خبر رغم الرصاص المصبوب.. أحلام في غزة تتحقق

الساعة 12:20 م|04 يناير 2010

فلسطين اليوم – "خاص"

بلمح البصر.. وبدون إنذار مسبق.. وبلا رحمة أو شفقة بدأت غزة تهتز.. هدير الطائرات وأصوات القنابل يبدد هدوء المدينة.. ويقتل أحلام الطفولة البريئة، جاءوا بخيلهم وخيلائهم لينشروا الرعب في كل شارع وحي وزاوية.. ليرتووا من دمائنا ويسطروا مزيدا من صفحات التاريخ الأسود في مجلدات عنصريتهم.

 

ففي السابع والعشرين من ديسمبر 2008 بدأت فصول المجزرة.. وغاصت دباباتهم وجنازيرهم في دماءنا.. ثلاثة وعشرون يوما ليست كأي ثلاثة وعشرون يوماً في التاريخ.. سطرت فيها غزة معاني الصمود والصبر أمام أعتى آلات القتل في العالم.. فارتقى الآلاف ودمرت البيوت والمساجد.. جرفت المزارع واقتلع الزيتون والبرتقال.. لكن العزيمة ظلت منغرسة ثابتة.. شامخة شموخ الجبال، كل هذا وأكثر أعادته لنا الذاكرة خلال مشاهدتنا لشاشة " قناة المنار الفضائية " يوم الاثنين الموافق 28/12/2009 م حيث كان يصادف العرض الأول للفيلم الروائي "أحلام من رصاص مصبوب" بعد مرور عام على محرقة غزة .. تجولت كاميرا الفيلم في عزبة عبد ربه.. ذلك المربع السكني شمال القطاع حيث كان خير شاهد في ساحة الجريمة هناك ..

 

" أحلام من رصاص مصبوب " هذا الاسم بما يحمله من جمال الوصف أتى في لحظات صدق من تجمع شبابي له من الخبرة ما يكفيه لتنفيذ مثل هذا العمل رغم الإمكانات المحدودة، أصر على مواصلة إيصال الفكرة مهما كلفهم من ثمن هذا ما ردده لسان حالهم .

 

يأتي هذا الفيلم تبعا للإنتاجات الفنية التي واكبت الحدث بتفاصيله والجرائم البشعة ، حيث يتحدث الفيلم بدقائقه الخمس الأولى بشكل وثائقي عن مجمل الحرب من قصف ودمار وشهود أحياء، ومن ثم ينتقل بشكل درامي ليتناول قضايا هامة تتعلق بالناس والمقاومة والعلاقة الوطيدة فيما بينهم، حيث تعالج تفاصيل لم تتناولها بعض الأفلام سابقا من أهمية كون المقاوم إنسانا قبل أي شيء، ومدار التضحيات التي يقدمها الأهالي ولا يسجل أغلبها إلا التاريخ .

 

في الفيلم يتبين مدى شناعة الجرم الصهيوني على الأطفال خصوصا والعدو الآخر المرافق للاحتلال ألا وهو الفقر، وما الدور الواجب على المقاوم كإنسان في مقاومة الفقر.. فتدور القصة بين ذلك المقاوم والطفل من الدقيقة الخامسة عشر حتى نهاية الفيلم ، مما زاد الفيلم جمالا في توصيل فكرته..

 

خاتمته الروحية والتي تمثلت في شخصية راوٍ يتنقل بين الأنقاض والأحجار، يذكر أن سيناريو الفيلم مقتبس من رواية " على جناح الدم " للأسير شعبان حسونة " .

 

ما شد انتباهنا بعد دقائق من بدء الفيلم ظهور رسالة تحمل نبرة التحدي وجهت لزعماء الكيان الصهيوني، فكيف لشباب في مثل هذه الأعمار المتفاوتة استطاعوا أن يمثلوا آلام شعبهم عبر كلمات ومشاهد هذا الفيلم .

 

في لقاء لنا مع أسرة إخراج الفيلم، استهل مخرج الفيلم حديثه قائلاً بـ " أحلام من رصاص مصبوب.. هي أحلام الأطفال والبشر في غزة في وبعد وقبل الرصاص المصبوب .. "، أما عند سؤالنا عن الدافع الأساسي لإنتاج مثل هذا الفيلم.. أجابنا " الدافع الأساسي حقيقة هو التجربة، وإيصال الرسالة.. الرسالة التي يسجلها التاريخ ويشهد عليها الله، أما التجربة نقصد بها روح الفريق الذي يتجلى فيه كل شيء جميل في حياتنا المريرة في غزة.. "

 

 في نهاية حديثنا دعا ممثل الفريق الشبابي " مجاهد قروب " كل المعنيين بالأعمال الفنية إلى التحلي بالصدق الشعوري واللمسة الفنية قدر المستطاع في أعمالهم حتى نكتب التاريخ بحقيقته لا بزيفه ، كما وشجع كل الشباب الذين لديهم من الأفكار الكثير لكن لم يكن لهم مكان في عالم الإنتاج، أن لا يملوا بل يسعوا جاهدين لتنمية قدراتهم في مثل هذا المجالات لأنها تعتبر من نقاط القوة لدى شعبنا المستضعف ، موجه خالص شكره لإدارة قناة المنار الفضائية لإتاحتهم الفرصة لعرض الفيلم .