خبر جدو... « الورقة الرابحة » للفراعنة

الساعة 02:19 م|17 يناير 2010

 

 

القاهرة/ يدين المنتخب المصري بتأهله الى الدور ربع النهائي في النسخة السابعة والعشرين من نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم المقامة في انغولا حتى 31 يناير، الى مهاجم الاتحاد السكندري محمد ناجي جدو الذي يعتبر ورقة رابحة عقد عليها مدرب الفراعنة حسن شحاتة امالا كبيرة في حملته نحو انجاز تاريخي يتمثل في الظفر باللقب القاري للمرة الثالثة على التوالي. ولفت جدو الانظار منذ مباراته الاولى في الكأس القارية عندما دخل بديلا لحسني عبد ربه، افضل لاعب في النسخة الاخيرة في غانا، ونجح في تسجيل الهدف الثالث الذي حسمت به مصر نتيجة مباراتها امام نيجيريا 3-1، وكرر جدو الانجاز ذاته في مباراة الامس امام موزمبيق عندما دخل مكان لاعب وسط الزمالك محمود عبد الرازق "شيكابالا" وسجل الهدف الثاني على طريقة اللاعبين الكبار من تسديدة "طائرة" وبطريقة نصف مقصية مانحا منتخب بلاده بطاقة الدور ربع النهائي.

 

وكان جدو عند حسن ظن مدربه شحاتة وجاء تسجيله الهدفين بمثابة رد "للمعلم" على كل من انتقد اختياره لمهاجم الاتحاد السكندري ضمن التشكيلة النهائية المشاركة في العرس القاري وفضله على اسماء رنانة ابرزها مهاجم الزمالك احمد حسام "ميدو" صاحب الخبرة الكبيرة في الملاعب الاوروبية ومع اعتى الاندية في القارة العجوز اياكس امستردام الهولندي وروما الايطالي، وزميله في نادي العاصمة عمرو زكي.

 

وأقامت وسائل الاعلام المصرية الدنيا ولم تقعدها عقب الاعلان عن تشكيلة المنتخب المصري الى انغولا وخصوصا اسم جدو على اعتبار "ان خبرته المتواضعة في الملاعب المحلية لن تمكنه من سلوك الادغال الافريقية" خصوصا ان المنتخب سيفتقد قوته الضاربة والمتمثلة في محمد ابو تريكة ومحمد بركات بسبب الاصابة ومحمد شوقي.

 

لكن جدو نفسه لم يتأخر في الرد على المنتقدين قبل العرس القاري، فبعد مباراته الدولية الاولى امام مالاوي (وديا 1-1) في القاهرة في 29 ديسمبر، سجل جدو اول اهدافه الدولية في ثاني مباراة ودية ايضا عندما احرز الهدف الوحيد في مرمى مالي في الدقيقة 65 في 4 يناير في دبي قبل السفر الى انغولا.

 

وعلى الرغم من ذلك، لم تقتنع الصحافة المصرية باختيار جدو وشنت حملة هوجاء على شحاتة في وقت اكد فيه الاخير انه بحاجة الى "مساندة شاملة من جميع مكونات الشعب المصري من اجل رفع معنويات لاعبيه المهزوزة عقب الفشل في تحقيق حلم 80 مليون مصر بالتأهل الى المونديال للمرة الثالثة في التاريخ والاولى منذ عام 1990".

 

وكان الرد قويا من "المعلم" شحاتة و"الواعد" جدو بعدما نجح الاخير في تسجيل هدفين غاليين رافعا رصيده الى 3 اهداف متتالية في المباريات الثلاث الاخيرة، فتحول من "هو غير مرغوب فيه الى بطل قومي" تتصدر صوره صفحات الصحف المصرية.

ويبدو ان جدو في طريقه الى تحقيق انجاز شخصي مع منتخب بلاده في هز الشباك، فهو نجح 3 مرات في 4 مباريات خلافا للامر مع ناديه حيث سجل 7 اهداف فقط في 44 مباراة.

 

وقال جدو في تصريح لوكالة فرانس برس "انا سعيد جدا بما حققته، لا أريد الدخول في جدال مع المنتقدين، لكني هنا من اجل مهمة وطنية وانا سعيد لقيامي بها على احسن وجه". وأضاف "الدفاع عن الوان المنتخب الوطني شرف كبير بالنسبة لاي لاعب، وانا فخور بذلك ومدين به الى الجهاز الفني الذي وثق في امكاناتي ومؤهلاتي على الرغم من قلة خبرتي، بالاضافة الى زملائي لانه لولاهم لما حققت ما حققته حتى الان"، معربا عن امله في مواصلة "هز الشباك، ليس من اجلي بل بغية تحقيق هدفنا الاسمى وهو الحفاظ على اللقب للمرة الثالثة على التوالي وتعويض خيبة امل المونديال".

 

واردف قائلا "نعرف جيدا ان احراز اللقب الافريقي لن يمحي فشل تصفيات كأس العالم لكنه على الاقل سيخفف من وطأتها. جئنا الى هنا مهزوزي المعنويات ومكسوري الخاطر، لم يكن أشد المتفائلين يؤمن بقضيتنا وقدرتنا على تحقيق هذه الانطلاقة القوية بسبب الغيابات الكثيرة في صفوفنا، لكننا اثبتنا ان المنتخب المصري قوي ومتماسك ومستمر في انجازاته وانتصاراته".

 

واكد جدو "فوجئت باستدعائي الى صفوف المنتخب للمشاركة في كأس امم افريقيا، قرأت ذلك على شبكة الانترنت. ولم أصدق". واعرب شحاتة عن سعادته الكبيرة بتألق جدو، وقال "انه لاعب واعد ينتظره مستقبل كبير، ما قام به حتى الان يعتبر انجازا، لانه من الصعب على اي لاعب احتياطي القيام بما فعله جدو، لكنه اثبت انه من اللاعبين الكبار وانه جدير بالثقة والمسؤولية التي وضعها فيه الجهاز الفني".

 

من جهته، قال المدرب العام شوقي غريب "جدو ورقة رابحة في صفوف مصر على غرار جميع اللاعبين الاحتياطيين، وانا متأكد من انه سيلعب دورا بارزا في صفوف المنتخب"، مضيفا "ليس هناك لاعب يقوم بما فعله جدو، لا أقول انه افضل لاعب في العالم، لكن المؤهلات التي يملكها تجعله مختلفا عن باقي اللاعبين، انه رائع فنيا ويعرف اين يتواجد ويشم رائحة الاهداف".

 

وبدأ جدو المولود في 30 اكتوبر 1983 مسيرته مع فريقه الاتحاد السكندري عام 2005، وهو مدد عقده معه في اكتوبر 2008 حتى عام 2012، علما بانه لعب فترة قصيرة على سبيل الاعارة مع ام صلال القطري، وسيدفع تألق جدو مع المنتخب المصري بالاندية الكبيرة في بلاده الى التنافس بشدة من اجل ضمه الى صفوفها خصوصا الاهلي والزمالك والاسماعيلي.