خبر كنيسة العقل -هآرتس

الساعة 11:30 ص|24 يناير 2010

بقلم: تسفي بارئيل

 (المضمون: منح لقب جامعة لكلية ارئيل احسن لليسار، فقد منحه ساحة لعب مناسبة لحجمه وقدراته. مجال تنفس نزيه لمن هو لم يعد قادرا على التصدي لباص المستوطنات المندفع - المصدر).

مثل مسافرين لم يتوقف الباص عند محطتهم، تعلق معارضو "الاعلان" عن كلية ارئيل كجامعة بذيله، فيما يهتفون للسائق بالتوقف، والا... الا ماذا؟ هذه الكلية، التي حرص رؤساؤها حتى الاسبوع الماضي على التشديد بان اسمها الصحيح هو "المركز الجامعي ارئيل في السامرة"، موجودة منذ 1982. فهل صرخ احد ما احتجاجا على انه يوجد على الاطلاق كلية اسرائيلية في المناطق؟

في 1992، على شرف كلية ارئيل التي طلبت في حينه الاعتراف بدائرتيها، الكهرباء والالكترونيات والهندسة الكيماوية والبيوتكنولوجية – اقيم مجلس التعليم العالي ليهودا والسامرة. هذا المجلس لتجاوز المصاعب القانونية التي تجعل قانون مجلس التعليم العالي لا ينطبق على المناطق. قانون مجلس التعليم العالي يهودا والسامرة بالغ في العمل. فقد ألزم دولة اسرائيل بتبني قانون مجلس التعليم العالي يهودا والسامرة في اراضيها. قانون احتلالي اصبح قانونا ملزما في اسرائيل. فهل اطلاق احد ما في حينه، او منذ حينه، صرخة احتجاج ضد هذا الفعل؟

        ولكن كي لا يظهروا كسياسيين لا سمح الله، وذلك لان الحديث يدور عن طهارة الاكاديمية، يخشى فجأة معارضو "جامعة المستوطنات" من المستوى الاكاديمي لكلية ارئيل وبالاساس من التهديد بفراغ صندوق مجلس التخطيط والتمويل نحو مختبرات هذه المستوطنة الاكاديمية. فمتى اطلق مستشارو التعليم العالي شكوى مؤخرا على مستوى التعليم في كلية ارئيل؟ فهل مستوى طلاب الكلية ومعلميها اقل اهمية من مستوى الطلاب في الجامعة؟ وحتى وزيرة التعليم السابقة يولي تمير ليس هناك من شك بان "هذه كلية ممتازة، لا يوجد لدي أي شكوى بالنسبة لمستواها الاكاديمي" – قالت في مقابلة في الاذاعة. ولكن حجة النوعية مثيرة للاهتمام بالذات حين تطلق على السنة المعارضين. وذلك لان معناها ان المقاييس الاكاديمية الاسرائيلية ملزمة بان تنطبق على كلية في المناطق قبل أن تصبح جامعة. وانه هل هناك الحاق اكثر طهارة من هذا؟

        والمال؟ أهذا حقا ما يقلق فجأة المعارضين؟ ليس مليارات الشواكل التي استثمرت حتى الان في المستوطنات، في الطرق التي لا تؤدي الى أي مكان، في الحراسة، وليس اقل من ذلك، في البنى التحتية الفاخرة لكلية ارئيل نفسها، هي التي تثير موجة الاحتجاج الاخيرة. من هو غير قادر على ان يدس اصبعا في سد الاموال الهائل الذي يتدفق نحو المستوطنات، يجد نفسه يختبىء في البركة الضحلة.

        واذا كانت الطهارة الاكاديمية هي همهم، فان المعارضين يفرضون علينا رعبا آخر. مقاطعة اكاديمية دولية ستفرض على اسرائيل في اعقاب الالحاق الاكاديمي. وماذا كان حتى الان؟ لماذا لم يدعَ محاضرون اسرائيليون الى المؤتمرات في خارج البلاد، وعلى ماذا كان الضجيج المناهض لاسرائيل، في الحرم الجامعي في بريطانيا وفي النرويج؟ فجأة الكلية اصبحت جامعة هو التهديد الوطني وليس الخطيئة التي ولدتها. فالمقاطعة تنبع من حقيقة ان ارئيل المدينة بشكل عام موجودة، من الاحتلال ومن السياسة الاسرائيلية غير المحتملة في المناطق. اذا كانت الاسرة الاكاديمية قلقة وعن حق، من المقاطعة الدولية فلتتفضل وترفع صوتها ضد استمرار الاحتلال، ضد الطوق غير الانساني المفروض على غزة، ضد منع التعليم عن الطلاب الفلسطينيين وبذات القوة التي تطلق فيها احتجاجاتها على جامعة ارئيل. جامعة ارئيل بالتأكيد ليست "خطرة" على السلام الاكاديمي لاسرائيل اكثر من المدرسة الدينية المرتبطة بالتسوية للحاخام اليعيزر ملميد او من مدرسة الخليل الدينية.

        لجملة هذه الادعاءات تلتصق شكوى اخرى. كيف يمكن ان ايهود باراك بالذات، الذي هو جزء من جسد اليسار، هذا المحب للسلام، المقاتل الجسور ضد المستوطنات، مفكك البؤر الاستيطانية هو وليس ملاكا، قرر "تسويغ الدنس". هذا حقا لا يطاق. لو كان ليبرمان او بيبي منحا التسويغ لما كان لاحد ان يشكو. إذ اننا نحب النظام، "اليمين يمين – اليسار يسار". ما علاقة كاهن في كنيسة العقل للمستوطنين؟ ولكن الامر الاساس في أن باراك يواصل ادائه كوزير للدفاع في حكومة ليبرمان، لا يزعجهم.

        منح لقب جامعة لكلية ارئيل احسن لليسار. فقد منحه ساحة لعب مناسبة لحجمه وقدراته. مجال تنفس نزيه لمن هو لم يعد قادرا على التصدي لباص المستوطنات المندفع. عندما سيخرج اليسار الى شوارع غزة، الى نطاق ابونا ابراهيم في الخليل او يكثف صفوفه في بلعين، سيكون بوسعه أن يصرخ ايضا امام جدران كلية ارئيل.