خبر المفاوضات: لا لتحديد مسبق للزمن-إسرائيل اليوم

الساعة 11:34 ص|24 يناير 2010

بقلم: د. يوفال بنزيمان

 (المضمون: بدلا من خلق واقع نعرف فيه بعد سنتين اذا كان الاتفاق فشل أم لا، ينبغي للمفاوضات ان تجرى في اجواء يكون فيها كل طرف يخشى من أن لديه ما يكسبه من التقدم السريع ويخسره من جر الارجل - المصدر).

 

لا ينبغي للمفاوضات على التسوية الدائمة ان تستمر لزمن طويل. اذا كانت اسرائيل والسلطة الفلسطينية تريدان حقا ويمكنهما التوصل الى اتفاق فانهما لا تحتاجان الى سنتين. ولا حتى الى سنة. وبالمقابل، اذا كان الطرفان او واحد منهما لا يمكنهما، او لا يرغبان في الوصول الى اتفاق – فان التحديد الزمني لا يغير شيئا ولن يؤدي بالمفاوضات الى ان تنضح الى مستوى الاتفاق.

        عندما سافر رئيس الوزراء في حينه ايهود باراك الى كامب ديفيد والتقى ياسر عرفات فقد حدد عمليا زمن المفاوضات بمدة مكوث الوفدين الاسرائيلي والفلسطيني في الولايات المتحدة. بعد أن فشلت المحادثات، بدأت الانتفاضة الثانية. في نظرة الى الوراء، يمكن ربما التفكير كيف كان سيكون وجه التاريخ لو لم يكن بعد الزمن قائما في تلك المحادثات. لو لم تكن المسألة "إما كل شيء او لا شيء"، ولو لم يكن تقرر مسبقا جدول زمني في نهايته سيتقرر اذا كان هناك شريك أم لا، لعله ما كانت الانتفاضة لتندلع.

        عندما دشنت حكومة اولمرت – لفني مسيرة انابوليس جرى الحديث عن التوصل الى اتفاق في غضون سنة. السنة مرة. والاتفاق لم يتحقق. يتبقى السؤال ما الذي حققه الطرفان من أنهما فرضا على نفسيهما مسبقا جدولا زمنيا؟ هل حفز هذا الاضطرار المفاوضات؟ حسنها؟ دفع نحو تجسد الاتفاق الدائم؟

        عندما يريدون الان ان يضعوا نقطة في الزمن لانهاء المفاوضات فانهم لا بد يفكرون بان مجرد الاعلان عنها يخلق زخما يلزم الطرفين. غير أنه ينبغي ايضا التفكير في ما من شأنه أن يحصل اذا وصلنا الى تلك اللحظة، التي تقررت بشكل تعسفي تماما لنكتشف باننا لم نتوصل الى اتفاق. فإما ان يتقرر موعد آخر – الامر الذي سيجعل سخيفا مجرد محاولة تحديد الازمنة ام ان الطرفين سيتهمان الواحد الاخر بفشل المفاوضات فتتفاقم العلاقات بينهما.

        كي نجعل المفاوضات تتطور وتتقدم بسرعة، ينبغي خلق منظومة عصي وجزر تؤثر على الطرفين بشكل فوري وفي مسافات زمنية مختلفة. بدلا من خلق واقع نعرف فيه بعد سنتين اذا كان الاتفاق فشل أم لا، ينبغي للمفاوضات ان تجرى في اجواء يكون فيها كل طرف يخشى من أن لديه ما يكسبه من التقدم السريع ويخسره من جر الارجل.

        الشرخ الكبير الذي سيقع، ظاهرا، اذا لم نتوصل الى اتفاق ينبغي لاسرائيل والسلطة ان تشعر به بعد شهر – شهرين. الحوافز العديدة يجب ان تشجعهما على العمل منذ يوم غد. كل سلوكهما يجب أن يكون في مدى زمني يحث المفاوضات. ولكن تخديد موعد محددد لانهائها حتى قبل ان تبدأ هو تكرار لخطوة فشلت في الماضي ومن شأنها أن تضر في المستقبل.