خبر المرأة في غزة .. مديرة ناجحة

الساعة 11:02 ص|10 يناير 2010

المرأة في غزة .. مديرة ناجحة

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

اعتدنا عليها قوية وصابرة ومحتملة، تقف شامخة في وقت انحنى فيه الكثير، يعلو صوتها في حين صمتت الأفواه، إنها المرأة الفلسطينية التي تخرج من بين الصعوبات والمعاناة، جنباً إلى جنب الرجل، تودع الشهداء، وتشفي الجروح، وتربي الأجيال، وتدير أسرة يقوم عليها المجتمع بأكمله.

 

فالمرأة في قطاع غزة استطاعت أن تثبت جدارتها، وتكون قادرة على تدبير أمور منزلها، وتسيير حياتها وأبنائها في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، فمنهم من تدير مشروعاً صغيراً يدر ربحاً، وأخريات خرجن للعمل ولو كان بسيطاً، لتصبح المرأة كما يقول الكثير "أفضل مديرة مشروع".

 

العديد من النساء تحدث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، عن ظروف اقتصادية مررن بها ولكن استطعن أن يخرجن منها بقوة، فقط لأنهن يحاولن العيش بكرامة وسلام وفي ذات الوقت تلبية كل احتياجات المنزل.  

 

سمية النخالة تعمل في الدائرة الفنية في وزارة التربية والتعليم العالي، أن النساء أصبحت على قدر كبير من العلم ولديها القدرة الكافية على التفكير، وبالتالي يكون باستطاعتها إدارة المشاريع، بدءً من بيتها وترتيب شؤونه.

 

وأضافت النخالة، أن النساء أصبحن بحكم الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، يبحثن عن وسيلة ما لتدبير أمور منازلهن، الأمر الذي قد يضطرها للتفكير في عمل ما، أو مشروع صغير تديره من داخل منزلها تراه أفضل من الخروج منه.

 

ريم عايش صاحبة محل لتأجير بدل الزفاف والسهرة، تتفق مع النخالة في أن المرأة الفلسطينية تعد مديرة مشروع ناجحة خاصةً في منزلها، خروجاً إلى أماكن عملها، بدليل أنها تقوم بتربية أبنائها وتعليمهم وكذلك مواجهة كل ماتتعرض لها عائلتها من ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة.

 

وبينت عايش، أن الكثير من الرجال أصبحوا يعتمدون على النساء في إدارة المنزل بل يتركون لهن هذا الأمر، ثقة منهم أن الزوجة قادرة على النهوض بشؤون البيت وتدبيره، كما يعتمدون عليهن في عملهن الذي يعتاشون منه، مشيرةً إلى أن فرص المرأة في العمل قد تكون كبيرة.

 

ولكن اختلفت عايش عن سابقتها أن هناك نساء تجهل إدارة المنزل وتعتبر مبذرة، ويكون الرجل هو المسير لأمور المنزل.

 

ودعت عايش النساء للعمل في حال احتاجت إليه، كونه ينمي قدراتها الذهنية والعقلية ويساعدها في تسيير حياتها، ويجعل من اختلاطها أمراً يسهم في حل العديد من المشكلات التي قد تواجهها.

 

ومن قلب المشاريع، أكدت سماح الصفدي المسؤول المالي والإداري في الشركة الفلسطينية للإقراض والتنمية "فاتن"، على أن المرأة الفلسطينية قادرة على الانجاز بشكل كبير في حال أعطيت لها الفرصة المناسبة.

 

وبينت الصفدي، أن المرأة ينشط عملها خاصةً في مجال المشاريع العائلية التي باتت تنتشر بشكل كبير كإنشاء مصنع للخياطة، أو محل بقاليات، موضحةً أن سبب الإقبال على مثل هذه المشاريع هو الظروف الاقتصادية التي يعاني منها شعبنا.

 

وتعتقد الصفدي، أن المرأة قادرة على إدارة المشاريع بسبب حرصها الشديد على عائلتها وقربها من ظروف منزلها، وتعي جيداً أن مبلغاً من المال يجب أن يكفيها لمدة محددة، مشيرةً في ذلك الصدد إلى تجربة المرأة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة حيث كانت تتدبر أمورها رغم ما يحيطها من ظروف صعبة.

ونوهت الصفدي، إلى أن النساء اضطرت إلى التفكير في العمل وإدارة المشاريع وتدبير أمورها في بيتها للظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها شعبنا، فضلاً عن تغيير أنماط التفكير لدى المجتمع حول عمل المرأة وأهميته للأسرة.

 

كما أكدت، على أهمية الإعلام في توجيه الأنظار نحو ضرورة عمل المرأة، وزيادة نسبة التعليم لديها، فضلاً عن زيادة عدد المؤسسات النسوية والدورات التثقيفية التي تلقتها النساء ليصبح بعد ذلك قادرات على إدارة المشاريع.

 

أبو هاشم محيسن، يعيش هو وزوجته وأبنائه الستة في بيت إيجار ويعمل في إحدى الوزارات الحكومية، أكد أن زوجته أقدر منه على التصرف في شؤون المنزل، لدرجة أنه يعطيها كل راتبه وهي تقسمه على لوازم البيت، مشيراً إلى أن الحرب الأخيرة على غزة كانت تجربة صعبة في القدرة على تسيير أمور المنزل.

 

وأشار محيسن، إلى أن النساء بشكل عام تكون أعرف بما يدور في منزلها، وبمدخلات المنزل ومخرجاته، كما أنها من تعد الطعام، وأقرب إلى احتياجات الأبناء من ملابس وحاجيات أخرى، لذا تعد فعلاً مديرة البيت.