خبر عامٌ على حرب غزة .. ولا تزال الذكريات حاضرةً في نفوس ذوي الضحايا

الساعة 01:09 م|29 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة ( مطر الزق)

عام على الحرب الإسرائيلية بغزة والحصار المطبق على القطاع منذ أربعة أعوام لم يضعف الذاكرة الفلسطينية فجذورها عصية على النسيان, وواصلنا في "فلسطين اليوم" حقنا في نقل الذكريات المؤلمة التي حدثت في مثل هذه الأيام قبل عام.

فقد التقى مراسلنا عدداً من عائلات غزة المنكوبة قبل عام، منها عائلة بنر "الزق" التي فقدت خمسة من أبنائها دفعة واحدة.

أم إيهاب بنر -التي استشهد زوجها وثلاثة من أبنائها وشقيق زوجها وابن أخيها -لم تستطع حبس دمعتها لتتذكر فصولاً من حياة أبنائها وزوجها وأقربائها.

وقالت:" خمسة من أفراد أسرتي استشهدوا في عام واحد , فقبل مرور الذكرى السنوية  لاستشهاد ابني محمد الذي ارتقى إلى العلا أثناء تأديته لمهامه الجهادية, وجدت نفسي أودع زوجي الذي تحملت معه عناء الحياة, ومدحت الذي لم يمض على زواجه الشهرين, وشادي الحالم بالشهادة طوال الوقت, وأحمد الذي لم يتسن له بعد الحصول على الشهادة الثانوية".

وجلست أم إيهاب -متوسطةً صور زوجها وأبنائها -وهي تقول: "أتذكر تلك الليلة جيداً، حيث كنت في المنزل وسمعت صوت القصف الشديد لشارع الطواحين بحي الشجاعية بصورة همجية, ولم أكن أعلم أن زوجي واثنين من أبنائي سيكونون من بين الشهداء".

من جانبه، قال الشاب هشام السموني في العام الأول لاستشهاد عائلته :"إن حزني يتجدد في ذكرى مرور عام على استشهاد 29 من أفراد عائلته بينهم والدته في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".

ويضيف السموني -الذي يملك ورشة صغيرة في حي الزيتون شرق مدينة غزة- "نطالب العالم الحر بالالتفات إلى المأساة الفلسطينية، ووقف الجرائم الإسرائيلية، وإعادة بناء بيوتنا المدمرة".

ولا تزال عائلة السموني تقيم خياماً مؤقتة فوق ركام منازل المدمرة بجانب مسجد الحي المدمر" فهذا يترك سؤال إلى متى ستبقي عائلة السموني تعيش فوق ركام منازلها دون إعمار ما دمرته آلة الدمار والخراب".

من ناحيتها الحاجة أم محمد ديب (42عاماً) -التي فقدت زوجها وثلاثة من أبنائها خلال مجزرة مدرسة الفاخورة بالإضافة إلى بتر ساقي ابنها- استرجعت ذكرياتها لما حدث لها في مثل هذا اليوم من العام الماضي.

وأخذت تقول: "كل يوم هو جرح جديد لي, فعند مشاهدتي لصور زوجي وأبنائي الشهداء، أو رؤية ابني الجريح زياد الذي لم يتجاوز من العمر 27 عامًا، وقد أصبح معاقًا، يتجدد الحزن, فمشهد القصف ورؤية دماء زوجي وأبنائي تملأ المكان".

وتابعت قولها: "عندما تعود بي الذاكرة إلى ذلك اليوم أشعر بنار في قلبي تحرقني وتحرق معها كل الذكريات الجميلة التي عشتها مع زوجي وأبنائي, لقد عشت عاماً حزينًا، واليوم يتجدد هذا الحزن بشدة، ففي مثل هذه الأيام افتقدناهم وسالت دماؤهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل".