خبر عام على « رصاص مصبوب » .. انتصار الوحشية .. يديعوت

الساعة 09:20 ص|28 ديسمبر 2009

بقلم: يرون لندن

مر عام منذ حملة "رصاص مصبوب" . قطاع غلاف غزة هادىء ومزدهر. السكان الذين غادروه رعبا من القسام يعودون الى منازلهم. ثمن الشقق يرتفع. وحتى الطبيعة تنير لهم الوجه. الامطار المباركة لبداية الشتاء بعثت بالزرع الغافي للزهور البرية. التلال الخفيفة في "الغلاف" غطيت بالالوان الصفراء والحمراء. ويبدو أن هكذا تقريبا تبدو هذه المشاهد ايضا في السنة الماضية ولكن الانظار لم ترنو اليها بل الى الغرب، الى موقع صاروخي يتجه ليهبط نحو مأوى ما.

حماس مردوعة. ليس لان زعماءها ومرشدو الاسلام غيروا وجهة نظرهم عن السبيل الذي ينبغي من خلاله حل النزاع في الشرق الاوسط. فمن ينصت الى الخطباء في مساجدهم والى البث الاذاعي لمحطاتهم لا يجد مؤشرات اعتدال. ومثلما قبل الحملة، الان ايضا، يروي الخطباء عن اليهود، من أنسال القردة والخنازير، ممن ينشرون في العالم الحروب والاوبئة والكفر والشيوعية وعن أنه يجب طردهم من بلدان الحياة. مقاتلو حماس لم يفقدوا شجاعتهم. فهم متزمتون وجسورون مثلما كانوا. كذا العذروات اللواتي ينتظرونهم في الجنة لم يفقدن صبرهن.

حماس تمتنع عن النار لانها بحاجة ماسة الى مهلة زمنية كي تثبت حكمها، تعمر المنازل المهدمة، تعظم قوتها العسكرية وتحقق صفقة شليت. عندما سيشعر زعماؤها بانهم أنهوا مهماتهم، ويقدرون بان الوقت ملائم، سيعودون الى الهجوم. وربما لا. ربما تعلموا الدرس. ومهما يكن من أمر، لا يمكن التشكيك بالقول انه لولا النار التي اطلقناها على غزة لواصلت حماس اطلاق النار.

حظينا بهدوء يخترق في أوقات متباعدة. ما هو ثمنه؟ الثمن هو 10 جنود قتلى واكثر من 300 جريح. هذه الخسارة لا يوجد سبيل لوزنها. العالم شدد انتقاده لاسرائيل. ليس لطيفا، على الاطلاق ليس لطيفا مواجهة المقاطعات والشتائم ولكن الوصمات التي اضيفت الى صورتنا لم تضر بنا في المجالات القابلة للقياس. الاقتصاد يتحسن. العلاقات التجارية لم تتضرر. الدول التي تقود العالم – الولايات المتحدة، روسيا، الاسرة الاوروبية، الصين، الهند، كندا، البرازيل – لم تغير موقفها منا. بل انها لم تعوض نظام حماس عن معاناة سكان القطاع. مصر عززت علاقاتها معنا. السعودية وبخت حماس ولم تتبنى الغزيين الى محفظتها. الفلسطينيون في يهودا والسامرة لم يشرعوا في انتقاضة ثالثة. في هذه الاثناء. تركيا، التي تقف علاقاتنا معها منذ الازل على قدمين واهنتين، غضبت وشتمت، ولكن في ختام سنة واضح أن مصالحها هدأت روع مشاعرها. فنزويلا، بوليفيا، موريتانيا وقطر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل. خسارة. ليست مصيبة.

نتائج الحملة هي انتصار الوحشية. هذا مؤسف. هذا مثير للصحوة. هذا يدعو الى الاستنتاجات. مع مرور الوقت سينسى العالم قصير الذاكرة المشاهد الشديدة في غزة، لان مشاهد اشد، في اماكن اخرى في العالم، ستحتل كل المكان الشاغر في القرص الصلب للعقل الجماعي. الغزيون وحدهم سيتذكرون. واذا ما خاب ظننا، ينبغي ان نشعل ذاكرتهم بالنار.

لا ينبغي العودة الى استراتيجية الامتصاص، التي غايتها جمع نقاط الاستحقاق في الرأي العام الدولي. فقد ثبت بان مخزون النقاط ينفد من صندوقنا بعد ايام قليلة من انزالنا ضربات قاضية على اعدائنا. من غير المجدي الانتظار. الرد غير المتوازن يتعين علينا أن نوقعه بسرعة، حتى لو لم تنضج حتى ذلك الحين وسائل اعتراض المقذوفات الصاروخية. "الردع"، كما درج على القول خبراء الامن "يجب تعزيزه". ونضيف الى هذا القول انه ينبغي أيضا تعزيز تصميم معززي الردع ايضا.