خبر حرب الخلافة المصرية.. يديعوت

الساعة 10:48 ص|19 يناير 2010

بقلم: سمدار بيري

نقاش جماهيري غير مسبوق يثور الان في مصر على مسألة أساس تشغل بال وكالات الاستخبارات في العالم والخبراء عندنا: ماذا سيحصل في الدولة العربية الاكبر، بعد أن يخلي الرئيس مبارك، 81 سنة، كرسيه؟ من ينبش من خلف الكواليس؟ من ينبغي تحييده وتهدئته؟

حتى قبل سنتين، ثلاث سنوات كان محظورا ذكر الحملة المتشددة لاعداد جمال مبارك ليحل في الموقع الكبير لابيه. ونقطت وسائل الاعلام بحذر كيف ان جمال يتسلق، حسب خطة بنيوية، فيما تلفه مؤسسات السلطة. حادو النظرة كان بوسعهم أن يتابعوا السلوك الملتوي للقاهرة من خلال مؤسساتها – حزب السلطة، اسرة رجال الاعمال، وزراء الحكومة وأجهزة الامن. وفجأة، دفعة واحدة القي الى الساحة باربعة اسماء لشخصيات عامة يصرون على تجربة حظهم. هل شق الطريق لمحمد البرادعي، الرئيس السابق للجنة الطاقة الذرية؟ هل الامين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، سيجسد احلامه. ما هي فرصة احمد زويل، الحاصل على جائزة نوبل او ايمن نور الذي اقام حركة الاحتجاج "كفاية" لحكم مبارك طويل السنين؟

سطحيا تحدد موعد هدف، بعد سنة بقليل، حين تنتهي الولاية الخامسة لمبارك. المزايا حول المنصب المنشود دفعت الصحافي العجوز محمد حسنين هيكل الى أن يقترح تشكيل مجلس لممثلي الجمهور يقرر من يكون المرشح قبل الاستفتاء الشعبي للرئاسة. انا اخاف من جمال مبارك، يقول هيكل الذي يقود خطا متصلبا ضد مخططات توريث الحكم من الاب الى ابنه. مع كل الاحترام، ليس لدى جمال تجربة مناسبة، فهو لم ينشأ من المؤسسة العسكرية – الامنية، ودفعه نحو رئاسة الهرم من شأنها أن تخلق انعدام استقرار في مصر.

ودخل الى الجدال الجماهيري هذا الاسبوع د. مصطفى الفقيه، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، المقرب جدا من مبارك منذ ان كان في منصب "سكرتير المعلومات". وقرر الفقيه اختصار الطريق علنا في مسألة الخليفة.

وها هي خلاصة اقواله التي تدخلنا نحن ايضا في الدوامة: مجلس ممثلي الجمهور لانتخاب الرئيس القادم – لا. طالما بقي مبارك حيا (وحالته جيدة جدا كما يشدد الفقيه) فانه لا يعتزم اخلاء كرسيه. لمحمد البرادعي وعمرو موسى لا يوجد أمل في الحصول على المنصب. فالبرادعي ابتعد عن مصر عشرين سنة وليس لديه طريقا للوصول الى المؤسسات. عمرو موسى لن يتجرأ على تحدي خطة الجارور.

من يتبقى؟ نأتي بتصريحات السياسي القديم بالاقتباس الكامل: "سواء أعجبنا أم لا، فقط من يحظى بالتأييد الامريكي، فقط من لا تعارض اسرائيل تعيينه، يمكن أن ينتخب رئيسا قادما لمصر". بتعبير آخر: انتهى عصر علامات الاستفهام. واشنطن والقدس دخلا الى الصورة من خلف الكواليس، وهما تتدخلان بقوة في عملية رفع وادخال الخليفة الى المنصب بسلاسة.

باسلوب حاد وموضوعي يكنس المقرب الكبير احلام المتنافسين الاخرين. البرادعي تورط مع اسرائيل، وكذا عمرو موسى خرب على نفسه بهجماته اللاذعة. الاسرائيليون سيؤيدون، كما يشرح د. الفقيه، فقط من يبدو لهم كمواصل للطريق. صحيح أن جمال مبارك سيكون الرئيس الاول لمصر الذي لا يأتي من خلفية عسكرية – امنية (مصرفي واقتصادي في اختصاصه)، ولكن المؤسسة العسكرية – الاستخبارية – الامنية ايضا هي الاخرى ضمنت له الولاء، نوع من تحية الولاء لابيه، الرئيس.

هيكل لا يسلم بالاتجاه الذي يرسمه المقرب. اذا كان هذا ما سيحصل فهو يطلق الى الفم المفغور لوسائل الاعلام لماذا لا تخرجون هنا والان بعناوين رئيسة ومركزية عن جمال بصفته الرئيس القادم؟ منذ متى يوجد لاسرائيل موطىء قدم في القرارات الاكثر اهمية؟ من اعطى اسرائيل دور حارس بوابة قدس الاقداس؟

من زاويتنا لا مكان للاستنتاجات ولا توجد فروض منزلية. من يحتاجون الى ذلك يدرسون جمال. وهو نفسه سيحذر من الاقتراب الينا، كي لا يخدش من الداخل. هذه هي الخطة، هذا هو الرجل، المفاتيح في الداخل. ومع ذلك، كما يحذر ثعلب قديم عندنا، فان القصة لم تنتهي بعد.