خبر سلطات الاحتلال تبعد أسيراً من « الجهاد الإسلامي » إلى أسبانيا ومن ثمَّ للجزائر

الساعة 10:09 ص|19 يناير 2010

فلسطين اليوم : جنين

من سجن النقب الصحراوي، اقتادت قوات الاحتلال الأسير أكرم مصلح عنتير إلى "جسر اللنبي" في طريقه للمنفى تنفيذاً لقرار إبعاده، دون السماح لأسرته التي تقطن قرية برقين جنوب غرب جنين بوداعه.

واغرورقت عينا والدة الأسير عنتير بالدموع وهي تتلقى اتصالاً هاتفياً منه من الأردن حيث تسنى له لأول مرة منذ فترة مخاطبتها ووداعها، وتقول الوالدة :"علمت من وزارة شؤون الأسرى بإبعاد ابني ليستكمل علاجه في اسبانيا التي وافقت على استضافته وعلاجه وشعرت بحزن وألم وقلق على مصير ابني الذي رفض الاحتلال علاجه وبدل الإفراج عنه أبعد للمنفى".

وعبَّر المبعد أكرم لوالدته عن تأثره وحزنه لأنه أصبح يعيش منفياً بعيداً عن أسرته، ولكنه كما تقول والدته "انشغل في مكالمته في رفع معنوياتي، وحثي على الصبر والصمود لأنه لن يتخلى عن أمل العودة مهما طال الزمن".

الانتماء للجهاد الإسلامي

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت أكرم، كما تقول والدته "قبل عامين بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي ورغم عجزها عن إدانته بأي تهمة رغم ما تعرض له من تحقيق وتعذيب قاس في زنازين سجن "الجلمة"، حولته للاعتقال الإداري الذي جرى تمديده مرة تلو الأخرى رغم تدهور حالته الصحية".

وأضافت "في كل مرة كان المحامي يعترض على تمديد اعتقاله الإداري كانت المحكمة تخضع لطلب المخابرات الإسرائيلية بإبقائه رهن الاعتقال بذريعة وجود ملف سري يؤكد انه خطير على أمن الكيان لنشاطه الفاعل في حركة الجهاد الإسلامي".

معاناة المرض

وتفاقمت الحالة الصحية لأكرم خلال احتجازه في سجن النقب، كما تقول والدته بسبب ظروف السجن السيئة ورفض الإدارة علاجه، فابني كان  يعاني من عدة مشاكل صحية ولديه "بلاتين" في ظهره حيث يعاني من تقرحات في الجلد أدى لإصابته بمضاعفات حادة والتهابات شديدة بسبب ظروف الاعتقال السيئة.

وتابعت "أكرم أمضى فترة اعتقاله الإداري مريضاً وفي حالة صحية مزرية حيث رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه رغم حاجته الماسة لعدة عمليات جراحية، وجددت اعتقاله الإداري لمرات عديدة حيث بادرت وزارة شؤون الأسرى والمحررين لمتابعة وإثارة قضيته والمطالبة بالإفراج عنه لإنقاذ حياته بعدما أصبح طريح الفراش وعاجزاً عن الحركة من شدة الألم".

خلال ذلك ساءت الحالة الصحية لأكرم، وقالت والدته :"إن سلطات الاحتلال رفضت الاستجابة لطلب وزارة الأسرى التي قررت رفع قضية للمطالبة بالإفراج عنه، وبعد عدة مداولات وافقت سلطات الاحتلال على الإفراج عنه ولكن لخارج الوطن ورفضت السماح له بالعودة لبلدته والأراضي الفلسطينية".

وأضافت "في البداية رفضنا الفكرة لأن للإبعاد أبعاد خطيرة جداً ولكن أمام تدهور حالته الصحية، لم يكن أمامنا خيار آخر خاصة بعدما أكد الأطباء أن وجوده في السجن يعرض حياته للخطر".

ومنعت إدارة السجون لجنة طبية متخصصة من زيارة أكرم، وتقديم العلاج المناسب له رغم انه كما تقول والدته "أصبح طريح الفراش تفتك به مضاعفات المرض، وبعد اتصالات كثيفة مع عدة مؤسسات دولية وافقت الحكومة الاسبانية على استقباله وعلاجه".

المماطلة والتأجيل

ورغم إبلاغ سلطات الاحتلال بذلك استمرت في المماطلة لأكثر من 3 شهور - كما تقول الوالدة - بينما تفاقمت معاناة أكرم حتى وافقت ونفذت القرار مؤخراً، وأضافت أن "أكرم سيمكث لفترة علاج طويلة في أسبانيا تستغرق 3 سنوات لأنه بحاجة لعدة عمليات جراحية ولكن المؤلم انه بعد انتهاء رحلة العلاج لن يسمح له بالعودة للوطن ووافقت الجزائر على استضافته".

وناشدت والدة أكرم المؤسسات الإنسانية تبني قضية ابنها بعد علاجه للسماح له بالعودة لأسرته ووطنه.