خبر 2010 .. بداية ساخنة لمسلمي فرنسا!

الساعة 10:59 ص|03 يناير 2010

2010 .. بداية ساخنة لمسلمي فرنسا!

فلسطين اليوم- وكالات

بخطف صحفيين فرنسيين في أفغانستان ليلة رأس السنة الميلادية.. ووسط توقعات بصدور توصيات برلمانية بسن قانون يحظر النقاب في الأماكن العامة في نهاية شهر يناير.. ونقاش حول الهوية الفرنسية، يتوقع أن تكون بداية سنة 2010 ساخنة بالنسبة لمسلمي فرنسا، بينما دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الاحترام المتبادل وتجنب التجريح بين الفرنسيين في تقديمه للتهاني بمناسبة حلول العام الجديد.

 

ففي الوقت الذي كانت فيه فرنسا تستعد للاحتفال بليلة رأس السنة، أعلنت القناة الثالثة الفرنسية ليلة رأس السنة خطف صحفيين لها في شمال العاصمة الفرنسية باريس، في حين قال وزير الدفاع الفرنسي الذي يقوم بزيارة خاصة للجنود الفرنسيين العاملين في أفغانستان إنه ليس لديه معلومات حول اختفاء الصحفيين.

 

وكرد فعل على عملية الخطف، طالب "المنتدى الفرنسي للأئمة" بإطلاق سراح هذين الصحفيين وقال رئيس المنتدى الإمام حسن شلغومي في تصريحات صحفية:"أن عملية خطف الصحفيين الفرنسيين "لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بالمقاومة ولا بالدفاع عن الوطن وبالتالي فإنها تندرج في إطار الأعمال التي من شأنها أن تضر بصورة الإسلام والمسلمين".

 

وأضاف شلغومي قائلاً: مثل هذه العمليات ترسخ الاعتقاد من قبل العامة من الفرنسيين بأن الإسلام دين إرهاب وخطف وقتل وهي تعطي انطباعا سيئا ونحن في مستهل سنة ميلادية جديدة.

 

وكانت عملية مماثلة خطف فيها صحفيين فرنسيين من قبل الجيش الإسلامي في العراق في أغسطس سنة 2004 قد لقيت إدانة من قبل مسلمي فرنسا الذين دعوا آنذاك إلى إطلاق سراح الصحفيين الفرنسيين.

 

ويتوقع أن تزيد عملية خطف الصحفيين الفرنسيين -التي تبنتها فيما بعد حركة طالبان الأفغانية- من حجم ظاهرة "الإسلاموفوبيا" بفرنسا وخاصة أن اللجنة البرلمانية المكلفة بالنقاب تستعد لإصدار توصياتها أواخر هذا الشهر وسط اتجاه لحظر النقاب في الفضاء العام وسط اختلاف حول مجال هذا الفضاء وهل سيشمل الشارع أو أنه سيقتصر على الإدارات الحكومية ووسائل النقل فحسب.

 

وتكونت لجنة برلمانية مكونة من 32 نائبا في يوليو من العام الماضي من مختلف التيارات السياسية في الجمعية الوطنية الفرنسية واستمعت طوال ستة أشهر إلى آراء العديد من رؤساء الجمعيات والشخصيات الفرنسية وكذا مسئولي الأقلية المسلمة حول النقاب.

 

وينتظر أن تصدر اللجنة توصياتها بنهاية هذا الشهر في الوقت الذي أعلن ممثل الكتلة البرلمانية للتجمع من أجل الحركة الشعبية الحاكم -في خطوة اعتبرت أحادية الجانب– عن اعتزام حزبه تقديم مشروع قانون إلى البرلمان في أواسط هذا الشهر من أجل منع النقاب في الشوارع.

 

من ناحيته، قال محمد موسوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: إن أي قانون يصدر لمنع النقاب سوف يعقد الوضعية أكثر في العلاقة بالإسلام بفرنسا وسينظر إليه باعتباره خطوة نحو مزيد من التضييق على مسلمي فرنسا.

 

وكان وفد من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يرأسه موسوي، قد التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في أواخر شهر ديسمبر الماضي وهو اللقاء الذي استغله ممثلو الديانة الإسلامية لمطالبة الرئيس ساركوزي بالتدخل من أجل وقف الانحراف الذي تشهده بعض جلسات النقاش حول الهوية الوطنية بفرنسا وخاصة مسألة التركيز على الإسلام في هذا النقاش.

 

وفي كلمته التي وجهها الرئيس ساركوزي للفرنسيين في استقبال سنة 2010 أكد ساركوزي أن نقاش الهوية الوطنية لا يقصد منه أي طرف وأنه مهم بالنسبة لكل الفرنسيين كما طالب الذين يديرون هذا النقاش بالاحترام المتبادل وعدم التجريح وتجنب العبارات التي من شأنها أن تمس بمكانة أحد ما.

 

وكان العديد من التصريحات -التي صدرت من مسئولين فرنسيين على خلفية النقاش حول الهوية الوطنية- قد اعتبرت مسيئة للمسلمين؛ من ذلك أن وزيرة الأسرة نادين مرانو قد طالبت شباب المسلمين بالتوقف عن لبس قبعاتهم الرياضية والحديث باللغة الفرنسية المقلوبة هذا في الوقت الذي دعا فيه أحد رؤساء البلديات إلى التحرك قبل أن يبتلع المهاجرون فرنسا وهي التصريحات التي اعتبرت من قبل المعارضة الفرنسية انحرافا يقع فيه التركيز على الإسلام باعتباره مشكلا في الهوية الوطنية الفرنسية.

 

ومن المنتظر أن تصدر التوصيات حول الهوية الوطنية من قبل وزارة الهجرة والهوية الوطنية نهاية هذا الشهر.