خبر غولدستون – ملاحظات ودروس -معاريف

الساعة 09:30 ص|25 يناير 2010

بقلم: شلومو غازيت

 (المضمون: بعد غولدستون يتبين أننا اخطأنا في عدم التعاون معه وفي عدم بناء قضية لنا حتى قبل الهجوم العسكري وذلك لتبريره لاحقا - المصدر).

علينا جميعا ان نقدر وان نشكر القناة الاولى التي عرضت علينا المقابلة التي اجراها بيل موير، من القناة الجماهيرية للولايات المتحدة (الـ PBS) مع القاضي غولدستون، المقابلة التي تطرح علينا الرجل، دوافعه وردوده على الانتقاد الموجه له.

لنبدأ بالرجل – ريتشارد غولدستون حاول ان يشرح بانه عرف من هي الهيئة التي بادرت ودعت الى التحقيق وانه استجاب للطلب الموجه اليه بنية عرض صورة وتقرير اكثر توازنا. وطالب بالزام اللجنة  بان تحقق ايضا في اعمال حماس. اعترف، لم اقتنع – اخذت انطباعا بان غولدستون هو انسان يؤمن بهدفه في الحفاظ وحماية المدنيين من الاصابة في اثناء المواجهة المسلحة. هكذا فعل في كوسوفوا وهكذا فعلت في رواندا وهكذا سعى الى أن يفعل في غزة ايضا.

لقد رأى مواجهة بين فلسطيني صغير ومسكين وبين اسرائيلي كبير وعظيم، ومهمة اللجنة كانت فرض اساس المسؤولية على جوليات الاسرائيلي. وهو يعترف – بان الدولة لا يمكنها أن تمر مرور الكرام عن الاف الصواريخ التي اطلقت على بلداتها، وكان من حق اسرائيل ايضا ان تعمل على حماية مواطنيها. خطيئة اسرائيل هي في عملية اساسها الثأر، ممارسة ضغط جماعي على مدنيين ابرياء وغياب التوازن.

لننتقل الى نتائج التقرير. ما أقلق القاضي هو المس بالمدنيين غير المشاركين. قصف دريزدن وهيروشيما يعود الى الماضي السحيق ولا ينبغي أن يتخذ مثالا يحتذى، ومع ذلك، فان الجيش الالماني والياباني لم يعملا من داخل وفي داخل المدن، ليس هكذا مقاتلو حماس الذين يعيشون في المدينة، في بيوتهم وفي اوساط عائلاتهم. لا يوجد هناك فصل مادي بين الارهابي المقاتل وبين عائلته غير المقاتلة. الى جانب انتقاده لم نسمع كلمة كيف مع ذلك يمكن التصرف في مثل هذه الحالة؟

رغم أنه لم يقل ذلك، فالقاضي لا يرى في اسرائيل فقط جوليات مقابل دافيد الفلسطيني بل انه يعزو للجيش الاسرائيلي مزايا "سوبرمان"، لم يكن هناك شيء لم تعرفه الاستخبارات الاسرائيلية ولا تعرفه، لا يحتمل أن يكون هناك مقاتلون من الجيش الاسرائيلي وقعوا في الخطأ ببراءة. كل ما فعلته اسرائيل والجيش الاسرائيلي، تم بنية مبيتة. من هذه الناحية، ومرة اخرى لا يقول القاضي ذلك – يمكن ان نرى في حملات الجيش الاسرائيلي في "رصاص مصبوب" فشلا ذريعا: اذا ما قتل في الحملة نحو 1.400 عربي فلسطيني واذا كان نحو 600 منهم بالفعل رجال حماس (كما تشهد حماس ذاتها) فلا يوجد ما يفسر قلة الخسائر المدنية في اثناء 22 يوما من القتال غير انه فشل ذريع...

الموقف الاسرائيلي. لم يطرح في المقابلة السؤال كم تأثر طاقم اللجنة بارادة معاقبة اسرائيل على رفضها التعاون في التحقيق. بل انه حتى لو سعى اعضاء اللجنة الى اجراء محاكمة عادلة دون اظهار الاستياء من المقاطعة الاسرائيلية، الا ان نتائج التقرير نفسه جاءت لتدل على انه في سلسلة من الاتهامات كان بوسع اسرائيل ان ترد، ان تشرح بل وربما تقنع وتلطف حدة نتائج التقرير.

وهكذا اقتنعت باننا اخطأنا في قرار عدم المشاركة كطرف في التحقيق. كان بوسعنا أن نشرح تجلدنا على مدى سنوات سابقة والى أن انطلقنا في الحملة وكان بوسعنا ان نرد على الاتهامات المطروحة المختلفة.

وأخيرا، نظرة الى المستقبل. في كل ساحات القتال سنكون مطالبين بان ندافع عن أنفسنا وان نرد على العمليات الارهابية على أنواعها. من واجبنا ان نستخص الاستنتاجات من قضية التقرير:

•       من الحيوي أن نعد خلفية اعلامية – سياسية قبل أن نرد. توجد ساحة سياسية – حتى وان كانت الامم المتحدة ومعظم اعضائها لا يعتبرون اصدقاءنا، من واجبنا أن نبني "ملف" اتهامات وادعاءات تجاه الطرف الاخر الذي يمس المرة تلو الاخرى بالمدنيين الاسرائيليين. خشية ان تكون المطالبات بالتحقيق احتكارا في يد الطرف العربي. نحن ايضا ملزمون وقادرون على أن نطالب بذلك. وحتى لو لم يفتح التحقيق – سيكون مسجلا اننا طالبنا بذلك.

•       ايها الاذكياء، احذروا في كلامكم. تقرير اللجنة كرر الاقتباس عن تصريحات السياسيين، القادة الكبار وكُتّاب الرأي الذين اقترحوا المرة تلو الاخرى فرض عقوبات جماعية وممارسة الضغط على سكان القطاع. هذه الاقوال تعود لتضرب بنا كالسيف المرتد.

•       ما أن اتخذ القرار بالرد العسكري، حتى صار مطلوبا معركة سياسية أولية وموازية. مطلوب الشكوى الى الامم المتحدة، استدعاء السفراء وما شابه على سبيل الخطوات التي ستأتي ملاصقة لرد الفعل العسكري.

•       وأخيرا – جدير ان نحاول الاحباط المسبق للتحقيقات، ولكن ما ان تبدأ، حتى يكون من الافضل دوما المشاركة فيها وعدم التنكر لها.