خبر صحيفة: قيادة حماس قررت رفض مقترحات اسرائيل الاخيرة بشأن صفقة التبادل

الساعة 05:52 ص|01 يناير 2010

فلسطين اليوم-القدس العربي

تفيد معلومات وردت 'القدس العربي' ان قيادة حركة حماس التي اختتمت اجتماعات دارت لايام في العاصمة السورية دمشق لتحديد موقفها من مقترحات اسرائيل الاخيرة على صفقة تبادل الاسرى، بأن الحركة قررت عدم قبول مطالب تل ابيب باستثناء عدد من الأسرى من الصفقة، في وقت اعلن فيه جهاز امني في غزة تمكنه من احباط مخطط استخباري لتحديد مكان اسر الجندي غلعاد شليط.

وبحسب ما علمت 'القدس العربي' من مصدر مطلع فان قيادة حماس من الداخل والخارج التي شاركت في اجتماعات دمشق اكدت على ان الصفقة الحالية التي تزال اسرائيل خلالها اطلاق عدد من الاسرى من ذوي المحكوميات العالية، ربما تكون الامل الوحيد لهؤلاء الاسرى في ابصار النور.

وذكر المصدر ان وفد حماس من غزة المكون من الدكتور محمود الزهار والدكتور خليل الحية سيبلغان الوسيط الالماني برد الحركة، وانهما ايضا سيبلغان المسؤولين الامنيين المصريين الذين يتوسطون ايضا في الصفقة بذات الرد، خلال توقفهم في القاهرة اثناء عودتهم الى غزة. واشار الوفد الى ان رد حماس سيحمل استفسارات جديدة تطلب من قادة تل ابيب الاجابة عليها، مع تضمنه ايضا تأكيدا على موقف الحركة المطالب بالافراج عن جميع الاسرى الواردة اسماؤهم في صفقة التبادل، خاصة ان المصدر اكد ان اسرائيل تراجعت في ردها الاخير على بنود ابدت موافقة عليها في وقت سابق. ونفى ان يكون موقف حماس يحمل رفضا لاتمام الصفقة، واكد ان رد قيادة الحركة الاتفاق على استمرار عملية التفاوض.

وتوقع المصدر ان يباشر الوسيط الالماني عقب تسلمه رد حماس بالشروع بجولة محادثات جديدة، قال انها ربما تنطلق الاسبوع القادم.

وكانت مباحثات مكثفة اجريت في تل ابيب الاسبوع الماضي اثارت تكهنات بقرب امكانية الانتهاء من اتمام الصفقة، التي دخلت المانيا على خط الوساطة فيها الى جانب مصر.

وتطمح حماس من وراء صفقة التبادل اطلاق سراح نحو الف اسير فلسطيني، بينهم 450 اسيرا محكومين بمؤبدات، وبعضهم شارك في هجمات قتل فيها اسرائيليون، مقابل افراجها عن الجندي الاسرائيلي الاسير لديها غلعاد شليط.

يشار الى ان مباحثات حماس جاءت في وقت كشف فيه جهاز الامن الداخلي المسؤول عن الامور الامنية في غزة الخاضعة لحكم الحركة عن تمكنه مؤخرا من احباط محاولة قام بها جهاز الامن الاسرائيلي لجمع معلومات عن الجندي الاسرائيلي الاسير.

ونقل عن ابو عبد الله المسؤول في جهاز الامن الداخلي قوله انه تم التمكن من اعتقال مجموعة من العملاء في جنوب القطاع خططت لاختطاف قائد في الجناح العسكري لحركة حماس ونقله الى اسرائيل للتحقيق معه بهدف الوصول الى مكان الجندي شليط.

واتهم افراد من الاجهزة الامنية السابقة التي كانت تعمل في غزة قبل سيطرة حماس بمساعدة جهاز 'الشاباك' الاسرائيلي في عملية جمع المعلومات عن مكان اسر شليط.

وسبق ان خطفت قوات اسرائيلية خاصة مهاوش القاضي احد المسؤولين في جناح حماس المسلح بمدينة رفح قبل فترة.

واسر مقاتلو حماس بالاشتراك مع فصيلين مسلحين الجندي شليط خلال هجوم على ثكنة عسكرية جنوب قطاع غزة نهاية شهر حزيران (يونيو) من العام 2006.

وسبق ان اعلن اسامة حمدان المسؤول الرفيع في حركة حماس ان حركته لا تزال تواصل مشاوراتها التي وصفها بـ'السرية' للرد على العرض الاسرائيلي لاتمام صفقة تبادل الاسرى.

وفي التفاصيل نقلت وكالة 'صفا' المحلية عن اسامة حمدان القيادي في حماس ومسئول الحركة في لبنان قوله ان المشاورات التي تجريها قيادة الحركة 'ما زالت مستمرة في الاطر القيادية للحركة'، واضاف 'ما زلنا ندرس العرض الاسرائيلي، وسنسلم ردنا للوسيط الالماني'. واكد حمدان ان رد حركة حماس سيحمل حرص على مصلحة الاسرى والافراج عن القائمة التي قدمتها الحركة، لافتا الى ان رد حماس سيسلم للوسيط الالماني ولن يعلن عنه في وسائل الاعلام.

وبين القيادي في حماس ان مشاورات قيادة الحركة مستمرة منذ بدء مفاوضات صفقة التبادل، وذكر ان عملية الانتهاء من التشاور على العروض لا ينتهي، وقال 'فهذه عملية تفاوضية مستمرة'.

الى ذلك فقد اكد حمدان ان صفقة تبادل الاسرى 'وصلت الى مراحل ايجابية'.

ورأى حمدان ان التهديدات الاسرائيلية بتاجيل استئناف جهود مفاوضات الصفقة حال ردت حماس على العرض الاسرائيلي بشكل سلبي بانه يعكس 'سوء نوايا اسرائيلية'.

واتهم اسرائيل بانها تعيش حالة ارتباك، وقال 'هناك ارتباك واضح لدى قيادة الاحتلال، فنتنياهو حاول معالجة هذا الموضوع من خلال مجلسه السباعي ثم المجلس الوزاري المصغر، ثم حكومته لان ادرك انه لا يمكن استعادة شليط الا بالاستجابة لمطالب المقاومة'.

وحول ان كان الوسيط الالماني هدد بترك وساطته او اعطى مهلة للطرفين لابرام الصفقة، قال حمدان: 'عمل الوسيط هو تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وفي حال ترك الوسيط وساطته في عملية التبادل فهذا فشل للوسيط نفسه'.

وكانت تقارير اسرائيلية نقلت عن مصادر مطلعة في حكومة اسرائيل قولها انه في حال كان رد حماس بشكل سلبي على صفقة التبادل، فان هناك احتمالا بالا تستأنف مفاوضات الصفقة من جديد في الوقت الراهن.

لكن المصادر قالت للصحيفة ان بلادها تتوقع 'ردا ايجابيا' من حماس على صفقة التبادل، وقالت انها تتوقع ان لا ترد حماس بـ'لا'، وانها ستبقي الباب مفتوحا امام استكمال المفاوضات.