خبر جماهير المنتخب المصري منقسمون بين التفاؤل والتشاؤم

الساعة 05:51 م|07 يناير 2010

 

 

القاهرة/ في الوقت الذي يستعد فيه المنتخب الوطني المصري لكرة القدم لمغادرة القاهرة الخميس 7-1-2010 في بداية حملة "الفراعنة" للدفاع عن اللقب الإفريقي تتباين انطباعات المصريين عن صورة منتخبهم وماذا سيحقق بأنغولا في البطولة التي تحمل الرقم 27.

 

وتغلب النظرة التشاؤمية على التفاؤلية في ظل الظروف الصعبة التي تحيط بالمنتخب قبل البطولة وأخطرها الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا وخطف ثعالب الصحراء الجزائريين بطاقة التأهل من المصريين في المباراة الفاصلة الشهيرة بأم درمان السودانية وبهدف الرائع عنتر يحيي الذي سيظل محفوراً في ذاكرة المصريين لسنوات طويلة مثل هدف المصري حسام حسن الذي لا زال محفوراً في ذاكرة الجزائريين منذ عام 1990 وحتى الآن.

 

5 نقاط تبعث على التشاؤم

 

فشل "الفراعنة" في التأهل لمونديال 2010 زاد من نسبة المتشائمين في مصر بأن فريقهم لن يحقق البطولة ولن يحافظ على اللقب في أنغولا لإصابة العديد من نجوم المنتخب باليأس والإحباط ولن يقدموا على أرض الملعب ما كان يمكن أن يقدموه لو صعدوا إلى المونديال.

 

المشكلة الثانية التي زادت حجم التشاؤم غياب بعض العناصر الأساسية والأعمدة الرئيسية التي ساهمت في تحقيق بطولة 2008 بغانا وعلى رأسهم صانع الألعاب والهداف محمد ابو تريكة والمهاجم عمرو زكي للإصابة ومحمد شوقي المحترف في مدلسبرة الإنكليزي لعدم مشاركته مع فريقه فتم استبعاده من المنتخب وقد حاول المدير الفني حسن شحاته إيجاد البدائل لهؤلاء الغائبين لكن الجماهير المصرية ترى أن الثلاثي الغائب لا يمكن تعويضه ولن يكون شيكابالا وحسام غالي ومحمد ناجي جدو أفضل من ابوتريكة وشوقي وعمرو زكيز المشكلة الثالثة التي واجهت الجهاز الفني بقيادة حسن شحاته هي استبعاد أحمد حسام "ميدو" وحازم إمام نجما الزمالك مما اغضب قطاعات كثيرة من الجماهير الزملكاوية الذين انتقدوا شحاتة واتهموه بأنه يُصفي حساباته مع ميدو منذ الحادثة الشهيرة في بطولة 2006 عندما اشتبك ميدو مع شحاتة عندما أخرجه من الملعب ونزل بدلاً منه عمرو زكي.

 

المشكلة الرابعة التي دعت الجماهير المصرية إلى التشاؤم أن المباراة الودية الأولى مع مالاوي والتي انتهت بالتعادل 1-1 بالقاهرة زادت حجم التشاؤم والخوف على المنتخب الذي ظهر مفككاً وغير متجانس وهزيل وتساءل المصريون ماذا سيفعل منتخبنا مع نسور نيجيريا في افتتاح مبارياتنا بالمجموعة الثالثة يوم 12 كانون الثاني (يناير) وحاول الجهاز الفني تبرير سوء المستوى بكثرة التغييرات التي أجراها خلال المباراة حيث أشرك فيها 23 لاعباً بهدف اكتشاف مستوى اللاعبين قبل اختيار القائمة النهائية.

