خبر استفزازات في شرقي القدس..هآرتس

الساعة 12:08 م|08 يناير 2010

بقلم: أسرة التحرير

من خلف الضباب الذي يخلقه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول المبادرة المصرية – الامريكية الجديدة يمكن تشخيص الخطوط الرئيسة للصيغة المتبلورة لاستئناف المسيرة السياسية: مفاوضات سريعة لاقامة دولة فلسطينية تستند حدودها الى حدود 1967 (مع تبادل للاراضي) وعاصمتها شرقي القدس. وتبذل ادارة اوباما جهودا في الاونة الاخيرة لتجنيد دعم عموم عربي ودولي لهذه الصيغة واعادة اسرائيل والفلسطينيين الى طاولة المباحثات. مبعوث الرئيس جورج ميتشيل قال أول أمس انه سيكون ممكنا التوصل الى اتفاق دائم في غضون اقل من سنتين.     وفي هذه الاثناء يبقى في القدس رئيس الوزراء يتصرف كعادته. كلما خيل أنه يلوح تقدم في القناة الاسرائيلية – الفلسطينية، يرفع نتنياهو شرقي القدس على رأس فرحته. في عهد ولايته الاولى كانت احدى يديه توقع على اتفاق الخليل وتصافح ياسر عرفات في منتجع واي، في الوقت الذي وقعت فيه يده الاخرى على اسكان حي راس العمود باليهود والخطة لاقامة حي هار حوما على ارض صودرت من الفلسطينيين.

 

نتنياهو "الجديد" يتصرف بالضبط مثلما في ولايته السابقة. في خطاب بار ايلان في حزيران تبنى رئيس الوزراء حل الدولتين للشعبين. وفي تموز اعلن عن تأييده لمشروع البناء لعناصر من اليمين في نطاق فندق شيبرد في حي الشيخ جراح. وبعد ذلك نشر عن توسيع حي غيلو، وبعد زمن قصير صدر بيان عن عطاءات من وزارة البناء والاسكان لبناء 692 وحدة سكن في بسغات زئيف، النبي يعقوب وهار حوما. هذا الاسبوع علم أن هجمة البناء في شرقي القدس تصل الى قلب الاحياء العربية: مجلس بلدية القدس يحث خطة لعناصر يمينية لاسكان يهود في جبل الزيتون وفي شعفاط.

 

قرار الحكومة بالتجميد المؤقت للمستوطنات في الضفة الغربية وان كان ترافق مع اعلانات من رئيس الوزراء بان القيود لن تنطبق على شرقي القدس. الادارة الامريكية، وحتى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، فهما بانه لاضطرارات ائتلافية امتنع رئيس الوزراء عن التعهد عنا بالتجميد في العاصمة. ولكنهما توقعا بان يرد نتنياهو مبادرات عقارية حكومية في شرقي المدينة ويصد مساعي محافل يمينية لتثبيت حقائق قابلة للانفجار على الارض، بهدف التخريب على المسيرة السياسية.         التشجيع الذي يعطيه نتنياهو – حتى وان كان بالصمت – لجملة المخططات الحكومية، البلدية والخاصة لـ "تهويد شرقي القدس" يضع في شك كبير دعواته الحماسية لاستئناف المحادثات مع الفلسطينيين. فتسريع البناء الاسرائيلي في شرقي المدينة، والتي ترى الاسرة الدولية فيها عاصمة فلسطين المستقبلية، يفسر كاستفزاز يرمي الى تخريب المفاوضات حتى قبل ان تبدأ. ومثل اسلافه وافق نتنياهو ايضا على البحث في مكانة القدس كجزء من التسوية الدائمة. ولكن افعاله على الارض تحبط كل حل وسط ممكن، تعمق النزاع في المدينة وتحطم فرص تحقيق حل الدولتين.