خبر القبضة الحديدية لمبارك.. هآرتس

الساعة 12:44 م|07 يناير 2010

بقلم: تسفي بارئيل

"لن تفرض أي قافلة موقفها على مصر"، صرح الاسبوع الماضي الناطق بلسان وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، فقد كان هذا عندما رفضت مصر طلبا من منظمي القافلة اجتياز الحدود من ميناء العقبة الى النويبعة، وأجبروها على رفع كلفة رحلتها كثيرا – بالعودة عبر سوريا ومن هناك الى العريش. وأمس استعرضت مصر بقوة شديدة تصميمها على ان تقرر بنفسها من يدخل الى غزة، كيف ومتى. المعالجة بالقوة لقافلة المساعدات ليست منقطعة عن القرار المصري  لاقامة الجدار الحدودي، الذي يرمي الى سد مسارب التهريب عبر الانفاق. ورغم الانتقاد الجماهيري في مصر وفي دول عربية اخرى، بما في ذلك حرق صور مبارك واتهامه بالتعاون مع اسرائيل، تجتهد مصر لان تبث بانها ليست الحلقة الضعيفة في مثلث فتح – حماس – مصر.

الموقف المصري لا ينبع من الرغبة في مساعدة الاغلاق الاسرائيلي او حتى للاستجابة فقط للطلب الامريكي لمنع التهريب، فهو موجه لان يري حماس وسوريا على حد سواء بانه مثلما يوجد في يدها القوة لفتح المعابر كما تشاء وهكذا تزيل الاغلاق فان بوسعها ايضا ان تلي ذراع حماس. ولمصر سبب وجيه لعمل ذلك بعد أن رفضت حماس التوقيع على اتفاق المصالحة الذي اقترحه المصريون ووقع عليه رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن). وتوضح مصر بذلك لسوريا ايضا بان ليس لها معها حوار وذلك لان السيطرة على قرار حماس لن تكون من الان فصاعدا محصورة بيد دمشق او ايران، وان مصر تسيطر على رافعة اقتصادية شديدة القوة.

مصر معنية باتفاق مصالحة بين فتح وحماس وتتطلع الى تشكيل حكومة وحدة فلسطينية. وقد اوضحت لحماس ولعباس بانه اذا ما نشأت مثل هذه الحكومة الموحدة فانها ستدعمها اساسا لانها لا تريد أن تكون مسؤولة عما يجري في القطاع. ولكن القاهرة ملت من تسويف حماس ومن أن لايران مكانة مقررة في مجال كانت مصر تسيطر فيه حتى وقت أخير مضى. وتحظى مصر في ذلك باسناد من السعودية التي طرحت يوم الاحد الماضي انذارا على رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل كي يقرر اذا كان لا يزال يدير منظمة عربية ام منظمة تخضع لـ "رعاية جهة اجنبية" – أي ايران. ومهما يكن من أمر، الى ان توقع حماس على اتفاق المصالحة ستواصل مصر "العمل في اطار صلاحياتها السيادية" مثلما يصرح الناطقون الرسميون بلسانها، أي التمسك ببناء الجدار ومنع المساعدات، باستثناء المساعدات الانسانية.

غير أن المصالحة هي فقط واحد من شرطين تطرحهما مصر لفتح المعابر. الشرط الاخر يتعلق بصفقة شليت. هنا أيضا ترى مصر نفسها وصية على دفع الصفقة الى الامام وهي تتطلع الى تقليص قدرة حماس على المناورة. وحسب الناطق بلسان جارجيتها فانه "اذا نجحت صفقة شليت واذا وقعت حماس على اتفاق المصالحة مع فتح، وهما الموضوعان اللذان بذلت فيهما مصر جهودا لا تكل ولا تمل، فانهما كفيلان بان يؤديا الى رفع الاغلاق عن غزة بشكل مطلق وفتح المعابر".