خبر « إسرائيلية » تعيش في رام الله أمنيتها استبدال هويتها كي تغدو فلسطينية

الساعة 06:07 ص|04 يناير 2010

فلسطين اليوم / وكالات

حتى لا تكون جزءا من المشروع الصهيوني، ولأنها ولدت في فلسطين أصرت نيتا جولان، على حياتها تماما «كأهلها الفلسطينيين»، رغم أنها يهودية حاصلة على الهوية الإسرائيلية، ومولودة لأبوين «مستوطنين». هي ببساطة تعتبر نفسها «بنت تبنّ» ولدت في «إسرائيل» وبنت الفلسطينيين وقضيتهم العادلة.

هذه حكاية امرأة في الـ38 من عمرها، قررت أن تخرج من «بلد القتل والظلم» لتعيش، كما تقول في بلاد «أصحاب الحق الذين لا بد لهم يوما أن يعودوا إلى ديارهم التي شردهم الاحتلال منها». وتعيش نيتا اليوم في مدينة رام الله، وهي متزوجة من فلسطيني ولها منه ثلاث بنات.

تقول نيتا، «ولدت داخل ما يسمى بإسرائيل، واكتشفت أن هذه الدولة مجرمة، قتلت وشردت أناسا أبرياء أصحاب حق، لتبني نظاما صهيونيا عنصريا، فقررت التمرد على هذا المشروع الظالم، وأعيش في المكان الذي يجب أن أكون فيه، ليس في ما يسمى إسرائيل، وإنما الأراضي الفلسطينية المحتلة من البحر حتى النهر».

بدأت نيتا حياتها في مدينة الرام في القدس المحتلة قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في العام 2000، وانتقلت بعدها للعيش في نابلس، ثم رام الله حيث تعرفت على زوجها وأنجبا 3 أطفال. واستمرت نيتا في العمل الشعبي الفلسطيني، وكانت من مؤسسي «حركة التضامن الدولي» التي تضم مئات المتضامنين الأجانب المناصرين للمقاومة الشعبية الفلسطينية، خصوصا ضد الجدار والاستيطان.

وتسعى نيتا للحصول على الهوية الفلسطينية لتتنازل عن تلك الإسرائيلية، لكنها «متأكدة أن طلبها سيرفض من قبل «الشاباك» الذي يقرر في النهاية».

اعتقلت أكثر من 20 مرة خلال مشاركتها في مسيرات ضد إسرائيل في الضفة الغربية، وقطاع غزة خلال العدوان عليه، وقد أصيبت مرات عديدة، اثنتان منها كانتا خطرتين. كانت من بين المتضامنين الأجانب الذين ساندوا الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خلال فترة حصاره.

وتعتبر أن وجودها بين الفلسطينيين جزء من «طبيعة البشر، التي تؤمن مليون مرة بان تعيش مظلومة بدلا من ظالمة، وهذا من حسن حظي، فانا أعيش مع الشعب العريق صاحب القضية العادلة. الإسرائيليون خاسرون لأنهم لم يتعلموا معنى العيش مع الفلسطينيين، الذين يمتلكون أشياء رائعة، وهذا الشيء لم يستفيدوا منه رغم انه تحت أياديهم».

تؤمن نيتا، التي تتكلم العربية، بحق الفلسطينيين في المقاومة المسلحة «لطرد الاحتلال، لكني لا أرى أن هذه هي الطريقة المناسبة في ظل عدم تكافؤ القوى مع الجيش الإسرائيلي الذي يمتلك كل أنواع الأسلحة»، لكنها تعتبر أن مقاومة مسلحة وقوية على غرار تجربة «حزب الله قادرة على هزيمة دولة الشر، وقد تمكن الحزب من رفع رأس كل الذين يؤمنون بالعدالة العالمية الرافضة لوجود جسم مشبوه في المنطقة متمثل بما تسمى إسرائيل». وتضيف «لست متأكدة من إمكانية نجاح تجربة حزب الله هنا في فلسطين، لذلك نحن نبحث عما يمكن أن يفيد أكثر للقضية».

وتؤكد نيتا أنها لا تحب «إسرائيل كدولة ونظام وكيان»، لكنها تحب المكان الذي «تقام عليه هذه الدولة الفاشية، وهذا المكان ببحره وشجره ومياهه هو فلسطين المحتلة». وترى أن على «العالم العربي كله، وبما فيه اللبناني الذي يعد الناصر الأول للمقاومة، الانخراط في الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل»، مشددة على حركة «boycott investment sanctions» الداعية إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وأي عمليات استثمار فيها، مشيرة إلى أن «البداية لنهاية إسرائيل أطلقت من لبنان، ودعم تحركات مقاطعة إسرائيل يسرع من هذه النهاية».