 

جعفر: ضعف المستوى.. خلق الخوف

 

ويرى المدير الفني السابق للمنتخب المصري والحالي لطلائع الجيش فاروق جعفر أن جماهيرنا متخوفة من نتائج المنتخب في أنغولا لضعف المستوى وعدم الانسجام بين اللاعبين في المباراتين الوديتين مع مالاوي ومالي رغم ضعف مستوى الفريقين مضيفاً "حتى وإن ظهر منتخبنا بصورة أفضل نسبياً أمام مالي ولغياب أهم العناصر الرئيسية خاصة ابو تريكة وعمرو زكي ومحمد شوقي ولكبر سن بعض العناصر الرئيسية الأخرى وانخفاض مستواهم في الفترة الأخيرة سواء في مباراتي الجزائر أو مع أنديتهم في الدورى والإحباط الذي سيطر على معظم اللاعبين الأساسيين نتيجة عدم التأهل إلى المونديال ولضعف مستوى المهاجمين وعدم خبرتهم وتراجع مستوى المهاجم الأساسي عماد متعب كما أننا سنبدأ البطولة باللقاء مع أقوى فريق في المجموعة الثالثة وهو الفريق النيجيرى فإذا جاءت البداية غير جيدة فسيؤدي ذلك إلى اهتزاز المنتخب وتوتر لاعبيه وجهازه الفني في المباراتين الباقيتين مع موزمبيق وبنين مما يضع الفريق تحت ضغط عصبي رهيب".

 

المشكلة الخامسة التي تواجه حامل اللقب في أنغولا أن المنتخبات المنافسة ستلاعب الفراعنة بصفتهم أبطال افريقيا للدورتين الماضيتين وستعمل ألف حساب لهذه المواجهات وجميعهم يطمعون في إلحاق الهزيمة بالبطل أو على الأقل التعادل معه حتى موزمبيق وبنين ولا ننسي أن موزمبيق اطاحت بالمنتخب العربي الكبير تونس من كأس العالم بالفوز عليه 1- صفر في آخر مباراة بالتصفيات مما فتح المجال لنيجيريا للعبور للمونديال العالمي وبنين سبق لها التعادل مع مصر 3-3 في تصفيات كأس العالم 2002.

 

المتفائلون مستبشرون باللقب

 

إذا تركنا المتشائمين ورصدنا المتفائلين فسوف نجدهم يتوقعون وصول منتخبهم إلى المربع الذهبي على الأقل ومبعث تفاؤلهم كما يعتقدون أن رجال المنتخب يظهرون عند الشدائد وأن هذا الجيل الذي فشل في الصعود للمونديال سيقاتل من أجل تعويض ما فاته في المونديال من خلال البطولة الأفريقية وليحقق إنجازاً لم يسبقه إليه أي منتخب وهو الفوز بالبطولة القارية للمرة الثالثة على التوالي وللمرة السابعة منذ انطلاق البطولة عام 1957.

 

وسيحاول بعض اللاعبين الجدد إثبات وجودهم وتأكيد أنهم ليسوا أقل من النجوم الغائبين وسيحاول بعض النجوم جذب أنظار سماسرة الأندية الأوربية لهم خاصة المهاجم عماد متعب.

 

وارتفعت نبرة المتفائلين بعد المباراة الودية الثانية والأخيرة أمام مالي بالإمارات مساء الاثنين الماضي والتي فاز فيها المنتخب المصري بهدف محمد ناجي جدو وظهر الانسجام في صفوف الفريق خاصة في الشوط الأول الذي لعب فيه حسن شحاته بـ90 في المئة من التشكيل الأساسي الذي سيبدأ به لقاء نيجيريا.

 

ويرى المتفاءلون أن نفس الأجواء الصعبة أحاطت بالمنتخب المصري في البطولات الثلاثة التي فاز بها عام 1998 تحت قيادة محمود الجوهري المدير الفني والذي خرج قبل السفر إلى بوركينا فاسو ليقول أن منتخبنا سيحصل على المركز الـ13 وطار المنتخب إلى هناك وسط إحباط جماهيرى لا مثيل له ليحقق المفاجأة تلو الأخرى ويعود بكأس البطولة في مفاجأة مدوية.

