خبر كـيـف يـقيـم الصهــاينــة قـادتهــــم عــام 2009 ؟؟

الساعة 09:44 ص|29 ديسمبر 2009

بقلم: يوسي بيلين

العلامات التي تعطى لشخصيات سياسية في نهاية العام اشكالية ليس فقط بسبب التوجه الذاتي جدا لدى مانحي العلامات، وانما ايضا لوجود فرق بين العلامة التي تمنح للانجاز الشخصي لهذا الشخص وبين طابع تأثيره على المصلحة القومية كما يظهر في نظر مانحي العلامات. وعليه فها أنا اقترح ادناه تقديرين: الاول تقدير للانجاز السياسي الشخصي والثاني للتأثير. انا لم احاول ازالة ذاتية في هذه المسألة.

 

شمعون بيرس: ممتاز بالنسبة له وجيد بالنسبة لنا. بعد سنوات من الوقوف في قلب الخلاف الاسرائيلي للتأييد من هنا والشجب الشديد من هناك، تحول بيرس الى رمز للاجماع الاسرائيلي والاكثر حبا واعجابا. هو الممثل الابرز لاسرائيل في العالم. علاقاته مع كل قادة الحكم في اسرائيل رائعة وكلمته مسموعة. بالنسبة للمصلحة القومية – الفرصة الضائعة تكمن في انه عندما يصل رجل يسار صارخ لموقف الرئاسة يجد نفسه داعما لمواقف سياسية بعيدة عن قلبه. هو يتنازل عن امكانية استخدام مكبر الصوت القومي حتى يقول حقيقته ويا للخسارة.

 

بنيامين نتنياهو: علامة جيد جدا بالنسبة له وعلامة سيء بالنسبة لنا. نتنياهو عاد الى منصب رئيس الوزراء بعد عشر سنوات من ولايته الاولى التي فشل فيها. هو نجح في تشكيل ائتلاف وضم اليه حزب العمل. هو نجح في الحفاظ على ائتلافه رغم اتخاذه لقرارات غير مريحة لبعض اطراف هذا الائتلاف. في المواجهة التي حصلت مع اوباما نجح نتنياهو في الصمود على موقفه وعدم تجميد المستوطنات. بالنسبة لنا – مع بداية ولايته توقفت المفاوضات السياسية مع جيراننا واسرائيل تتدهور بسرعة من حيث مكانتها في العالم ولذلك آثاره الاقتصادية وغير الاقتصادية عدا عن حقيقة ان بعض الشخصيات البارزة تمتنع عن السفر الى عدة دول في اوروبا. تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية كان تعيينا لا يتصف بالمسؤولية ومنح كل المناصب المتعلقة بسلطة القانون في الدولة والكنيست لاتباع ليبرمان ومقربيه هو ضرر فادح.

 

تسيبي لفني جيد بالنسبة لنا وجيد جدا بالنسبة لها. بالنسبة لتسيبي لفني – "كاديما" برئاستها حصلت على عدد المقاعد الاكبر في الكنيست الا انها لم تتمكن من تشكيل الائتلاف واختارت ترأس المعارضة. هي نجحت في الحفاظ على مكانتها في اسرائيل والعالم كصوت يتصف بالمسؤولية ووزنا معادلا لنهج حكومة نتنياهو وقوتها في استطلاعات الرأي ما زالت محفوظة. اما بالنسبة لنا فحقيقة ان لفني لم تقع في اغراء الانضمام للحكومة ولم تخضع وما زالت تشكل بديلا رغم الضغوط الممارسة عليها للانضمام للحكومة ضرورية لاحتمالات التقدم السياسي في المستقبل.

 

ايهود باراك: لا بأس بالنسبة لنا وسيء بالنسبة له. بالنسبة له – رغم ان حزب العمل برئاسته وصل الى الدرك الاسفل في عدد المقاعد الا ان باراك نجح في استغلال اصرار نتنياهو على ابراز حكومته كحكومة وحدة ومنح كل اعضاء  الكنيست تقريبا مناصب حكومية ومواصلة منصبه كوزير للدفاع. هو ايضا يواصل الحفاظ على شعبيته في هذا المنصب رغم ان حزبه يقترب في الاستطلاعات الى نسبة الحسم. اما بالنسبة لنا – حقيقة ان باراك قرر الالتفاف على كاديما من اليمين والانضمام لحكومة نتنياهو وليبرمان وبني بيغن هي تنازل عن احتمالية تشكيل البديل الاشتراكي الديمقراطي في اسرائيل.

 

افيغدور ليبرمان: جيد جدا بالنسبة له وفظيع بالنسبة لنا – ليبرمان حظي بانجاز كبير في الانتخابات – نجح في خداع نتنياهو عندما دفعه للاعتقاد بأنه ان لم يحصل على مراده فسيتحالف مع لفني وحصل على منصب بارز من دون ان تكون هناك حاجة للبرهنة عن قدرته كاملة. هو قائد حزب الصوت الواحد. من الناحية الاخرى افق ولايته آخذ في القصر وهو يرى لائحة الاتهام والحكم الذي سيصدر بحقه ويدرك انه وزير خارجية في الزمن المستقطع. وبالنسبة لنا – حقيقة انه شخص قد برز طوال حياته السياسية كعديم للمسؤولية وليست لديه اية احتمالية للفوز بقبول العالم العربي المعتدل والذي يعتبر وجوده في وزارة الخارجية سببا في رؤية اسرائيل كدولة تفضل المناكفة على السلام – تحول تعيينه في هذا المنصب لضرر فادح ولا داعي له.