خبر كل الشعب جيش.. اسرائيل اليوم

الساعة 12:37 م|07 يناير 2010

42 سنة على تمديد الخدمة العسكرية

بقلم: يوسي بيلين

حصل هذا قبل 42 سنة بالضبط . في 10 كانون الثاني 1968 تقرر تمديد الخدمة الالزامية في الجش الاسرائيلي لثلاث سنوات. أنا وحظي.

عندما تجندت كان مدى التجنيد للجيش سنتين وشهرين. بعد ثلاثة اشهر من ذلك تقرر تمديد الخدمة لسنتين ونصف. حسنا. وعندها اندلعت حرب الايام الستة واعتقدنا ان هذه هي الحرب الاخيرة. حقا اعتقدنا ذلك. من كان يمكنه أن يصدق بانه يمكن تحقيق ردع أكبر من الحاق الهزيمة بكل جيوش جيراننا في اقل من اسبوع؟

لا أزال أذكر الاحاديث بيننا، في لواء 8 الذي شارك في احتلال سيناء واحتلال هضبة الجولان معا: أقنعنا الواحد الاخر بان الان سيعيدون مدى الخدمة الى سنتين وشهرين بل وربما يقلصون مدى الخدمة الى سنتين. فهم لن يحتاجونا كثيرا...

* * *

وعندها فهمنا بان احدا ما يحتاج ايضا لان يحتفظ بمناطق حجمها كان ثلاثة اضعاف مساحة اسرائيل التي عرفناها وان حرب الاستنزاف مع مصر ليست لعبة اطفال. والبيان لم يتأخر في الصدور: الخدمة في الجيش الاسرائيلي ستمدد الى فترة لم تصلها ابدا من قبل: ثلاث سنوات كاملة.

صحيح، نصف السنة الاخيرة هي مؤقتة وكانوا يسمونها رسميا خدمة نظامية اضافية. ولما كان هذا موضوعا مؤقتا وعابرا فقد حصلنا على مقابل لقائها: 150 ليرة في الشهر، وفي الاجمال: 900 ليرة اسرائيلية، عدا ونقدا.

صحيح، قالوا في حينه، لا توجد خدمة الزامية طويلة بهذا القدر في أي ديمقراطية. صحيح، قالوا في حينه، التهديد الوجودي زال، ولا يبدو أي تهديد كهذا في الافق، ولكن في هذه الاثناء الى أن تتوفر تسوية سياسية كاملة، والى أن يتحقق الهدوء التام، سنبقيكم لثلاثة سنوات في الجيش.

اعتقدنا ان هذا ليس فظيعا جدا. في تلك الايام من نهاية الستينيات دفعة آب لم تخسر حتى سنة التعليم في الجامعة. ولما لم يكن الاسرائيليون بعد الجيش قد اكتشفوا الهند بعد، وحتى امريكا الجنوبية كانت جنوبية جدا، لم نخسر زمنا كثيرا جدا.

فضلا عن هذا، لم يخمن آباؤنا اين خدمتنا، لم يتدخلوا في ما يجري في الجيش، ونحن لم نسمع أنه يمكن التظاهر باليافطات، وكل شيء مر بهدوء، انطلاقا من فهم بعظمة الساعة.

لم نتصور بان ابناءنا ايضا سيخدمون لثلاث سنوات كاملة، وان احتمال ان يخدم احفادنا هذه المدة الطويلة اكبر من الاحتمال المعاكس.

* * *

منذ ذلك الحين مرت السنون. على مدى هذا الزمن كتبت مقالات، عقدت مداولات في الكنيست واطلقت وعود من وزراء الدفاع المتناوبين في اعقاب لجان مهنية اوصت بتقصير الخدمة. في هذه الاثناء تمكنا ايضا من اعادة كل سيناء، دخلنا لبنان وخرجنا منه، عقدنا سلاما في حدودنا الشرقية، والسلطة الفلسطينية تتلقى الثناء على نشاطها الامني حتى من اكثر المتشككين في اوساط قادة جهاز الامن.

ومع ذلك، لا نزال نخدم لثلاث سنوات.

* * *

السبب الوحيد لعدم تقصير الخدمة لسنتين ونصف هو خوف اصحاب القرار من أخذ المسؤولية عن خطوة من شأنها ان تكلفهم ثمنا سياسيا باهظا اذا ما لا سمح الله تحقق السيناريو الاسوأ. ولكن هذا ليس سببا كافيا. من يبرر اليوم خدمة ثلاث سنوات يمكنه أيضا أن يبرر خدمة ثلاث سنوات ونصف. لا ريب أن تمديدا اضافيا لن يجد جنودا عاطلين عن العمل. دوما سيكون ممكنا تشغيلهم.

ولكن النموذج الاصلي لمدة الخدمة في الجيش الاسرائيلي (سنتين للرجل وسنة للمرأة مثلما تقرر مع قيام الدولة؛ او سنتين ونصف للرجل وسنتين للمرأة مثلما تقرر بعد اربع سنوات من ذلك) معقول اكثر بكثير.

صحيح، هذا سيلزم الجيش الاسرائيلي بان يكيف نفسه مع تقصير الخدمة، ولكن الجيش الاسرائيلي سيعرف كيف يكيف نفسه مع هذا ايضا.