خبر الشباب الفلسطيني في غزة.. عزوف عن الزواج.. وبحث عن العمل بلا جدوى

الساعة 03:26 م|07 يناير 2010

فلسطين اليوم – "خاص"

إن المراقب للوضع الفلسطيني وما آل إليه وضع المواطنين في الأراضي الفلسطينية بشكل عام وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، يتيقن أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه سكان القطاع، يهدم كل الأحلام الفلسطينية بالعيش حياة كريمة والتخطيط لمستقبل أفضل.

 

الحصار الصهيوني المفروض على القطاع والذي يجد فيه المواطنون في غزة عائقاً وجداراً منيعاً يحول بينهم وبين تحقيق أحلامهم والتخطيط لأهداف قد تبني مستقبلاً واعداً.

 

الزواج والذي يعتبر أحد أساسيات الحياة لكل شاب، لكي يكمل نصف دينه كما يقال أصبح حلماً بعيد المنال في قطاع غزة، حيث يرجع الشباب أسباب عزوفهم عن الزواج إلى الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع أسعار السلع في الأسواق، بالإضافة إلى غلاء المهور.

 

الشاب محمد نصر من سكان حي الزيتون شرق مدينة غزة قال لـ"فلسطين اليوم" إنه أنهى دراسته الجامعية ويعمل الآن محاسب في إحدى الشركات الخاصة، ويرغب في الزواج والاستقرار إلى أنه وكما يقول:" يعمل ألف حساب قبل أن يقدم على هذه الخطوة" فهو يعلم جيداً أن تكاليف الزواج باهظة جداً، ولا يقدر عليها، وهو ما دفعه إلى العزوف عن الزواج حتى الآن.

 

أما المواطن حسين عبد العاطي أحد العمال في القطاع، يقول إنه تقدم لخطبة إحدى الفتيات قبل عام، وبعد مرور 6 أشهر على خطوبته، بدأ تلويح أهل العروس بضرورة إتمام الفرح في أسرع وقت، متجاهلين بذلك الوضع الاقتصادي الذي يمر به عريس ابنتهم، وهو كما يقول :" كان يعمل ليل نهار لكي يلبي رغبات خطيبته واحتياجاتها، ويحاول أن يدخر المال الذي سيجهز به منزل الزوجية، وتكاليف الفرح.

 

ويضيف عبد العاطي أن وضعه المالي الصعب اضطره إلى ترك خطيبته، بعدما عجز عن تلبية متطلبات الزواج، وهو اليوم لا يفكر في الزواج إطلاقاً.

 

هذا هو الحال فيما يتعلق بالشباب الغزي الذي يجد عملاً له في القطاع، فكيف حال من لم يجد عملاً؟؟ سؤال طرحناه على عدة شباب عاطلين عن العمل التقينا بهم في أحد المقاهي في مدينة غزة.

 

الشباب قالوا إنهم لا يدخرون جهداً عن البحث عن عمل ولو بمبلغ زهيد يستطيعون من خلاله تلبية احتياجاتهم، ولكن بلا جدوى، لا عمل في غزة، وكل ما نستطيع فعله اليوم، هو المراهنة على تحسن الوضع الاقتصادي وفتح المعابر، والحدود،  لكي تعود ورش الحدادة والنجارة، والقطاعات الأخرى للعمل من جديد، حينها يمكن أن نجد لأنفسنا مكاناً نستطيع أن نعمل فيه.

 

وحول ما إذا كان لديهم نية للإقدام على الزواج، حتى ولو مستقبلاًَ:" أنهوا حديثهم معنا بإجابة فيها سخرية من واقع سئموا العيش فيه فكان ردهم:" إحنا قادرين نطعم أنفسنا لما نجيب بنات الناس عندنا".