خبر المتحدث باسم « سرايا القدس »: نعمل وفق تكتيك وردنا على العدوان الإسرائيلي قادم

الساعة 11:30 ص|12 يناير 2010

فلسطين اليوم : غزة

قال أبو أحمد، المتحدث الرسمي باسم سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، إن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لن تنجر للاستفزاز الإسرائيلي الأخير، مؤكدا أن «الفصائل تعمل الآن وفق تكتيك جديد يتلخص في عدم تمكين العدو من تحديد زمان ومكان المعركة، وإنما جعل زمام المبادرة في أيدينا».

ويرى أبو أحمد أن إسرائيل تريد جر الفصائل للرد على استفزازاتها حتى يكون ذلك مقدمة لشن عدوان جديد على القطاع، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن الرد على العدوان سيكون وفق ما تراه قيادة المقاومة مناسبا من ناحية الزمان والمكان.

ولا يستبعد أبو أحمد أن تقدم إسرائيل فعلا على شن عدوان جديد على غزة، لكنه يعتقد أن «الظروف المحيطة بالعدو، خصوصا بعض المواقف التي تدعوه لوقف الاستيطان ورفع الحصار والملاحقات التي تجري قضائيا لبعض قادته العسكريين والسياسيين ربما تجعل من الصعوبة بمكان قيامه بعدوان يشبه ما حدث في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي واقتصار الأمر على عمليات اغتيال وتوغلات جزئية كالتي نراها الآن».

 

وأكد أبو أحمد أن حركة الجهاد مستعدة لمواجهة أي عدوان جديد، مفاخرا بأن حركته تعلمت من الحرب السابقة الكثير، وقال إن أداء المقاتلين كان موضوعيا وفق الإمكانات المتوفرة وصعوبة المعركة وشراستها، هذا رغم أنه أقر بأن القوة التي تملكها الحركة تبقى متواضعة على المستوى العسكري، وقال «لسنا جيشا نظاميا، ولا نملك كثيرا من السلاح، ولكننا نملك القوة والعنفوان اللذين نستمدهما من إيماننا الراسخ بالله».

ووصف أبو أحمد فترة الهدوء المستمرة في غزة منذ نهاية الحرب بداية العام الماضي، بأنها «توافق داخلي بين فصائل المقاومة لإعطاء فرصة للمقاومة لترتيب أوراقها من جديد وصيانة وترميم قدرتها العسكرية التي تضررت بشكل ما أثناء العدوان، وأيضا إعطاء فرصة لأبناء شعبنا لتصحيح أوضاعهم واستعادة جزء من حياتهم الطبيعية التي فقدوها فترة الحرب».

وأضاف «هذا ليس عيبا أو خوفا أو هزيمة، بل على العكس، لا يمكن الاستمرار في القتال دون فترة راحة تتطلبها ظروف المعركة المفتوحة بيننا وبين العدو، ولكن كل هذا لا ينفي أو يلغي حق المقاومة في التصدي لأي عدوان أو توغل أو أي نشاط معاد ضد أهلنا في غزة والضفة».

وأقر أبو أحمد بأن إدخال السلاح إلى غزة أصبح مسألة صعبة جدا، متهما بعض العرب، الذين لم يسمهم، وإسرائيل بالتعاون لمنع إدخاله إلى غزة، ورفض أبو أحمد الحديث عن مدى القدرة الصاروخية للجهاد، لكنه لمح إلى أنها تحسنت كثيرا، بقوله: «فلننتظر ونر»، وقال الناطق باسم السرايا إن السلاح والمال يصلان الجهاد عبر «أبناء الأمة المخلصين».

وأكد أبو أحمد أن غالبية الدعم لا يأتي من دول بل من أشخاص وهيئات ومؤسسات في الخارج، وأوضح أن أكثر دولة تدعم الجهاد هي إيران، وأضاف «علاقتنا بإيران هي علاقة مبنية على الاحترام المتبادل كباقي علاقاتنا مع قوى المقاومة والممانعة في كل أرجاء المعمورة، فإيران من أكثر الدول التي تدعم المقاومة في كل مكان، وليس في فلسطين فحسب، ولها مواقف مشرفة يشهد بها القاصي والداني، ولذلك نحن نحترمها ونقدرها».

ووصف أبو أحمد الدعم الإيراني بأنه «مالي بالدرجة الأولى، ويوجه بالتحديد لأسر الشهداء والأسرى والمصابين، وللمشاريع الخيرية».

ولم يجب أبو أحمد عن سؤال حول ما إذا كان الدعم الإيراني يوجه لحماس بطريقة أفضل، وقال «أنا لا علم عندي بهذا، ولا أعلم بكم تدعم إيران حماس أو غيرها من قوى المقاومة».

ووصف أبو أحمد علاقة الجهاد بحماس في هذا الوقت بأنها على أفضل حال، رغم أنه أكد أن مجموعات من السرايا منعت من إطلاق الصواريخ في أوقات سابقة، إلا أنه قال إن ذلك لم يحدث بأوامر من جهة عليا في حماس.

وأكد أبو أحمد أن حركته اختلفت مع حماس عندما دخلت الانتخابات وعندما سيطرت على غزة، وقال «كنا ضد دخول الانتخابات التشريعية، وحماس دخلت، وكنا ضد الانقسام الداخلي، وقلنا إنه يجب حل المشكلات الداخلية بالطرق السلمية والحوار فقط، وكان لحماس رأي آخر في هذا الموضوع».

ومثلما وصف أبو أحمد علاقة حركته بحماس بأنها جيدة، وصف علاقة حركته بفتح والجماعات السلفية بالجيدة أيضا، وقال «علاقتنا مع فتح جيدة جدا كما هي علاقتنا مع جميع الفصائل الفلسطينية، فنحن قريبون جدا من أي طرف بقدر ابتعاده عن العدو، وبعيدون جدا عن أي طرف بقدر قربه من العدو، وعلى هذا نقيم علاقاتنا، وفتح كحركة مقاومة في الأساس لها تاريخ حافل ولا أحد يستطيع إنكار هذا التاريخ أو محوه من ذاكرة الأجيال».

وعن العلاقة مع الجماعات السلفية، قال «علاقتنا طيبة مع كل جماعة يكون هدفها الأساسي مقاومة المحتل والحفاظ على مصالح شعبنا وحمايتها، فنحن بحمد الله لا نعادي أحدا على الساحة الفلسطينية، وليس لنا أي مطمع في حكم أو سلطة».