خبر البردويل: إسرائيل تراوغ الوسيط الألماني في صفقة الأسرى

الساعة 08:41 ص|24 يناير 2010

البردويل: إسرائيل تراوغ الوسيط الألماني في صفقة الأسرى

ولا أحد يريد تهميش دور مصر فيها

فلسطين اليوم- غزة

كشف مصدر قيادي في حركة "حماس" النقاب عن وجود تراجعات إسرائيلية في بعض المواقع المتصلة بصفقة تبادل الأسرى، لكنه نفى أن يكون الأمر قد وصل إلى مرحلة إعلان فشل الوساطة الألمانية بشكل نهائي.

 

وأعرب القيادي في حركة "حماس" الدكتور صلاح البردويل في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" عن أمله في أن يتمكن الوسيط الألماني من انجاز الصفقة، وقال: "لا شك أن محادثات الصفقة أحيطت بسرية تامة طيلة الفترة الماضية، وقد تمكنت بالفعل من قطع أشواط مهمة، لكن كشفت العديد من المصادر الإعلامية وكثير منها إسرائيلي، عن تراجع الكيان الصهيوني في بعض المواقع، لكن حتى الآن الوسيط الألماني لم يعلن نهاية الوساطة، ولم تعلن الأطراف المعنية فشل الصفقة، ونأمل أن يستمر هذا النشاط الألماني حتى تتم صفقة مشرفة".

 

ورفض البردويل توجيه الاتهام إلى أي جهة فلسطينية أو عربية بالعمل على عرقلة إنجاز صفقة الأسرى، وقال: "نحن لا نعتقد أن الكيان الصهيوني من الممكن أن يخضع لأي ضغوط خارجية في أمور تتعلق بمصالحه، فإذا كانت إسرائيل تعتقد أن الإفراج عن جلعاد شاليط مصلحة صهيونية فإنها ستفعل ذلك، ونحن لا نتهم دولة عربية بالتواطؤ لإفشال الصفقة ولا نتهم السلطة، وإن كان تأخر الصفقة يتقاطع مع رغبات السلطة التي تعمل على إضعاف "حماس"، وترى في الصفقة في حال إتمامها تقوية لـ "حماس"، وأعتقد أن الأمر سيكون مخزيا لو تبين أن السلطة لعبت دورا في ذلك".

 

ونفى البردويل أن يكون دخول الوسيط الألماني على الخط في صفقة الأسرى عملا موجها ضد مصر لإبعادها عن الشأن الفلسطيني، وقال: "لقد كان دخول الوسيط الألماني بموافقة مصرية، ولم تتقدم ألمانيا إلا بالموافقة المصرية وبمباركة الرئيس حسني مبارك شخصياً. ولا أحد يستطيع عزل مصر عن هذا الملف، فالصفقة تجري برعاية مصرية في جزئها الثاني بل وحتى في مرحلتها الأولى كذلك، ولذلك مصر ليست معزولة، و"حماس" ليست معنية بإبعاد مصر عن الصفقة".

 

وأشاد البردويل بدور مصر في تطوير مفاوضات صفقة الأسرى، وقال: "لقد بذلت مصر جهوداً كبيرة وقطعت شوطا مهما، والجهد المصري مهم للغاية، ولكن يبدو أن الإسرائيليين يراوغون، وقد أعطت القاهرة فرصة للألمان الذين يعملون مرة أخرى لإنجاز الصفقة لكن إسرائيل تراوغ مرة أخرى مع الألمان"، على حد تعبيره.

 

وكانت مجلة "دير شبيغل" الألمانية ذكرت أن المفاوضات حول تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، التي تجري بوساطة ألمانية، مهددة بالفشل.

وجاء في تقرير المجلة المقرر صدورها يوم غد الاثنين، أن احتمالات فشل المفاوضات تقوم على أساس تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل مفاجئ عن اتفاق تم التفاوض حوله بالفعل قبيل فترة الاحتفال بعيد الميلاد خلال المحادثات التي جرت بواسطة وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي.إن.دي) مشيرة إلي أنه قدم للوسيط الألماني "عرضا أخيرا" جديدا بشروط أسوأ بشكل ملحوظ.

وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت أن إسرائيل وافقت مبدئيا على تبادل للأسرى، إلا أنها تريد ترحيل 120 معتقلا من الضفة إلى قطاع غزة أو طرف ثالث.

وقام الوسيط الألماني بتسليم اقتراح الاتفاق الجديد الذي وضعته إسرائيل إلى قيادة حماس قبيل عيد الميلاد.

يشار إلى أن هوية الوسيط الألماني غير معلنة رسميا، إلا أن تقارير إعلامية تحدثت أكثر من مرة عن فريق مفاوضات تحت قيادة رئيس الاستخبارات الألمانية إرنست أورلاو.

وذكرت "دير شبيغل" أن النقاط الخلافية في المفاوضات تضمنت مسألة تحديد الفلسطينيين المعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم والدولة التي سيتم ترحيلهم إليها.

وفي العرض الجديد الذي تسلمته "حماس" من الوسيط الألماني، ترفض الحكومة الإسرائيلية جزءاً كبيراً من المطالب الفلسطينية.

ووفقا لتقرير المجلة، تستعد السلطات الألمانية نفسها داخليا لرفض قيادة "حماس" عرض إسرائيل الجديد وفشل المفاوضات، إلا أنه لا يوجد حتى الآن قرار نهائي لـ "حماس" حول هذا العرض.

وأضافت المجلة أنه يتم في القدس تعليل تراجع نتنياهو بوجود خلاف بين رئيس الحكومة وحاجي هداس، كبير المفاوضين الاسرائيليين.

وذكرت المجلة أن نتنياهو ترك هداس يتفاوض مع الاستخبارات الألمانية و"حماس" لشهور طويلة دون أن يهتم بمعرفة تفاصيل الصفقة.

وأشارت المجلة إلى أنه عندما أصبحت الاتفاقية جاهزة للتوقيع، صدم نتنياهو من حجم تنازلات الجانب الإسرائيلي والأبعاد التي ينطوي عليها إبرام هذه الصفقة، ورأى أن كبير المفاوضين الإسرائيليين بالغ في هذه التنازلات، مضيفة أن التأرجح في عملية المفاوضات، قلل حاليا من مكانة وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية.

وذكرت المجلة أن حركة "حماس" ترى أن الوسيط الألماني لم يعد يتفاوض بشكل محايد، بل ينحاز بشكل كبير إلى الحكومة الإسرائيلية.