خبر مفاوضات: الطرفان مسؤولان عن التقدم.. إسرائيل اليوم

الساعة 10:56 ص|12 يناير 2010

بقلم: يوفال بنزمان

(دكتور في بحوث النزاعات والبحوث الثقافية)

ان لم يكن الان، فبعد شهر او نصف سنة ستستأنف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيقول انه لم يتنازل عن مبدأ الا تكون شروط مسبقة للمفاوضات ولكن من المعقول ان يكون ملزما باعطاء ضمانات ما للامريكيين تظهر استعداده للوصول الى اتفاق دائم اما بالمقابل، فان رئيس السلطة  الفلسطينية ابو مازن لا بد انه سيجد السبيل الى ان يشرح كيف يعود الى طاولة المباحثات رغم ان حكومة اسرائيل لا تجمد تماما حقا البناء خلف الخط الاخضر. عمليا، الزعيمان، اللذان تسلقا على شجرتين عاليتين جدا ويبحثان اليوم عن السبيل للنزول عنهما سيبدآن المفاوضات حين يعرف جمهوريهما في الداخل وكذا المفاوض امامهما بأن "الخطوط الحمراء" لديهما هي مواقف اولية.

قد تنشأ للطرفين مشكلة مع الرأي العام الداخلي لديهما. فماذا سيفكر الجمهور الاسرائيلي عن نتنياهو الذي لم يوافق في الماضي على فكرة الدولتين وتراجع في خطاب بار ايلان؟ ماذا سيقول عن رئيس حكومته الذي ادعى قبل الانتخابات بأن لا شريك يمكن معه التوصل الى اتفاق دائم حقيقي واليوم يبذل كل جهد مستطاع كي يستأنف معه المحادثات؟

بالمقابل، السؤال المقلق من ناحية رئيس السلطة الفلسطينية هو ماذا سيفكر الجمهور الفلسطيني برئيس سلطته الذي قال انه دون تجميد كامل لكل المستوطنات لن يسمح بالمفاوضات؟

كيف سيتمكن ابناء شعبه من ان يقدروا قدرة زعيمهم على أخذ القرارات الحاسمة حين يشرح في كل مقابلة صحيفة بشكل اخر السبب في ان المفاوضات بينه وبين ايهود اولمرت لم تنجح؟

هل سيصدقونه في انه قادر بالفعل على قيادتهم دون ان يتملص في لحظة الحقيقة ودون ان يتراجع امام الضغط الدولي؟

غير ان هذا هو الوضع في كل مفاوضات سياسية مركبة. في كل مفاوضات تتغير المواقف الاولية للطرفين. المشكلة هي انه في حالة اسرائيل والسلطة الفلسطينية التصريحات على ألسنة الزعيمين اصبحت شرطا ضروريا. وكقوة التصريحات، هكذا، ظاهرا، حجم التراجع في الطريق الى طاولة المباحثات.

عمليا، منذ البداية المشكلة المشتركة لاسرائيل والسلطة الفلسطينية هي ان كلتيهما تعانيان من مشكلة ثقة في الطريق الى المفاوضات: حكومة اسرائيل تعتبر حكومة حقا غير مستعدة، راغبة وقادرة على الوصول الى اتفاق دائم. اما السلطة الفلسطينية فتعتبر كمن لا يمكنها على الاطلاق ان تملي اتفاقا على شعبها اذا ما تحقق مثل هذا الاتفاق.

وعليه، في هذه اللحظة، هذا الذي لا يستطيع وذاك الذي لا يريد يجب اولا وقبل كل شيء ان يفيا في الشرط الاول لكل مفاوضات: الاثبات بانهما يمثلان ما يدعيان تمثيله وان في وسعهما وفي رغبتها "ابرام صفقة" .

في هذه الاثناء، في الطريق الى المفاوضات، كل لحظة تمر وكل مرحلة "تبني الثقة" فقط تكثفان الاشتباه في شأن قدراتهما، وتخلقا شروطا تجعل من الصعب على المفاوضات ان تكون مثمرة.