خبر الخازوق التركي .. يديعوت

الساعة 10:39 ص|13 يناير 2010

بقلم: سمدار بيري

حقا لا يكفي الخازوق الذي اعددناه للسفير التركي. الان ينبغي استدعاء السفير الاردني (وهو بالذات دبلوماسي عاطف يعرفنا جيدا وبحكم رأيي يستطيبنا ايضا، ولكن ماذا يهم هذا؟) واعطائه ضربات على رأسه. يوجد ألف سبب وسبب لاجلاسه على أريكة منخفضة: فمنذ سنتين لم تزر هنا شخصية اردنية كبيرة؛ في البتراء يرفعون أسعار الدخول للسياح الاسرائيليين؛ سلطة الاثار الاردنية تتذكر فجأة بان تطالبنا بان نعيد لها الوثائق السليبة؛ وفي مظاهرات الشوارع في عمان يحرقون علم اسرائيل؛ سفيرنا يتعرض للتهديد؛ الاتحادات المهنية تقاطعه. فلماذا يشعر سفيرهم، علي العايد، مظلوما؟ لندعوه فورا ونصفعه على الرأس. ولا ننسى ان ندعو الكاميرات.

يمكن، بسهولة، ايجاد مائة سبب وسبب لان ندعو ايضا ياسر رضا السفير المصري. صحيح، سلاح الهندسة المصري يحفر بنشاط اساسات لحائط فولاذي يرمي الى اغلاق انفاق التهريب الى غزة. هذا جيد لاسرائيل ايضا. ولكن ما هو الحائط الفولاذي هذا مقابل الكاريكاتيرات اللاذعة عن رئيس الوزراء نتنياهو في صحف القاهرة ولماذا توقفوا هناك عن التشهير بليبرمان؟ أيتساوى طقس الاهانة مع التجاهل المتعمد لوزير خارجية اسرائيل؟

صحيح اننا أغلقنا حسابا مريرا وطويلا مع وزير الثقافة المصري، فاروق حسني، وافشلنا حلمه في الوصول الى منصب امين عام اليونسكو، ولكن كل الاتحادات المهنية المصرية، ولا سيما تلك التابعة لوزارة الثقافة، تقاطعنا. لندعو السفير ونصوره وهو يتلقى الصفعات. توجد فقط مشكلة فنية صغيرة: رضا، السفير المصري، طويل جدا، ورأسه قد يبرز ايضا حتى لو اجلسناه على الاريكة المنخفضة.

الاكثر سهولة هي الشقاق مع كل العالم. وأسهل من ذلك الشقاق مع سفراء الدول المجاورة التي تذكر علاقاتنا معها بورق شجر تتقاذفها رياح عاصفة. غزة تشتعل بقوة في عظامهم. السفير المصري (بسيوني أتذكرون؟) اخرجون من هنا بسبب قصف سلاح الجو في غزة، واستغرق الامر سنوات طويلة من الاستجداء الى أن اعادوه الى تل أبيب. وكذا السفير الاردني دفعوه الى اجازة احتجاج طويلة بسبب الحرب في غزة. فهل فكر احد ما بامكانية ان ينقل حضرة السفير التركي تقريرا مفصلا عن الاهانة بالبث الحي والمباشر وان يستدعيه وزير خارجيته الى تشاور ممزق للاعصاب في أنقرة؟ كيف نعيد سفيرا استدعي الى وطنه؟ ماذا نفعل بسفيرنا عندهم؟ أنطيره بمبادرتنا أم ندعهم يطيروه هم.

في أيام افضل كانت لدينا ممثليات دبلوماسية ومكاتب مصالح ايضا في قطر، في تونس، في عُمان، في المغرب وفي موريتانيا. في الايام الافضل اياها كان بوسع موظفي وزارة الخارجية ان يرفعوا الهاتف للبحرين، لابو ظبي ودبي. منذ الحرب في غزة بقينا مع ثلاث سفارات اسلامية، مع غضب متعاظم في الشارع العربي ومع كرامة وطنية مصابة عندنا. هذا هو الموجود، كما يقال، وليس بالضبط ما حلمنا به.

ولكن العلاقات مع تركيا مهمة. الرابط الاستراتيجي مع الاردن مجدٍ، مبارك هو "ح س" (حامي السلام) مع عض على الشفتين. سلسلة التعليم التي اجتازها السفير التركي لن تقمع حماسة رئيس وزرائه. كيف كنا سنرد لو ان وزارة الخارجية في أنقرة أجلست غابي ليفي، سفيرنا على اريكة منخفضة وصفعته  أمام عدسات الكاميرة. كيف كنا سنبدو في العالم بعد قضية الاريكة؟

صحيح، محظور الصمت اذا كان الطرف الاخر تجاوز الخطوط الحمراء. ولكن لا ينبغي ان ننسى بانه عندما يلقي طرف ما حجرا في ماء عكرة، فان الف حكيم من الطرفين لن يتمكنوا من اخراجه. ثمة على الاقل عشرة سبل للاعراب عن الاحتجاج ولا سيما اذا كان موجه الضربة لا يريد أن يحطم الاواني، فيتعرض بالذات الى ندبة عميقة من الشظايا.