خبر التفكجي: نشاط استيطاني محموم في القدس المحتلة « لتفتيتها »

الساعة 08:00 ص|08 يناير 2010

 فلسطين اليوم-الوطن السعودية

كشف الخبير الفلسطيني في الاستيطان ومدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي, في تصريحات لـ "الوطن", أن الحكومة الإسرائيلية تسعى بشكل محموم حاليا لمنع أي إمكانية لقيام عاصمة للدولة الفلسطينية في القدس الشرقية وذلك من خلال تحويل الأحياء الفلسطينية في المدينة إلى جزر متناثرة محاطة بالمستوطنات الإسرائيلية.

 

وأكد التفكجي أن الاستيطان الإسرائيلي ينشط حاليا في كل الاتجاهات في القدس الشرقية, وأن الهدف النهائي الذي تسعى إليه الحكومة الإسرائيلية هو أن تكون القدس الشرقية تماما مثل يافا وحيفا. وتابع" إنهم عمليا يفتتون الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية ويحولونها إلى جزر متناثرة كما حدث في يافا وحيفا وعكا وعندها سيقولون, نحن آسفون لا توجد إمكانية لعاصمة فلسطينية في القدس الشرقية فابحثوا عن مكان آخر لها".

 

وأضاف "جار العمل الآن على تحقيق 4 مبادئ وهي تفتيت وتطويق وتهويد وديمغرافيا، تفتيت بمعنى تفتيت الأحياء الفلسطينية وعزلها عن بعضها البعض وتحديدا بلدة القدس القديمة عن محيطها، وتطويق بمعنى تطويق الأحياء الفلسطينية بالمستوطنات وتهويد بمعنى جعل القدس الشرقية مع الغربية عاصمة لدولة إسرائيل اليهودية، وديمغرافيا بمعنى الحد قدر الإمكان من عدد الفلسطينيين في مدينة القدس الشرقية لصالح أغلبية مطلقة لليهود".

 

وقال التفكجي "لقد وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون مخطط البوابات الاستيطانية الـ 26 في القدس الشرقية في عام 1991, وما يجري حاليا هو وضع هذه الخطة موضوع التنفيذ فجميع المشاريع الاستيطانية التي يجري تنفيذها الآن هي حقيقة جزء من مخطط البوابات لمنع أي إمكانية لقيام عاصمة للدولة الفلسطينية في القدس الشرقية, وهذا ما تنفذه الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو من خلال بلدية الاحتلال في المدينة برئاسة نير بركات".

 

وأشار التفكجي إلى أن الحكومة الإسرائيلية تندفع لتنفيذ هذه المشاريع الاستيطانية أيضا بسبب الديمغرافيا إذ إن القرار الإسرائيلي الذي صدر مطلع السبعينات كان بإبقاء الفلسطينيين بحدود نسبة 20% من عدد السكان في القدس بشطريها الشرقي والغربي غير أن نسبة الفلسطينيين تزداد ووصلت إلى قرابة 33% وهو ما يقلق الحكومة الإسرائيلية التي تسعى لخفض أعدادهم الآن إلى ما دون 20%.

 

وأوضح أن تقليص أعداد السكان الفلسطينيين في المدينة أخذت أشكالا عدة منها سحب الهويات بمعنى طرد الفلسطينيين بشكل هادئ من المدينة وهدم المنازل والامتناع عن إصدار تراخيص بناء, إضافة إلى الملاحقات الضرائبية فضلا عن إقامة الجدار الذي عزل عشرات آلاف الفلسطينيين المقدسيين عمليا عن مدينتهم, وبموازاة ذلك يجري منح كل الامتيازات من أجل تشجيع اليهود على الانتقال إلى القدس, كما يجري التخطيط لإقامة 14 ألف وحدة استيطانية في القدس الشرقية في الفترة ما بين عامي 2010 و2015 فضلا عن إقامة 48 ألف وحدة استيطانية في عام 2020.