خبر الفارق بين غزة وهاييتي- هآرتس

الساعة 11:32 ص|24 يناير 2010

 

بقلم: يوم طوف ساميا

 (المضمون: في اعقاب انهيار الجهاز الاعلامي الاسرائيلي، فان اعمالا كهذه من المساعدات الانسانية في مناطق الكوارث تبقى تقريبا الوسيلة الوحيدة لتحسين مكانة اسرائيل في الرأي العام العالمي - المصدر).

في أعقاب الهزة الارضية في هاييتي طرح الزعم بان اسرائيل تسارع الى ارسال المساعدات الى متضرري الكوارث في اماكن بعيدة، بينما تتجاهل معاناة من هم قريبون منها أكثر بكثير – الفلسطينيون في غزة والتي هي مسؤولة ايضا عن وضعهم.

        بالفعل، المسافة بين غزة وتل ابيب هي ساعة سفر، وبين غزة وسديروت – خمس دقائق. بينما المسافة بين اسرائيل وهاييتي هي 14 ساعة طيران. ولكن، المذنب الاساس في وضع الغزيين هي حماس، والتي بشرانيتها تضحي بسلامة سكان القطاع ورفاههم في صالح حربها ضد اسرائيل. لهذا السبب فان ليس للبعد الجغرافي صلة بمدى العدل الذي في المساعدة.

        بداية، هاكم بضع حقائق يجب استيعابها قبل توجيه الانتقاد الى المساعدات للمتضررين في هاييتي. دولة اسرائيل وجيش اسرائيل منحا الغزيين امكانية لاقامة مستشفى ميداني في معبر ايرز (حتى في اثناء حملة "رصاص مصبوب" وبعدها ايضا)، ومن منع ذلك؟ صحيح، حماس! الجيش الاسرائيلي نقل مئات الاف الاطنان من الادوية والاغذية الاساسية الى غزة، حتى في اثناء اطلاق صواريخ القسام وصواريخ جراد على المدارس والمستشفيات في عسقلان – وحماس سلبتها. والسبب في أنه يتم في الانفاق من مصر تهريب صواريخ ومواد متفجرة اكثر من الغذاء الاساس والادوية هو – مرة اخرى حماس. كما أن ادخال مواد البناء لغرض اعادة بناء البنى التحتية في القطاع تمنعه حماس بحجج مختلفة من سلم الاولويات؛ كل ذلك من أجل تخليد الخرائب ولانها تفضل الاستثمار في التسلح اكثر مما في البنى التحتية المدنية.

        رغم كل هذا ينبغي لدولة اسرائيل أن تواصل مساعدة سكان غزة بالغذاء وبالادوية، وبالتوازي استخدام قوتها العسكرية في محاولة لمواصلة حماية سكان دولة اسرائيل بكل وسيلة ضد نار حماس والمس بها وبكل عدو آخر دون رحمة.

        بالنسبة للمساعدات في العالم – هناك على الاقل ثلاثة اسباب من أجلها من الصحيح تقديم المساعدة في كل مكان لمتضرر الكوارث الطبيعية وجرائم المنظمات الوحشية: الاول – هذا ما يميزنا عن شعوب كثيرة اخرى – الثقافة والتقاليد اليهودية، التي تأمرنا برعاية الناس وليس فقط في اسرائيل. الثاني، نحن بقايا شعب على مدى الفي سنة عانى وطورد بينما العالم صامت. الثالث، وضع اسرائيل في الرأي العام في العالم ليس لامعا وافعال من هذا القبيل يمكنها أن تحسنه. مساعدة متضرري الكوارث في ارجاء العالم تعرض اسرائيل مختلفة عن تلك التي تعرض في وسائل الاعلام، بشكل مغرض، كمن تقمع الشعوب وتقتل المدنيين الابرياء. المساعدة التي تصل من اسرائيل الصغيرة تعزز الطوائف اليهودية في العالم. وجود علم، ضابط، جندي، طبيب من اسرائيل الصغيرة يبث الى الامم الاخرى رسالة باننا اذا كنا نحن نستطيع فانتم ايضا تستطيعون. في اعقاب انهيار الجهاز الاعلامي الاسرائيلي، فان اعمالا كهذه من المساعدات الانسانية في مناطق الكوارث تبقى تقريبا الوسيلة الوحيدة لتحسين مكانة اسرائيل في الرأي العام العالمي.

        اولئك الذين يواصلون الانتقاد لعدم استعداد اسرائيل المزعوم لمساعدة سكان غزة يجب أن يأخذوا بالحسبان ان يحتمل ان يكونوا بذلك يعززون الاتهامات العابثة لحماس وطريقها – طريق النار على المدارس، المستشفيات، تجويع السكان الفلسطينيين واستخدام المستشفيات كغرف حربية. هذا بالطبع ليس استنتاجا بحثيا – بل مجرد مادة للتفكير.