خبر نزهة الى الوسط العربي: ساعة سفر، عالم آخر..يديعوت

الساعة 09:34 ص|14 يناير 2010

بقلم: ارئيلا رينغل هوفمن

رجال الاعمال الذين صعدوا أول أمس الى الباص الذي نظمه الرئيس شمعون بيرس، فرحوا وابتهجوا. وبدوا مثل ابناء العاشرة في الطريق الى النزهة السنوية. لا شيء يذكر برحلة الى احدى الزوايا الاكثر اهمالا في اسرائيل 2010 – الوسط العربي. سافروا الى الشمال، التقوا ضمن امور اخرى في الناصرة مع شاب محلي روى كم من الصعب عليه ايجاد مكان عمل يناسب مؤهلاته واجتمعوا لتناول وجبة الغداء في المدينة. في النزهة، مثلما في كل نزهة، انفعلوا لاكتشاف بلاد غير معروفة: "هذه الزيارة"، قال هناك يوسي فاردي، "فتحت لنا عيوننا".

د. فاردي (68 سنة) ولد في البلاد وترعرع في البلاد. وهو رجل اعمال ناجح، له ارتباطاته واتصالاته، والشركة التي اقامها مع ابنه، ميرابيليس، التي طورت برنامج ICQ ، كانت بين الاوائل التي بيعت للامريكيين. 400 مليون دولار. فاردي كان مدير عام وزارة التنمية، مدير عام وزارة الطاقة، رئيس شركة النفط الوطنية. وادى منصب عضو في مجلس مدراء الشركات الرائدة في الاقتصاد الاسرائيلي، وعمل مستشارا للبنك الدولي ولخطة تنمية الامم المتحدة وتلقى ايضا جائزة رئيس الوزراء لمشروع الحياة في مجال التكنولوجيا العليا، جائزة الصناعة وجوائز اخرى. ولا يزال يحظى بالجوائز وهو يكتشف امورا جديدة.

يكتشف، في اطار يوم نزهة اجراه له ولرفاقه مقر الرئيس، ما يبكي عليه ابراهيم قاسم، ابن 31 من الطيرة، تعلم الفن المعماري ("لاسفي لم انهِ، ولكن على أي حال ما كان لاحد ان يشغلني")، منذ زمن طويل جدا. على اماكن العمل المغلقة في وجه الشباب العرب، وليس فقط في شركات التكنولوجيا العليا. على الجهد العبثي لتحطيم الجدران الزجاجية، اقتحام الطوق التشغيلي، ايجاد عمل مع امكانيات للتقدم والفرص لحياة مهنية شخصية. قبل ثلاثة ايام، مثلا دخل قاسم مع صديق له الى مجمع رعنانا التجاري. على باب احد المحلات الصقت يافطة، كان مكتوبا عليها بانهم يبحثون عن عامل بعد خدمة الجيش. فدخلا يفحصا الامر. بعد خدمة الجيش، قالوا لهما، هذه هي تعليمات الادارة.

في دولة اسرائيل يعيش قرابة مليون ونصف عربي، نحو 300 الف منهم يعيشون في شرقي القدس. 13.3 في المائة منهم عاطلون عن العمل. وهم يشكلون نحو 20 في المائة من السكان في الدولة، ولكن فقط 5 في المائة في اوساط العاملين في القطاع العام. في الشركات الخاصة الاعداد أدنى من هذا بكثير.

وهم يتعرضون للتمييز فيما يتعلق بفرز الاراضي للفرد الواحد، اقرار المخططات الهيكلية للبلدات التي يسكنون فيها، وفي فرز الميزانيات للصحة والتعليم وما شابه. "في دولة اسرائيل"، قال الرئيس بيرس في ذات الرحلة، "لا توجد سياسة تمييز، يوجد واقع تمييز". هذه صياغة مثيرة للاهتمام. لا بد أن من الممكن الاختلاف معها، ولكن حتى لو افترضنا انها صحيحة، وحتى لو كان واضحا بان النوايا التي تقف خلف هذه الرحلة في باص رجال الاعمال الاسرائيلي هي نوايا طيبة، فان الحل ليس هناك.

لا في العاملين الذين سيجندهم فاردي او احد ما من المسافرين الاخرين – شاي أون، دان بروبر أو نوحي دنكنر. ولا ايضا في المساهمة في المبادرات المحلية او باعطاء اولوية لاقامة المشاريع. هذا الباص، مع رجال الاعمال في داخله والمشاريع التي اقترحوها، يمكنه أن يكون تعبيرا عن ارادة طيبة، بادرة طيبة مناسبة، ليس اكثر من هذا. قطرة في بحر الاحتياجات.

ما الذي يمكنه أن يحدث التحول الحقيقي؟ الطاقة السياسية الكامنة فيها. لا مزيد لحل لثلاثين عامل في مشروع للتكنولوجيا العليا بل ضغط على المؤسسة الحاكمة، اشتراط التأييد لهؤلاء السياسيين او غيرهم بتحريك السياقات، بنشاط مرتب، منصوص عليه بالتشريع، في ظل فرز الميزانيات اللازمة. في ادارة متابعة مرتبة، في ظل رقابة متكررة. لا في فندق "غولدن كراون" في الناصرة لوجبة غداء، بل في الوزارات ذات الصلة في القدس. في الاماكن التي يمكن فيها التاثير بشكل حقيقي.

الحل للتمييز المتواصل في الوسط العربي لا يكمن في حملة مبيعات على نمط: اليوم فقط، اثنان بثمن واحد. ومن مثل شمعون بيرس، رئيس الجميع، يمكنه أن يقودها.