خبر هنية: المصالحة لن تتحقق حتى نمتلك القرار الفلسطيني الحر

الساعة 07:02 م|19 يناير 2010

فلسطين اليوم: غزة

أكد رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية أن المصالحة الفلسطينية لن يكتب لها النجاح حتى تكون الإرادة الفلسطينية حرةً ومستقلةً وبعيدةً عن الضغوط والإملاءات الخارجية.

وقال هنية في تصريحاتٍ متلفزةٍ لفضائية "القدس" اليوم الثلاثاء: "نريد اتفاقًا شاملاً في كافة التفاصيل والضوابط والتفاهمات التي جرت بين حركتَيْ "حماس" و"فتح" بشكلٍ محددٍ؛ حتى لا تتكرر تجارب المصالحات والتوقيعات الفاشلة والصعبة؛ فنحن بحاجةٍ إلى مصالحةٍ حقيقيةٍ تُكتَب له الاستمرارية"، لافتًا إلى أن" الفيتو" الأمريكي سببٌ رئيسيٌّ في تأخير إنجاز الوفاق الوطني حتى هذه اللحظة.

وتمنَّى هنية أن تتحقَّق المصالحة؛ لأنها تأتي كخطوةٍ على طريق تعزيز الشراكة وإعادة إحياء عمل المؤسَّسات الفلسطينية و"المجلس التشريعي الفلسطيني" وتشكيل حكومة توافق ووحدة.

وأضاف: "إذا لم تتوافر الإرادة السياسية لدى بعض القيادات في رام الله بأن هناك شريكًا على الساحة الفلسطينية يجب العمل معه، مع العلم أن كل محاولات شطبه قد باءت بالفشل؛ أعتقد أن الخطوات ستبقى مضطربة"، داعيًا إلى إنجاز مصالحةٍ مبنيةٍ على إرادةٍ سياسيةٍ وتغيُّرٍ في المفاهيم تجاه الآخر؛ حتى تستمر الوحدة والوفاق الوطني، قائلاً: "تعالَوا نتعلم كيف نعيش ونعمل معًا، لا أن يلغيَ أحد الآخر".

وفي سياقٍ متصلٍ نفى هنية الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام، والتي تفيد بأن "حماس" وافقت على التوقيع على الورقة المصرية ولكن بشرط أن تكون في عاصمة عربية أخرى غير مصر، مؤكدًا أن تلك الإشاعات جزءٌ من حرب التشويه المتعمدة التي تتعرَّض لها الحركة والحكومة من آن لآخر.

من جهةٍ أخرى استنكر رئيس الحكومة الهجمة الشرسة التي يتعرَّض لها الشيخ يوسف القرضاوي، معلنًا عن تضامنه الكامل معه، واصفًا هذه الحملة بـ"الظالمة" التي تطال أحد القامات الكبيرة في عصرنا الحالي.

وطالب أولئك الصغار الذين يتطاولون على هذه القامة الكبيرة بإعادة النظر في هذا الإسفاف والهبوط اللذين وصلوا إليهما، مشيرًا إلى أن هذه الهجمة تتزامن مع اعتقال الاحتلال الصهيوني الشيخَ رائد صلاح، مؤكدًا أن تلك الهجمات تستهدف الصوت المحرِّك والمطالِب بحماية القدس، وتابع: "سيبقى صوتهم مدافعًا عن القدس والأقصى حتى ولو غيِّب أحدهم في السجون الصهيونية".

وبشأن عملية التسوية قال هنية: "نحن لا نعارض أي عملٍ سياسيٍّ ناضجٍ قادرٍ على إيصال شعبنا إلى شيءٍ من حقوقه"، واستدرك قائلاً: "استمرَّت المفاوضات 18 سنة.. ماذا حققت؟! كان الحصاد - باعتراف القائمين عليها- مرًّا؛ فهذا الحراك لن يكون له نتائج إيجابية؛ فهو ينطلق من قواعدَ مغلوطةٍ في النظر إلى الحقوق الفلسطينية".

وحول "جدار مصر الفولاذي" أكد هنية أن الجدار سيزيد من تعقيدات الوضع الإنساني والمعيشي قي القطاع، داعيًا مصر إلى وقف البناء، والعمل على إقامة منطقةٍ تجاريةٍ حرةٍ بين القطاع ومصر، في إطار تعزيز العلاقات، قائلاً: "لا يجادل أحدٌ في حق مصر في السيادة على ترابها، ولكن بناء الجدار وإغلاق المنفذ الوحيد للشعب هو -بلا شك- يشدد الحصار على غزة؛ فالقانون الدولي يمنع أية دولة من اتخاذ أي إجراءات حدودية من شأنها الإضرار بالإقليم المجاور".

وشدد على أن العرب قادرون على كسر الحصار إذا توفرت لديهم الإرادة العربية؛ فعندها لا يوجد ما يحول بين العرب وإنهاء الحصار.

وعند سؤاله عن تجربة "حماس"، قال: "إن "حماس" انعكاسٌ لإرادة الشعب؛ فهي لم تأتِ عبر الانقلاب، وهي موجودة في الحكم بإرادتهم، وأي انتخابات قادمة سيكون الشعب هو من يقرِّر من يكون في سدة الحكم"، موضحًا أن دخول "حماس" الحكمَ كشف الوجه الحقيقي لعملية التسوية والخداع الذي مارسته العديد من الدول ضد الفلسطينيين؛ "فتجربتنا غنية، ويجب أن تدرس بكل محتوياتها؛ فالمتاعب والمصاعب التي تعرَّضنا له لن تَثنيَنا عن مواقفنا؛ فلن تسقط القلاع، ولن تخترق الحصون، ولن ينتزعوا منا المواقف".

وبشأن تطلُّعات الحكومة نحو القمة العربية القادمة في ليبيا، تمنَّى هنية أن تُعقَد القمة في أجواءٍ أفضل للوضع الفلسطيني والعربي، وأن تكون المصالحة قد تحقَّقت، الخلافات العربية قد صُفِّيت؛ حتى تكون لها نتائج ملموسة.