خبر ذكريات الأب الضرير..« أتمنى تحسس جثمان ابنى مرة أخرى لأراه »..لماذا قتلوه؟

الساعة 09:00 ص|28 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم - غزة (خاص )

" جلست في بيتي .. وعندما عاد من عمله تناولت معه طعام الغذاء .. وجلس بجانبي ومعه أبني الأصغر معاذ , وحينما أردت النوم أمسك الغطاء ووضعه علي لتكون هذه اللحظة هي الأخيرة التي ألمس فيها حنانه "

خرج ولم يعد , رغم أن آخر كلمات سمعته يقولها لزوجته كانت " عندما اعود الى المنزل سوف أجلس مع أبي " ولكني انتظرت طويلا ولكنه لم يعد حتى الآن

ولعل والد علاء مودد الشيخ الكهل لم يكن بأحسن حال من زوجتة حيث بدأ يصف لفلسطين اليوم ما حل به حيث قال ..عندما استيقظت من نومي صليت المغرب , وجلست على الكرسي انتظر آذان العشاء , فإذا بثلاث ضربات صاخبة تهز الشارع الذي نسكن فيه , لم أعرف ماذا أفعل فأخذت بالصراخ عل أحد يجيبني ويطمئنني من حالة الخوف التي سيطرت علي , فإذا بزوجتي تلبي ندائي ولكن بخبر هز كياني وعمق احزاني وزاد من عنائي .. أخبرتني بوفاة علاء .

,اكمل حديثة بشئ من الحزن: " جلست بجانب جسمانه ووتحسست جسده ووجهه لأشبع بذلك رغبات شوقي إليه , فأنا ضرير لا يمكنني رؤيته " وبعدها انهمرت عيون الشيخ أبو علاء بالبكاء ولم يستطع مواصلة الحديث لتكمله زوجة الحاج أبو علاء..حيث نوهت الي انها ليست أم علاء انما زوجت أبيه , فعلاء الشاب اليافع فقد والدته منذ الصغر وقد تولت مهمة تربية

وقالت : " حتى هذه اللحظة لا يغيب عن نظرى الصورة التي رأيته فيها , فعندما سمعت صوت القصف صرخت بأعلى صوتي وقلت علاء قبل أن اعرف أنه قد مات وخرجت من المنزل وسرت رغم الظلام الدامس المخيم على المنطقة والغبار الذي عج في السماء باحثة عن علاء , فاذا بفتاة تناديني وتقول لي جثة علاء ملقاة هناك "

وواصلة الحاجة وصفها للمنظر : "عندما وصلت اليه وضعته بين ضلوعي فانا حرمت من الأبناء وعلاء هو ابني الوحيد وبعدها شعرت بالإغماء , ولا أدري ماذا حل بي , وفي صباح اليوم الثاني جلست انتظر اللحظة الأخيرة لوداعه ولكنني لم أتمكن من رؤيته فقد غاب عني ولم تبق لدي الا صورته "

أما حزن الابنة الأكبر لعلاء "نرفانه" لا يمكن أن يتخيله بشر فهي حتي اليوم لا تتناول مع إخوانها طعام الغذاء يوم الجمعة لأنه اليوم الوحيد الذي كان يجمعها بأبيها الذي أبى الاحتلال الإسرائيلي الا أن يحرمها منه في آخر يوم للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .

وبذلك يكون علاء قد وراى التراب تاركا وراءه أسرة مكونة من خمسة بنات و اربعة اولاد أكبرهم ادهم البالغ من العمر (14 عاما ) وأصغرهم معاذ الذي يبلغ من العمر ( خمسة أشهر ) حين استشهاد أبيه , إضافة الى إعالته لأسرة أبيه العاجز .

ليست عائلة الشهيد علاء مودد هى الاولي التي فقدت والدها دون ذنب فهناك المئات من الاسر تتذكر وفاة أحبتها بعد مرور عام على انتهاء الحرب الغاشمة على القطاع والتي راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى..دون محاسبة لمن ارتكب هذة الجرائم ..!