خبر « حماس » تجري اتصالات بالقاهرة للتهدئة: توقيع المصالحة سيتم في مصر قريبا

الساعة 05:35 ص|09 يناير 2010

فلسطين اليوم-الحياة اللندنية

أعلنت حركة «حماس» أنها أجرت اتصالات مع القاهرة خلال اليومين الماضيين لاحتواء التوتر الذي اعترى العلاقات بين الجانبين أخيراً بعد مقتل جندي من حرس الحدود المصري عند منطقة صلاح الدين الحدودية مع غزة برصاص أطلق من القطاع. واعتبرت أن ما جرى «سحابة صيف ستزول»، مشددة على أن هذه الأحداث «العابرة» لن تؤثر في دور مصر في تحقيق المصالحة الفلسطينية المتعثرة.

 

وقال لـ «الحياة» المستشار السياسي لرئيس حكومة غزة القيادي في «حماس» الدكتور أحمد يوسف، إن «اتصالات رسمية أجريت خلال اليومين الماضيين على المستوى الرسمي في الحركة وحكومتها مع مسؤولين وقيادات في جهاز الاستخبارات المصري» أكدت خلالها «حماس» أن ما جرى «سحابة صيف لن تؤثر في عمق العلاقات المتينة بين الجانبين». وشدد على أن ما جرى على الحدود «حادث فردي لا علاقة لحماس به لأن المنطقة الحدودية كانت في حالة توتر ولا نعرف مصدر إطلاق النار ولذلك شكلنا لجنة تحقيق»، مطالباً مصر «بتشكيل لجنة تحقيق من جانبها لأنه كان هناك إطلاق نار من الجانب المصري»، وهو ما تنفيه القاهرة.

 

وأكد يوسف أن «حماس معنية بأن تبقى العلاقات متينة وقوية مع مصر عنوان الكرامة للعرب لأن ما يجمعنا كبير جداً وشعب غزة يحفظ لمصر قدرها ومكانتها ونقدر جهودها ونأمل أن تكون مصر البوابة الرحيمة بأهل غزة، وإن كان بعض التصرفات أسيئ فهمه، فهذه سحابة صيف لأن مصر ستبقى عنواناً للأمة العربية».

 

وأضاف: «لو لم يكن هناك حصار، لتقبلنا فكرة الجدار الفولاذي كحق لمصر. لكن بناءه في ظل الحصار خلق نوعاً من التوتر الذي كان يستدعي التشاور حتى لا تبدو الأمور وكأن مصر تشدد الحصار على القطاع... هذه الأمور تُقبل من الأعداء، لكن أن تأتي من مصر يساء الظن لأن الأمن القومي المصري جزء من أمننا القومي».

 

ورأى أن هذا التوتر «سحابة صيف عابرة» لن تؤثر في ملف المصالحة الذي قال إن تحريكه ينتظر عودة رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان من واشنطن، مشيراً إلى أن «هناك أفكاراً لإنجاز المصالحة»، لكنه لم يوضح طبيعة هذه الأفكار. وقال: «هناك خطوة أخيرة تحتاج إنجاز صيغة تفاهم في شأن نقاط غابت عن ورقة المصالحة المصرية... مصر في المحطة الأخيرة لإنجاز المصالحة التاريخية، واقتربنا من توقيع المصالحة في القاهرة. وحين يعود الوزير سليمان، سيكون هناك نوع من الترتيبات لمكاتبات ومراسلات لدعوة كل الأطراف إلى مناقشة الخطوة الأخيرة».

 

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية المصرية النائب البريطاني جورج غالاوي الذي قاد قافلة «شريان الحياة 3» إلى غزة، «شخصاً غير مرغوب فيه»، وأنه لن يسمح له بدخول البلاد، فيما تترقب السلطات وصول أعضاء قافلة «شريان الحياة 3» وعدهم 520 فرداً لتوقيف 7 منهم اتهمتهم النيابة العامة بتدبير أحداث ميناء العريش الذي شهد مصادمات بين قوات الأمن وأعضاء القافلة أدت إلى جرح 29 ضابطاً وجندياً وعدد من أعضاء القافلة.

 

وجاء قرار القاهرة بعد تصريحات أدلى بها غالاوي لقناة «الجزيرة» القطرية أثناء وجوده في غزة على رأس قافلة «شريان الحياة 3»، وقال فيها إنه لا يسعده أن يذهب إلى مصر ولا يرغب في العودة إليها أبداً، وشن هجوماً لاذعاً على السياسة المصرية ووزارة الخارجية.

 

وقالت الخارجية المصرية في بيان أمس إن غالاوي «لم يجد بديلاً للخروج من غزة آمناً والعودة إلى دياره إلا من طريق مصر وفى حماية السلطات المصرية». وغادر النائب البريطاني القاهرة صباح أمس إلى لندن، وأبلغ في المطار بقرار اعتباره «شخصاً غير مرغوب فيه». لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن منظمي القافلة في بيان أن السلطات المصرية «طردت» غالاوي «بعد اجباره على الصعود إلى حافلة عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، ثم نقله إلى مطار القاهرة».

 

وكلّف النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود فريقاً من النيابة العامة في شمال سيناء بالتحقيق فى أعمال الشغب والمصادمات التي وقعت أخيراً بين أفراد قافلة «شريان الحياة 3» وقوات الأمن المصرية أثناء وجود القافلة في شمال سيناء، وتقدير الخسائر الناجمة عن الاشتباكات. وانتقل فريق التحقيق إلى ميناء العريش البحري لإجراء المعاينة اللازمة حيث حصر الخسائر، وهي «تحطيم 6 سيارات للشرطة وفقد خوذات ودروع تابعة للشرطة وتلفيات في الأثاث في مبنى ميناء العريش البحري إلى جانب إصابة 29 فرداً من الشرطة منهم 11 ضابطاً بين رتبة رائد ورتبة لواء».

 

واستمع فريق النيابة إلى أقوال المصابين في مستشفى العريش العام، «وأكدوا أنهم تعرضوا للرشق بالحجارة من أعضاء القافلة ما أحدث بهم إصابات متفرقة في الجسد تستلزم العلاج لمدة طويلة». وقررت النيابة ندب لجنة لتقدير قيمة الخسائر المادية التي لحقت بميناء العريش البحري ومعدات الشرطة، وطالبت بضبط 7 متهمين من أعضاء القافلة وردت أسماؤهم كمتهمين في أعمال الشغب.

 

وأوضح مصدر أمني أنه سيتم تكليف الشرطة بموجب قرار النيابة بترقب وصول أعضاء القافلة وإلقاء القبض على المتهمين السبعة. وأمهلت القاهرة أعضاء القافلة مهلة تنتهي صباح اليوم على أقصى تقدير للعودة إلى مصر من قطاع غزة عبر معبر رفح قبل إغلاقه.

 

وكان وفد من الفنانين السوريين عاد إلى الأراضي المصرية من غزة عبر معبر رفح بعد قضاء نحو 24 ساعة في القطاع للتضامن مع سكانه في الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي، كما عبر وفدان تركيان يضمان 26 شخصاً معبر رفح أمس من غزة. وقال مسؤول في المعبر إن الوفد الأول يضم 18 شخصاً من أعضاء البرلمان التركي برئاسة رئيس لجنة العلاقات الخارجية مراد مرجان، أما الوفد الثاني فيضم 8 من العاملين في وزارة الخارجية التركية. وكان الوفدان دخلا غزة الاربعاء الماضي.