خبر تقرير حقوقي يحذر من توسيع الاستيطان في البلدة القديمة بالقدس

الساعة 06:13 م|06 يناير 2010

تقرير حقوقي يحذر توسيع الاستيطان في البلدة القديمة بالقدس

القدس المحتلة- فلسطين اليوم

حذر تقرير أصدرته وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية التسارع الكبير في وتيرة النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في محيط البلدة القديمة من القدس، و تحديدا في بلدة سلوان و الشيخ جراح وجبل الزيتون، و تزامن هذا النشاط مع توسيع المستوطنات اليهودية داخل الحدود البلدية المصطنعة للمدينة المقدسة.

 

و وصف التقرير ما يجري في محيط البلدة القديمة من القدس بأنه ورشة إنشاءات ضخمة هي الأكبر منذ العام 1967، تشمل حفريات في باطن الأرض داخل أسوار البلدة القديمة، و سلوان و بناء شبكة مواصلات معقدة تشتمل على بناء جسور، وأنفاق  وشبكة متفرعة من خطوط سكك الحديد تصل البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة ومركز المدينة بالمستوطنات المقامة على أراضي المواطنين.

 

إضافة إلى ذلك كثفت بلدية الاحتلال من البناء الاستيطاني في قلب الأحياء المقدسية، كما هو الحال في سلوان ، وجبل المكبر وجبل الزيتون، عدا عمليات الاستيلاء على العقارات، واستمرار هدم منازل المقدسيين، وتكثيف إجراءات الملاحقة للمواطنين بإسقاط حق الإقامة عنهم بداعي الإقامة خارج الحدود البلدية المصطنعة للمدينة المقدسة.

 

ووفقا للتقرير الذي وصل إلى "فلسطين اليوم" نسخه عنه، فإن أخطر ما ينفذ في المرحلة الحالية وما سيتم تنفيذه لاحقا وفي المدى المنظور هو شبكة القطارات الجاري العمل بها في قلب الأحياء الفلسطينية الشمالية في شعفاط وبيت حنينا، مخترقة منطقة خط التماس الفاصلة بين شقي القدس.

 

و يعد هذا المشروع واحدا من ثلاثة مشاريع قطارات وخطوط تلفريك أعلنت السلطات الإسرائيلية عزمها على تنفيذها لتخدم التجمعات الاستيطانية اليهودية المقامة في القدس الشرقية المحتلة، من بينها خط  قطارات شرع  بتنفيذ بنيته التحتية مؤخرا في أراضي المواطنين في رأس شحادة من أراضي شعفاط، وحي الزعيم وبلدة العيسوية يصل مستوطنة معاليه أدوميم بمركز المدينة ، وبالأحياء الاستيطانية اليهودية في رأس العمود وجبل الزيتون.

 

واشار التقرير الى ان هذا المشروع من شأنه تنفيذ هذا المشروع تعزيز التواصل الديمغرافي الاستيطاني في محيط البلدة القديمة  وتفتيت التواصل الجغرافي و الديمغرافي الفلسطيني في محيط البلدة القديمة وداخلها، وفي الأحياء تنتشر داخلها البؤر الاستيطانية.

 

ويرتبط بالمشروعين المذكورين خط القطار المعلق – تلفريك – الذي سيربط مستوطنة معاليه هزيتيم في رأس العمود، بالبلدة القديمة، وخط آخر سيتفرع عنه يربط الحي اليهودي في البلدة القديمة ومنطقة حائط البراق بالبؤر الاستيطانية في جبل الزيتون وحي الشيخ جراح.

 

و يتركز في هذه المرحلة النشاط الاستيطاني من الاستيلاء على العقارات، ومخططات بناء أحياء استيطانية في كرم المفتي ، وعلى سفوح جبل الزيتون في محيط البؤرة الاستيطانية"بيت أوروت".

 

ونبه التقرير إلى خطورة ما يجري من حفريات إسرائيلية  في البلدة القديمة من القدس خاصة أسفل المسجد الأقصى، و اعتزام البلدية القيام بحفريات على امتداد المنطقة من باب العمود وحتى منتهى شارع ألواد ، إضافة إلى الحفريات الجارية في بلدة سلوان – جنوب المسجد الأقصى.

 

وأوضح التقرير أن هذه الحفريات تم على مدار الساعة ويتخللها تفكيك آثار إسلامية ونهبها و طمس وتدمير معالم وآثار بيزنطية كما حدث مؤخرا في المنطقة الجنوبية والغربية من محيط الأقصى، إضافة إلى ما تسببت عنه تلك الحفريات من انهيارات كما حدث في شارع واد حلوة في سلوان.

 

و أكد التقرير أن تركيز الاستيطان اليهودي في قلب الأحياء المقدسية المتاخمة للبلدة القديمة ليس مصادفة بل هو مرتبط بمخطط تفريغ محيط البلدة القديمة من سكانه الفلسطينيين من خلال إتباع سياسة الانحلال الديمغرافي وتوطين المستوطنين حول أسوار البلدة القديمة لعزل الأخيرة عن امتدادها الجغرافي المجاور.

 

ويجري ذلك عبر سلسلة من الأحياء الاستيطانية الصغيرة التي بدأت تظهر مثل مستوطنة معاليه هزيتيم في رأس العمود، و نوف تسيون على سفوح جبل المكبر، وكدمات تسيون في الجهة الغربية من أراضي أبو ديس، فيما يجري التحضير للبدء ببناء أحياء أخرى في الشيخ جراح، وجبل الزيتون، وهما حيان شهدا العام الفائت تعزيزا للوجود الاستيطاني من خلال الاستيلاء على عقارات مقدسيين هناك ، ووضع كرفانات متنقلة كما هو الحال في جبل الزيتون.