خبر وسط غضب إسرائيلي..أوغلو: تركيا عام 2023 بين الـ 10 الكبار عالميا

الساعة 04:33 م|06 يناير 2010

فلسطين اليوم-قسم المتابعة 

في ورشة عمل تمتد أسبوعا كاملا، يعصرون أذهانهم، ويخرجون منها خلاصة خبراتهم وطموحاتهم؛ ليخرجوا أفضل ما فيها من أفكار واقتراحات تحمل تركيا لتصبح أحد أقوى 10 دول في العالم عام 2023 وفق الهدف الذي وضعه أمامهم أوغلو على الطاولة.

 

وفي ورشة العمل التي بدأت في 4 يناير الجاري وتتواصل حتى 10 منه، قال أوغلو: "إن الساحة العالمية برمتها، وليس فقط الساحة الإقليمية يجب أن تكون ميدانا فسيحًا أمام الدبلوماسيين الأتراك؛ وعليه فإن هدفنا أن نوسع اهتمامنا من قضايا المنطقة إلى لعب دور كبير يحملنا إلى صف الـ 10 الكبار في العالم عام 2023"، بحسب ما نقله عنه موقع "أخبار العالم" التركي يوم أمس  الثلاثاء 5-1-2010.

 

وحرص أوغلو في كلمته الافتتاحية على أن يُذكِّر سفراءه بأن "التحلي بالثقة بالنفس" هو منطلقهم إلى صوغ السياسة الخارجية التي "تناسب المكانة الجغرافية الفريدة لتركيا، وما لديها من موروثات وتجارب تجعلها تقاس بـ 6 دول"، مضيفا أنه "لدينا الكثير مما يمكننا قوله في الساحة الدولية، وهناك الكثير من الأمم والشعوب ستستمع لنا".

 

وعن الهدف المباشر من ورشة العمل قال أوغلو الملقب بقيصر الدبلوماسية التركية: "إن أنقرة تحتاج إلى رؤية منظمة وفريدة من نوعها في تعاملاتها مع الشئون الإقليمية والعالمية".

 

وأما الهدف الأوسع فقال عنه: "بحلول عام 2023 ستتم الدولة عامها المائة (صارت جمهورية مستقلة منذ عام 1923)، وأتصورها في هذا العام دولة كاملة العضوية في الاتحاد الأوروبي، تحيا في سلام تام مع جيرانها، يغذيه شبكة من الاتفاقيات الاقتصادية والرؤية الأمنية الموحدة، ولاعب مؤثر يدفع سياسات المنطقة إلى حيث تكون مصالحنا الوطنية، وكذلك لاعب مؤثر في الشئون العالمية، ومن بين أقوى 10 اقتصاديات في العالم".

 

وبشيء من التفصيل شرح وزير الخارجية الأبعاد التي سترتكز عليها سياسة بلاده الخارجية في الفترة القادمة، منها: البعد النفسي "الذي يعزز ثقتنا بأنفسنا"، والبعد القومي "الذي يعني التنسيق بين مختلف الهيئات والوزارات بالداخل لتخدم على أهداف سياستنا في الخارج"، والبعد الدولي "الذي نسير فيه على المستويين الأفقي والرأسي لتعميق تعاوننا الإستراتيجي بين الدول"، والبعد الأيديولوجي: "الذي يصور مكانة مستقبلية واعدة لتركيا"، ولم تفسر صحيفة "زمان" التركية ما عناه بالبعد الأيديولجي.

 

واجتماعات "العصف الذهني" هذه هي الثانية من نوعها في تاريخ تولي أوغلو للوزارة، وتكاد تكون تقليداً خاصا به يسعى لإرسائه في أروقة الوزارة التركية، وكانت الأولى في يوليو 2009 بعد شهرين من توليه مهام منصبه، ونظرا للنجاح الباهر الذي حققته وزارته في العام المنصرم، وظهر في كم الاتفاقيات التي عقدتها تركيا مع دول الجوار، تقرر عقدها في مطلع كل عام؛ لوضع ملامح مسار السياسة الخارجية، وعلى أي أسس تسير وإلى أي أهداف ترنو.

