خبر كرامة الرجل ودم المرء.. هآرتس

الساعة 12:26 م|06 يناير 2010

بقلم: تسفي بارئيل

ريما يكون شيء ما مع كل ذلك قد بدأ يتحرك. فان مجلس النواب السوري مثلا ألغى في الشهر الماضي المادة في القانون الجنائي التي تبيح للقاضي ان يخفف عقوبة من ينفذ قتلا "بدافع الكرامة". لم تعد هذه الحجة تستطيع ان تساعد المحامين في مرحلة دعاوى العقوبة، وفي مقابلة الصيغة السابقة التي لم تذكر عقوبة في الحد الادنى، سيلزم القضاة ان يفرضوا على القاتل سنتي سجن في الاقل.

القانون في الاردن ما زال لم يغير في الحقيقة، برغم ان الحكومة عرضته مرتين على البرلمان، لكن المحاكم أنفسها تسلك وكأن "حجة الكرامة" لم تعد سارة الفعل. ان العقوبات التي فرضوها في المدة الاخيرة على القتل "لكرامة العائلة" ابهظ مما عرفه مواطنو الاردن حتى الان.

لا توجد معطيات رسمية عن عدد حالات القتل لهذه الاسباب في الدول العربية، لان سلطات تطبيق القانون تمتنع من تعريفها على هذا النحو، لكن بحثا قام به المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر يشير الى ان سبعين في المائة من اعمال قتل النساء في الدولة نفذها ازواجهن، وعشرون في المائة نفذها الاخوة و 7 في المائة الاباء. تم اكثر من 70 في المائة من اعمال القتل هذه بعقب اشاعات غير مدعومة بحجج وملاحظات جيران او اصدقاء عن سلوك الضحية.

تقرر منظمة حقوق الانسان في مصر ان الحكومة نفسها تشجع اعمال قتل كهذه لان القانون المصري ما يزال يرى "كرامة العائلة" حجة لتخفيف العقوبة. ما يزال استئناف في هذا الشأن الى المحكمة الدستورية لم يحظ بالعناية، ولهذا بقيت على حالها المادة 237 من القانون الجنائي المصري التي تقرر ان من "يفاجىء زوجته وهي في حالة زنا ويقتلها من الفور ومن زنت معه سيعاقب بالسجن بدل عقوبات تحددها المادتان 234 و 236". تفرض هاتان المادتان عقوبات باهظة مثل السجن المؤبد، والسجن مع الاشغال الشاقة او الاعدام.

لكن لا يحظى الجانب القانوني فقط بالنظر من جديد فيه في الدول العربية، لان الخطاب العام ايضا يجري عليه مسار مشابه. مثلا كتب الدكتور معن سعيد في نهاية الاسبوع في الصحيفة الفلسطينية "دنيا الوطن"، "ان الكرامة على نحو غامض رجولية دائما، لكنها رجولية من جانب واحد فقط. فلسنا نسمع مثلا عن ان شابة قتلت اختها او امها لمحو العار. ألا تشعر بناتنا في الحقيقة بحاجة الى ازالة الوصم؟ ومن جهة ثانية يتم غسل العار دائما بدم النساء. فهل دم المرأة هو الدم الوحيد الذي يلائم هذا النقاء؟ هلم نعد ونبحث الشؤون التي اعتقدنا دائما انها أسس مجتمعنا لنرى ما هي عاداتنا العفنة".

وكتب ياسين رفاعية، الاديب السوري ايضا ان "قتل الكرامة من اقبح الجرائم، لكن المجرم القاتل يخرج من السجن بعد بضعة شهور فقط وهو يفخر أمام القاضي ويقول "كانت هذه أصبعا فاسدة ولهذا قطعناها". يشهد قتل الكرامة على فساد وتدهور القيم الدينية التي منحت النساء حقوقا ومكانة. هذه الحقوق ناقصة جدا في هذه الايام". هذا الخطاب الذي كان الى المدة الاخيرة في الاساس من نصيب الصحفيات الباحثات والنسويات العربيات ينتقل الى الرجال. وربما ينجح بهذا اكثر في تغيير القوانين ولا سيما هذا السلوك المأساوي.

سنة طيبة

رأس السنة الميلادية هو عيد الفنانين. صحيح ان الفقهاء في مصر او في السعودية يجندون انفسهم كل سنة كي يحثوا المؤمنين على عدم الانضمان الى هذا الاحتفال "غير الاسلامي" لكن اذا اردنا الحكم بحسب الصناديق الملأى، فان مؤمنين كثيرين مستعدون للعقاب في الآخرة بشرط ألا يضيعوا فرصة مشاهدة نانسي عجرم اللبنانية او عمرو دياب المصري. يكسب هذان المطربان ذوا الشعبية في ليلة واحدة بين 80 الى 360 الف دولار، وهما يجريان بين فندق الى آخر ويظهران أمام جمهور يأتي من جميع الدول العربية اشترى التذاكر قبل أشهر سلفا. بلغ ثمن التذكرة مثلا لظهور عجرم في فندق فينيسيا الفخم في لبنان نحو من ألف دولار وبيع ظهور فنانين أقل شعبية بأسعار بين 100 الى 450 دولارا للتذكرة.

تمتع مطار بيروت ايضا بوفرة رأس السنة. فبدل رحلتين او ثلاث اسبوعية من دول الخليج أتت الطائرات كل يوم، وملأ السياح الفنادق التي بلغ الحجز فيها 95 – مائة في المائة. لكن سياح لبنان اضطروا هذه السنة الى التخلي من الحفل المركزي لعمرو دياب المصري برغم ان جميع التذاكر بيعت. فقد قرر المطرب الغاء الحفل الذي بلغت كلفة التذكرة فيه نحوا من ألفي دولار، لانه لم يحصل على السلفة التي اتفق عليها مع الموزع، ويبدو في هذه الاثناء ان الموزع قد هرب بالمال.

وفي مصر الغي حفل محمد منير الذي كان يفترض ان يقام في باحة دار الاوبرا في القاهرة، بسبب ما عرفته وزارة الداخلية على أنه "أسباب أمنية". تبين أن الحفلة باع من التذاكر أكثر مما استطاعت الباحة استيعابهم وان نحوا من خمسين الف شخص احتشدوا عند المدخل وأحدثوا هياجا عاما.

برغم تحريق الفقهاء أسنانهم، كانت مصر هي الكاسبة الكبرى في موسم الاعياد المسيحية. تم الابلاغ في سنين سابقة عن ايرادات بلغت نحوا من ثلاثة مليارات دولار في موسم الاعياد. وقد زادت الايرادات زيادة خاصة في تلك السنين التي كان لبنان فيها في حرب وصرف السياح انفسهم عنه. يبدو ان لبنان  نجح هذه السنة في سد خسائر الماضي.