خبر الفصائل الفلسطينية تنضم إلى «الاستنفار» اللبناني»

الساعة 06:44 ص|24 يناير 2010

فلسطين اليوم- الشرق الاوسط

استمرت الأجواء الحذرة سائدة في لبنان في أعقاب المعلومات المتداولة عن مخاوف دولية وإقليمية جدية من ضربة إسرائيلية عسكرية للبنان.

في هذا الإطار، ذكرت مصادر لبنانية وفلسطينية أن الفصائل الفلسطينية انضمت إلى جبهة الاستنفار العسكري التي يقوم بها حزب الله من الجهة اللبنانية والجيش السوري من الجهة المقابلة تحسبا لأية تطورات قد تطرأ في ظل الحشد العسكري الإسرائيلي والتدريبات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي عند الحدود، فيما كانت المعلومات التي نقلتها «الشرق الأوسط» في عددها الصادر أمس عن تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتحييد البنى التحتية الأساسية، موضع اهتمام بالغ في لبنان، وقد انتقد وزير في الحكومة اللبنانية الموقف الفرنسي الذي أتي «وكأنه يبيح تدمير لبنان».

وقالت المعلومات إن عناصر «الجبهة الشعبية - القيادة العامة»، نفذوا أمس وقبله مناورات وتدريبات عسكرية في جرود بلدة قوسايا على امتداد مساحة الموقع التابع لهم، وفي المنطقة المحاذية له الممتدة على طول السلسلة الشرقية لجبال لبنان في المنطقة الحدودية الفاصلة بين لبنان وسورية.

وأفاد سكان محليون «الشرق الأوسط» بأنهم سمعوا أصوات أسلحة نارية وقذائف صاروخية، بالإضافة إلى رشقات من أسلحة مضادة للطائرات، غير أن مسؤولين في الجبهة نفوا حصول مثل هذه التدريبات. ونفى المسؤول في «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» أبو عماد رامز (مصطفى) في اتصال مع «الشرق الأوسط» حدوث هذه التدريبات، مشيرا إلى أن هذه الأصوات «ليست صادرة من عندنا».

وذكرت إذاعة «راديو سوا» التابعة للولايات المتحدة على موقعها على الإنترنت، أن تقارير أمنية ما زالت ترد من وزارة الخارجية اللبنانية إلى وزارة الدفاع تشير إلى احتمال اندلاع حرب إسرائيلية واسعة قد تطال ليس فقط جنوب لبنان بل أيضا البقاع والداخل اللبناني مع إمكانية بلوغ بعض الشظايا الأراضي السورية، وفيما كان وزير الخارجية علي الشامي «غائبا» عن الرد على صحة هذه التقارير، نقل عن مصادر غربية أن السؤال ينحصر في توقيت هذه الحرب وفي من سيكون البادئ فيها؛ إسرائيل أم إيران عبر حزب الله؟

في المقابل، رأى مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن «التهديدات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان تضع كل المنطقة على طريق الخطر والعدوان، وتعكس ارتفاع مستوى الهلع والرعب الذي يجتاح الإسرائيليين مع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال القائد الحاج عماد مغنية»، مؤكدا أن «العدو يعلم بأن دماء الشهيد (عماد) مغنية ستبقى تلاحقه حتى هزيمته الكبرى».

وأشار قاووق إلى أن «العدو الإسرائيلي يريد أن يزرع الخوف في لبنان، وأن يعوّض حالة الإحباط ومرارة الهزيمة التي تكبدها في تموز (يوليو) 2006»، معتبرا أن «هذه التهديدات لم تخفْ المقاومة ولم تجعلها تتراجع عن برامجها الجهادية، وإنما أدت إلى نتائج عكسية وأصبحت تزيد من مستوى الخوف والرعب عند الإسرائيليين»، وأن «العدو الذي يريد من خلال المناورات والحشود أن يغير في المعادلة القائمة مع المقاومة يدرك أنه لا يزال في قعر الهزيمة، لأن أي مواجهة قادمة ستكون معبرا حقيقيا للنصر القادم للمقاومة».

 وشدد على أن «الطريق الأقصر والأضمن لإبعاد أي عدوان إسرائيلي محتمل على لبنان هو في تعزيز قدرات المقاومة، وليس في استجداء الأمن من أي أحد في الخارج ولا من شركاء إسرائيل في عدوان تموز (يوليو) 2006، لأن المجتمع الدولي يتبنى الأهداف الإسرائيلية بالكامل ويعمل على تسويقها وتسويق المخاوف الإسرائيلية»، مؤكدا أن «المقاومة واعية تماما لهذا الأمر وتميز بين الصديق والعدو».

أما عضو كتلة نواب الحزب نواف الموسوي، فقد قال إن «الحزب يتصرف بالنسبة للتهديدات الإسرائيلية المتكررة على أساس التحسب لأسوأ الاحتمالات، ولذا علينا أن نكون مستعدين على المستوى السياسي، وغير السياسي، لمواجهة أي عدوان»، لافتا إلى أن الحديث عن احتمال العدوان في حد ذاته لا إشكال فيه، بل يقوم حين لا يقترن هذا الكلام باقتراح كيفية مواجهة العدوان.

وفي موقف لافت، اعتبر وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي أنه على إسرائيل أن تلتزم بالقرار الدولي رقم 1701، منتقدا الكلام الذي نقلته «الشرق الأوسط» حول أن فرنسا تلتزم بعدم تدمير إسرائيل للبنى التحتية فقط «وكأنها تبيح تدمير كل لبنان إلا بناه التحتية»، لافتا إلى أن الظروف اليوم مشابهة لظروف لبنان قبل الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، داعيا الجميع إلى تحصين الوحدة الوطنية وتهيئة كل المناخات لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي.

ولفت العريضي المقرب من النائب وليد جنبلاط إلى ضرورة أن لا يدفع لبنان ثمن الملف الإيراني النووي، مضيفا: «إسرائيل تهدد لبنان وتعتدي عليه حتى من دون الملف الإيراني ومن دون أي مبررات».