خبر محللون يستبعدون حدوث حرب جديدة.. ويؤكدون « التهديدات تهدف لإشاعة الخوف »

الساعة 10:39 ص|13 يناير 2010

محللون يستبعدون حدوث حرب جديدة..ويؤكدون "التهديدات تهدف لإشاعة الخوف ووقف المقاومة"   

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

من غير شك، فإن الملاحظ لحالة الشارع الغزي سيشعر بحالة من القلق والترقب تسود مواطنيه من حرب إسرائيلية جديدة قادمة على غزة لن تكون أسهل مما سبقها في أواخر عام 2008، الأمر الذي يثير تساؤلات عدة حول مغزى هذه المخاوف.

 

ولم يقتصر الأمر على إبداء خشية من هذه الحرب فقد ترافقها استعدادات بتخزين وتأمين المواد الغذائية والحديث المتكرر عن فصول وأشكال هذه الحرب، التي يقرنوها بما حدث في الحرب السابقة والتي مازالت آثارها باقية على المواطنين.

 

المحللون الفلسطينيون استبعدوا خلال أحاديث منفصلة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن تقوم إسرائيل باجتياح واسع لقطاع غزة وحرب كسابقتها، معللين هذه المخاوف إلى الإعلام الإسرائيلي الذي يحاول بث سمومه عبر الإشاعات التي يطلقها ويتناقلها الإعلام المحلي بسهولة حول الحرب، الأمر الذي يصنف ضمن الحرب النفسية ضد المواطنين والمقاومة.

 

لن تتكرر الحرب

فقد شكَك المحلل السياسي طلال عوكل، في أن تقوم إسرائيل بتكرار الحرب التي شنتها على قطاع غزة العام الماضي، كونها لا تريد العودة للقطاع وتعتبر نفسها مسئولة عنه، معتبراً أن ذلك سوف "يخرب" على السياسة الإسرائيلية كل محاولاتها السابقة لتؤكد أنها خرجت من القطاع.

 

وأضاف عوكل، أن إسرائيل انطوت على فضائح كبيرة بعد حربها على القطاع، من أهمها فضيحة تقرير جولدستون الذي فضح جرائمها في غزة، وأساء جداً لصورتها أمام العالم، حملت قيادات الحرب وجنرالاتها المسؤولية عن هذه الجرائم مما دفع الكثير منهم لعدم السفر للعديد من الدول بعد التهديد بمحاكمتهم.

 

وأشار عوكل، إلى أنه في حال قامت إسرائيل بحرب فسوف تكون بـ"أقل الأخطاء" والتي لا يمكن أن ينتج عنها "زيادة الطين بلة"، وقد تقوم بقصف لعدة مناطق تعتقد أنها تحوي أسلحة ورجال مقاومة، واغتيال، وقد يكون هناك توغل محدود لبعض المناطق كمحور "فيلديلفي" (صلاح الدين) والتي تعتبر منطقة للأنفاق التي تتخذها إسرائيل مبرر لتهديداتها. 

 

وفي ذات الوقت، اعتبر عوكل أن التهديدات بالحرب ليست مجرد تصريحات فقط، ولكن عملياً هناك عمليات عسكرية في بعض المناطق، لذا فالمهم هو أخذها بعين الاعتبار.

 

إشاعة الخوف فقط!

من ناحيته، أكد المحلل السياسي حسن عبدو، أن إسرائيل دولة عدوانية تتحين الفرصة للانقضاض على الشعب الفلسطيني أينما وجد، لكن في هذه المرحلة فهي تريد أن تشيع الخوف وتقوم بحرب إعلامية واسعة لإخافة الشعب الفلسطينية والمقاومة، لكن في الواقع ليس هناك وجود حرب قريبة بالشكل الذي حدث في العام الماضي، وذلك لعدم وجود أهداف ذات قيمة يمكن تحقيقها في قطاع غزة.

 

ورأى أن التهديدات بالحرب على غزة تأتي رداً على التحركات العربية والتشاور من أجل استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية للتأكيد أن إسرائيل عملياً لا تريد إعطاء الفلسطينيين أي حقوق سياسية.

 

أما في حال تنفيذ هذه التهديدات، فاعتقد عبدو، أن أشكالها ستكون بعمليات اغتيال، وتوغلات محدودة في بعض المناطق، وقصف لأماكن يمكن أن تقول عنها إسرائيل أنها تابعة للمقاومة.

 

مسؤولية الإعلام المحلي والعربي

وقال المحلل السياسي عبدو:"ليس هناك استعدادات للاحتياط تنبئ بحرب وشيكة، فالإعلام الإسرائيلي يعرف مدى مصداقيته لدى الطرف الفلسطيني لذا فهو يسرب أخبار تتناولها بطريقة سريعة الإعلام العربي والفلسطيني فتتحول إلى "فوبيا" تحقق من ورائها إسرائيل إشاعة الخوف لدى المواطنين، كذلك تهدف من ذلك ضبط سلوك المقاومة بما يتناسب مع الأمن والمصلحة الإسرائيلية".

 

وقد وافقهم عامر خليل المختص في الشأن الإسرائيلي، الذي استبعد حدوث حرب جديدة على قطاع غزة، مؤكداً أن إسرائيل تشعر بمأزق كبير بعد حربها الأخيرة، فرددت مقولة أنها حققت "عملية الردع في غزة".

 

وأضاف، تكرار الحرب على غزة لن تكون مسألة سهلة، وهو أمر يستبعد حدوثه، فهي تحاول تنفيذ حرب نفسية ضد شعبنا ومقاومته، لمحاولة وقف أي شكل من أشكال المقاومة.

                                     

تهدف لمعرفة ما تملكه المقاومة

وبين خليل، أن نقل الأخبار من الصحف الإسرائيلية أصبحت مسألة يومية، وعلى الإعلام المحلي إعطائها بعداً تحليلياً وبعداً آخر غير الذي يرد فيها الخبر، والتي تهدف من خلالها إلى استدعاء المواقف الأخرى، كمعرفة ما تملكه فصائل المقاومة.

                                                 

وأضاف، أن هذه الأخبار لا ترد وتنشر عبر الوسائل الإعلام الإسرائيلية اعتباطاً فهي تمر على الرقيب العسكري وأوساط أمنية، وهنا يمكن دور الإعلام العربي والمحلي بعدم تحويل هذه الأخبار لحالة من الخوف كما يحدث الآن في الشارع الغزي الذي يهيئ نفسه لحرب قادمة على القطاع.

 

وقال خليل:"لا يمكن أن تتحدث إسرائيل عن حرب على القطاع في وقت تتحدث فيه عن استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني وتوجيه ضربة لإيران".