشغيل المحطة بقدرتها الحالية لأكثر من 4 سنوات قادمة.

 

من جهته، جدد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، النائب جمال الخضري، دعوته للاتحاد الأوروبي لدفع تكاليف وقود محطة كهرباء قطاع غزة كحل جذري للأزمة، وتحمل مسئولياته الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني.

 

وقال الخضري: إن "هذه القضية إنسانية، ولا يجب أن تدخل في إطار المناكفات السياسية والخلافات الداخلية، وعلى الجميع التوحد لإنهاء هذه الأزمة وكافة الأزمات".

 

وكانت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، أعلنت الثلاثاء الماضي، أنها ستقوم بإيقاف محطة التوليد للمولد المتبقي الكامل صباح الخميس في حال عدم وصول كميات جديدة من الوقود، بينما عزا فتوح أزمة الكهرباء الحالية إلى توقف الاتحاد الأوروبي عن تعهداته المالية لسداد فواتير قيمة السولار الصناعي، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال سمحت الثلاثاء الماضي، بضخ 142 ألف لتر من السولار عبر معبر كرم أبو سالم، غير المجهز لإدخال الوقود.

 

بالاتفاق مع السلطة

 

في ذات السياق كشف مصدر مسؤول في المفوضية الأوروبية بالقدس المحتلة النقاب عن أن الاتحاد الأوروبي أوقف دفع فاتورة الوقود الصناعي المشغل لمحطة كهرباء غزة منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2009، بالاتفاق مع السلطة الفلسطينية.

 

وقال مسئول الإعلام والاتصال بالمفوضية الأوروبية في القدس شادي عثمان:" إن الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية ناقشا بداية نوفمبر الماضي موضوع الموارد المالية المحدودة المخصصة من قبل الاتحاد الأوروبي لدعم السلطة، وتم الاتفاق مع السلطة على إعادة تصنيف الأولويات في الدعم المقدم لها".

 

وأوضح عثمان في مقابلة مع وكالة "صـفا" المحلية أمس، إنه وبناءً على الاتفاق فقد تم توجيه الدعم الأوروبي لقطاعات أخرى مثل دفع رواتب موظفي السلطة وتغطية المخصصات الاجتماعية للعائلات الفقيرة.

 

وبناء على هذا الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية، فقد أخذت الأخيرة على عاتقها منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر توفير دعم لدفع فاتورة الوقود الصناعي المخصص لمحطة كهرباء غزة بالتعاون مع مانحين آخرين.

 

ونوه عثمان إلى أن الاتحاد الأوروبي ومنذ ذلك الحين، أبقى على برنامج تغطية فاتورة الوقود قائماً من أجل مساعدة المانحين في تمويل هذه الفاتورة دون عقبات فنية قد تواجههم في هذا الإطار.

 

وقد أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن الأموال التي كان يدفعها الاتحاد الأوربي ثمنا لفاتورة وقود محطة توليد الكهرباء في غزة والبالغة 13 مليون دولار حولت إلى ميزانية السلطة مباشرة.

 

وكان الاتحاد الأوروبي يمول فاتورة الوقود لقطاع غزة على مدار السنوات الأخيرة بمعدل من 9-10 مليون يورو شهرياً.

 

منعها جريمة

 

من جهته، أكد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فوزي برهوم أن قطع الوقود عن محطة الكهرباء الوحيدة بغزة، "سواء من الاتحاد الأوروبي أو بالاتفاق مع سلطة فتح في رام الله؛ جريمة إنسانية بكل المقاييس؛ لأن ضحاياها سيكونون من الأطفال والشيوخ والمرضى والأطفال الخُدَّج".

 

وقال برهوم، في تصريحٍ صحفي "هذه المرة ليست الأولى التي تشارك فيها سلطة رام الله في حصار قطاع غزة؛ فعندما يبرِّر محمود عباس الجدار الفولاذي ويبرِّر الحرب المجرمة على غزة فهذه مشاركةٌ فعليةٌ في الحصار، وكذلك عندما ترفض "فتح" المصالحة فإنها تشارك في الحصار".

 

وفي ذات السياق، حذر مصطفى عوض الله عضو الكتلة البرلمانية لـ"الإخوان المسلمين" وعضو لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصري؛ من انقطاع التيار الكهربائي في غزة نتيجة توقف "الاتحاد الأوروبي" عن دفع فاتورة ضخِّ السولار الصناعي.

 

تقاعس العالم

 

فيما قال نواب حركة حماس في الضفة الغربية:" إن توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة بقطاع غزة عن العمل، نتيجة النقص الحاد في كميات السولار الصناعي اللازم لتشغيلها، ينذر بكارثة إنسانية سيشهدها القطاع إن لم يتم تدارك الأمر".

 

وأكد النواب في بيان لهم أن انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع هو جزء من الحصار الظالم وسياسة العقاب الجماعي التي يعيشها أهالي القطاع منذ سنوات، وأضافوا " في كل يوم مأساة جديدة وضحايا بازدياد والمخزي أن تذبح غزة بصمت مطبق".

 

عقاب للشعب

 

من جانبه اعتبر النائب عن كتلة التغيير والإصلاح يحيى موسى أن الاشتراطات الأوروبية لدعم السلطة تلعب دوراً كبيراً في عقاب الشعب الفلسطيني وتعزز الانقسام، متهما في الوقت ذاته السلطة بأنها تنفذ أجندة الاحتلال في حصار الشعب الفلسطيني.

 

وقال موسى تعقيبا على قرار الاتحاد الأوروبي "إن الاشتراطات الأوروبية المتبعة في دعم السلطة الفلسطينية تلعب دورا كبيرا في معاقبة الشعب الفلسطيني وفي تعميق الانقسام وفي عدم خدمة أهداف شعبنا في التحرر".