خبر لم يحاولوا اعتقالهم...شهداء نابلس الثلاثة...أصدقاء لم يفرقهم الموت

الساعة 01:49 م|31 ديسمبر 2009

لم يحاولوا اعتقالهم...

شهداء نابلس الثلاثة...أصدقاء لم يفرقهم الموت

فلسطين اليوم- نابلس

في السابع و العشرين من الشهر أقدم جنود الاحتلال على تنفيذ جريمة إعدام بحق ثلاثة من نشطاء كتائب شهداء الأقصى في نابلس، و على عكس عمليات الإعدام المعتادة، فقد قام الجنود بتصفية الشهداء الثلاثة دون أي سبب لذلك، فهم غير مطلوبين لها و لم يحاولوا الفرار.

 

و الشهداء هم عنان صبح، و الذي كان قد حصل على إعفاء شامل من الاحتلال بعد قضاء فترة طويلة في سجون السلطة الفلسطينية، و الشهيد غسان أبو شرخ "30" عاما، و الشهيد رائد السركجي، "34" عاما.

 

يقول شقيق الشهيد غسان أبو شرخ في لقاء مع " فلسطين اليوم":"عندما اقتحموا البيت طلبوا من أخي غسان أن يخرج لهم و حينما نزل على الدرج و قبل أن يصل إليهم أطلقوا النار على قلبه، فسقط بين يدي أمي".

 

و تابع عمار أبو شرخ، أن الجنود لم ينتظروا حتى أن يصل إليهم غسان فأطلقوا عليه النار دون ان يتكلوا مع احد منا أي كلمة، و بعد أن قتلوه طلبوا منا جميعا الخروج و لم يبقوا سوى ابن شقيقي الصغير، الذي طلبوا منه أن يقوم بتحريكه ليتأكدوا انه توفي، دون ان يلتفتوا لصراخ أمي.

 

تصفية عن عمد...

و لم يكن الشهيد غسان الوحيد الذي اعدم بهذه الطريقة، فالشهيدين عنان و رائد تعرضوا لتنفس سيناريو التصفية، اطلاق مباشر عليهم دون أن يتكلموا معهم.

 

ففي شارع كشيكه في منطقة رأس العين كان جنود الاحتلال و في نفس الساعة، يحاصرون منزل الشهيد رائد السركجي، و يقومون بتفجير باب المنزل الخارجي، كما تقول زوجته تهاني السركجي.

 

تتابع:" كانت الساعة الثانية و النصف فجرا، استيقظنا على صوت انفجارات في محيط المنزل، و بعد ذلك اقتحم عدد كبير من الجنود المنزل، و حينما خرج رائد من الغرفة أطلقوا النار نحوه مباشرة، فاستشهد على الفور".

 

الزوجة تهاني تؤكد ما قاله شقيق الشهيد غسان حول تعمد الجنود تصفية الشهداء" لم يحاولوا حتى اعتقاله" قالت، وقاموا بإطلاق النار عليه بقصد قتله، و هذا ما يدلل عليه كمية الرصاص التي أطلقت عليه، تابعت.

 

و تضيف الزوجة تهاني، و التي أصيب جراء إطلاق النار على زوجها الذي كان أمامها:" بعد أن أطلقوا النار عليه و تأكدوا من موته طلبوا مني بطاقة هويته الشخصية ليتأكدوا منها".

 

حياة و موت...

و أن كان قدر الشهداء الثلاثة أن يكون استشهادهم في نفس اليوم، فكانت حياتهم أيضا قدر ربطهم بصداقة  قوية منذ الطفولة، كما يشير رائد شقيق الشهيد غسان:" كانوا أصدقاء جدا، وكنت اردد دائما أن علاقتهم غريبة في قوتها، وها هم لم يفرقهم حتى الموت، فكانوا شهداء في يوم واحد".

 

و الشهيد غسان أبو شرخ شقيق الشهيد "نايف أبو شرخ" قائد كتائب شهداء الأقصى في نابلس، و الذي اغتالته سلطات الاحتلال في العام 2004، مع سبعه من نشطاء الفلسطينيين.

 

و عما إذا كان الشهيد غسان أبو شرخ مطلوبا لقوات الاحتلال من قبل يقول أبو شرخ:" غسان رغم قربه من الشهيد نايف، إلا انه لم يكن يوما مطلوبا لقوات الاحتلال، اعتقل فترات بسيطة، كانت أطولها بعد استشهاد نايف، إلا انه لم يكن يوما مطلوبا أو مطاردا.

 

و هذا الحال ينطبق على وضع الشهيد السركجي و الذي كما تشير زوجته، لم يكن مطلوبا لها في الوقت الحالي، ففي بداية الانتفاضة كان من ضمن المطلوبين، و بقي مطاردا سبع سنوات قبل أن يعتقل و يفرج عنه، و بعد ذلك عاد إلى حياته الطبيعية من جديد.

 

تقول الزوجة:" لو كان مطلوبا للاحتلال كما يقولوا لكانوا اعتقلوه على الحواجز فهو كان يتنقل بين المدن رام و الله و نابلس و قلقيلية، بدون أي إشكالية أو أن يوقفه احد للسؤال".