 

نشر السفارات

وفي ورشة العمل المنعقدة تحت عنوان "نظرة إلى السياسة التركية والعالمية في 2010: الديمقراطية والأمن والاستقرار" حدد قائد الدبلوماسية التركية المناطق التي بات لبلاده تأثير حقيقي فيها، وهي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول الخليج العربي وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، وحدد كذلك المناطق التي تخطط لأن تضمها إلى دائرة تأثيرها وهي أمريكا اللاتينية ودول المحيط الهادي ودول الكاريبي، بالإضافة إلى إفريقيا.

 

وفي هذا السياق افتتحت تركيا 7 سفارات جديدة في عام 2009 وحده، وتعتزم افتتاح 26 سفارة أخرى في 2010، ومعظم هذه السفارات في إفريقيا.

 

وحاليا يوجد لدى تركيا 198 بعثة في الخارج، منها 114 سفارة، والـ 11 الباقية مكاتب تمثيل دائمة.

 

وتعتبر ورشة العمل هذه ترجمةً عملية لعبارة أوغلو الشهيرة التي صرح بها عقب توليه مهامه منصبه في مايو الماضي حين قال: "تركيا سوف تستشار، ويُحترم رأيها في كل القضايا العالمية، من المناخ والاحتباس الحراري إلى قضايا الشرق الأوسط".

 

وبعد هذا التصريح بثلاثة أشهر أطلق رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، عبارة شبيهة تكشف عن حجم التوافق بين مكونات الحكومة على الهدف؛ حيث قال: "من الآن فصاعدًا أصبح تعريف العالم لتركيا قديما وغير كاف.. تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية (الحاكم) تعيش في مرحلة تغير وتطور سيستمر بشكل سريع".

 

وبحسب محللين فإن حزب العدالة والتنمية ذا الجذور الإسلامية الحاكم يسير بتركيا منذ وصوله للحكم عام 2002 إلى الخروج من حالة العزلة التي اتبعتها معظم الحكومات السابقة، والتي أولت اهتماما لتوثيق علاقتها بالغرب أكثر من دول الجوار، ومن الكتل الأخرى في الشرق وفي أمريكا اللاتينية وإفريقيا.

 

ويصبو الحزب في هذا الاتجاه إلى أن تصبح تركيا "دولة يسعى الجميع لحمايتها؛ لأنها مفتاح استقرارهم"، بحسب واضعي السياسة الخارجية التركية، وعلى رأسهم أوغلو.

 

عوائق

 

إلا أن هذه الطموحات السابحة في فضاء العالم تجد ما يعوقها من داخل تركيا وهو ما أشار إليه أوغلو بنقص التمويل ونقص الموظفين، مشيرا إلى أنه عرض هذه المشكلة على مجلس الوزراء.

 

ولبيان حجم المشكلة قارن وزير الخارجية بين ما لدى تركيا من ميزانية وموظفين وما لدى دول أخرى تتطلع في خطتها المستقبلية إلى منافستها، فمثلا الخارجية التركية لديها أقل من 1.500 شخص سواء في المستوى الدبلوماسي أو الإداري، بينما توظف الخارجية الفرنسية 5.809 أشخاص، وبريطانيا 5.700، وألمانيا 3.865 شخصا.

 

وفيما يخص الميزانية فإن ميزانية الخارجية التركية لا تتعدى 0.07% من الناتج المحلي في حين تصل ميزانية الخارجية الألمانية إلى 0.12% و فرنسا 0.23%.

 

وهناك عائق آخر لم يشر إليه أوغلو في ورشة العمل، ولكن أشار إليه محللون أتراك في تقرير نشرته صحيفة "حريت" التركية في وقت سابق وهو إسرائيل؛ حيث قال هؤلاء إن الانتقادات الحادة التي ترد من إسرائيل إلى حكومة أردوغان "ليس سببها الدعم التركي للفلسطينيين، ولا حتى إلغاء أنقرة مشاركة إسرائيل في مناورات نسر الأناضول الجوية في أكتوبر الماضي، ولكن السبب الحقيقي هو حنق إسرائيل وهي ترى تركيا تخرج من الشرنقة التي أدخلها فيها الساسة الأتراك السابقون (وكثير منهم حلفاء إسرائيل)، وتتجه إلى لعب دور لا يخدم صالح تركيا فقط، بل وكذلك دول الجوار العرب وعملية السلام في المنطقة".