 

طه إسماعيل: قوة "الفراعنة" تدعونا للتفاؤل

 

الخبير الكروي الدكتور طه اسماعيل يؤكد لـ"العربية.نت" أن التفاؤل لدى الجماهير المصرية بالمنتخب يرجع إلى قوته رغم الظروف الصعبة التي مر بها وقال: "لم يفقد المنتخب المصري التأهل إلى كأس العالم بسهولة بل قاتل اللاعبون حتى آخر مباراة ووصلوا إلى لقاء فاصل خسروه بهدف واحد كما أنه يدخل بطولة أنغولا وهو حامل لقب البطولتين الماضيتين ويجيد في البطولات المجمعة اكثر من إجادته في بطولات وتصفيات الذهاب والإياب".

 

وأشار إسماعيل إلى أن لاعبي المنتخب المصري لديهم حس كبير بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم، وأضاف "اللاعبون لديهم الدافع لتعويض عدم الصعود للمونديال وإثبات أنهم أحد الأجيال الرائعة للكرة المصرية ولإسعاد جماهيرهم التي لم تهاجمهم رغم عدم وصولهم للمونديال ولأن جميع اللاعبين المشاركين في البطولة وليس لاعبي مصر فقط يدخلون مثل هذه البطولات لتقديم أفضل مستوى لديهم لجذب أنظار السماسرة لمن لم يحترف ولرفع سعر المحترف بالفعل وانتقالة لنادي أشهر وأقوي وزاد تفاؤل جماهيرنا بعد المستوى المطمئن الذي قدمه الفريق أمام مالي في الإمارات عكس المباراة الأولى مع مالاوي بالقاهرة والتي أدت إلى قلق وتشاؤم الكثيرين رغم أن كل هذه مباريات تجريبية ولا يمكن أن تكون مقياساً حقيقياً لمستوى المنتخب في البطولة".

 

وكان المنتخب المصري تعرض لهزائم ودية متعددة قبل مشاركتة في بطولة 2006 تحت قيادة المدير الفني حسن شحاتة ورغم أن البطولة أقيمت على أرض مصر إلا أن بعض التوقعات كانت تستبعد فوز أصحاب الأرض بالبطولة وإذا بحسن شحاتة ولاعبيه يحطمون كل التوقعات وبمساندة الجماهير فازوا بكأس البطولة.

 

واحاطت ظروف صعبة بالمنتخب قبل بطولة 2008 وقدم الفريق مستويات متواضعه وتعرض لهزائم ودية قبل السفر ولم يكن مرشحا للقب وإذا به يحطم كل التوقعات كالعادة ويعود بكأس البطولة وسط أفراح مصرية لم يسبق لها مثيل لأن الفوز جاء عن جدارة واستحقاق بمستوى متميز وعروض رائعة ونتائج مدوية ليحصل على اللقب بفضل الهدف الشهير للنجم الكبير محمد ابو تريكة.

 

أيقونة النجاح

 

وأكد عضو الاتحاد المصري حازم الهواري أن التفاؤل والتشاؤم موجود في كرة القدم وقال: "كثيراً ما كان الجمهور واللاعبون يتفاءلون بي عندما أكون رئيساً للبعثة ولي طقوس معينة كنت أقوم بها في غانا".

 

وأشار الهواري إلى أن لاعبي المنتخب المصري مهتمون بالفوز بهذا اللقب، وقال: "ما أريد التأكيد عليه أن لاعبينا وجهازهم الفني يضعون هدفاً واحداً أمامهم وهو إسعاد جماهيرهم وتعويضهم ولو قليلا عن عدم التأهل للمونديال بالفوز بكأس الأمم الأفريقية ونحن كاتحاد كرة نثق في إمكانيات منتخبنا ورجولة لاعبينا وكفاءة جهازنا الفني وحرصهم علي سمعة بلدهم وبأنهم سيحققون نتائج جيدة وأطالب الجماهير المصرية والعربية بدعمهم حتى يجتازوا المباريات الصعبة خاصة لقاء نيجيريا ويعودون للقاهرة بكأس البطولة".

 

"العربية نت"